الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

8 أغانٍ تكشف أسرار "العندليب"

العندليب الأسمر عبد
العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ترك العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ إرثًا فنيًا هائلًا، ما زال يعيش العالم على أوتار نغماته، وتدق قلوب المحبين على نبرات صوته الحنون، ورغم مرور 40 عامًا على رحيل العندليب إلا أن ذكرى وفاته تشهد زيارة مئات المعجبين من جميع أنحاء العالم لشقته بالزمالك وقبره بالبساتين، ليشعر بما يحيطه من حب وحفاوة، ولاعتباره رمزا هاما من رموز مصر التى سيخلدها التاريخ أبد الدهر.

اشتهر العندليب بأنه كان شديد الغيرة فنيًا، ما كان يجعله يختار أعماله بعناية، ويتعاون مع شعراء يضمن معهم النجاح لموهبتهم الفذة، فكانت كلماتهم تُعد تأشيرة للوصول إلى قلوب الجمهور، لما تحمله من معان تأسر السمع والقلب.

واحتفاءً بذكرى العندليب.. "البوابة ستار" ترصد خلال السطور القادمة أهم 8 أغان بحياة العندليب:

أغنية "زي الهوى"

ذكر الكاتب محمد بديع سربيه فى مذكراته "مشوار مع العندليب"، أنه ذات مرة كان العندليب على متن طائرة تقله من لندن إلى المغرب، لإحياء حفل هناك، وعلى متن الطائرة التقى بمضيفة اسمها "رابحة" تبادلت معه الحديث عن فنه وحب الشعب المغربى الجارف له، وعرضت عليه أن تلتقيه، فعزمها على حضور الحفل فى مدينة الرباط، وذهبت.

عندما وصلت "رابحة" لمكان الحفل سألت العندليب: "هل تعلم من صاحب هذا الحفل ومن هى زوجته"؟.. قال لها أسمع عنهما، فأخبرته المضيفة بمكانته ونفوذه، فرد عليها العندليب: "وأنا مالى بكده، أنا جاى أغنى"، وبدأ فى الغناء وظلت زوجة صاحب الحفل أمامه تستمع وتنظر إليه، وفور انتهائه سارعت إليه، وتحدثا معا، وفى نهاية الحديث طلبت أن تلتقيه، والتقيا، وأثناء اللقاء الأول قالت له إنها تحبه، وأخبرها العندليب أنه معجب بها، ثم عاد إلى لندن وترك معها عنوان شقته هناك لتراسله.

بعد سفر العندليب إلى لندن أرسلت له أول رسالة كانت باللغة الفرنسية، لم يستطع ترجمتها، وبالصدفة مر عليه فى لندن صديقه الموسيقار منير مراد، فأعطاها له لترجمتها، فقال له إنها تقول إن لقاءك معها كان وقتا جميلا، لكنك إنسان غامض، لذلك ليست متأكدة من مشاعرها تجاهك، وفى يوم آخر أرسلت رسالة بالفرنسية أيضا، أعطاها عبد الحليم لمنير مراد يترجمها، فقال له إنها تقول إن حبك لها "زى الهوا".

وأكمل: "سمع العندليب الكلام وظل يردد مع نفسه "زى الهوا يا حبيبى زى الهوا"، وهاتف الشاعر محمد حمزة والموسيقار بليغ حمدى ليحضرا إلى لندن، وقال لهما وجدت مطلع الأغنية الجديدة "زى الهوا يا حبيبى زى الهوا"، وكانت!".

أغنية "صافيني مرة"

"صافينى مرة وجافينى مرة.. ولا تنسنيش كدا بالمرة" كلمات هذا الرجاء كانت بوابة عبور العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ إلى الشهرة، وإلى قلوب جمهور لم يكن يعرفه قبل تاريخ غناء تلك الأغنية فى حديقة الأندلس، فقد كانت سببا فى شهرته وقد غناها فى فيلم "أيام وليالي" عام 1955.

أغنية "التوبة"

ذكر الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى فى أحد لقاءاته الصحفية "أنه تم خطفه فعليًا لمقابلة حليم، فحينما كان الخال بصحبة رشدى وبليغ فجأة وجد أمامه اثنين يرتديان بذلتين ونظارات سوداء ضخمة، وقال أحدهما بنبرة حادة: "حضرتك الأستاذ الأبنودى؟ من فضلك عايزينك معانا شوية"، وبعدما ظن الخال أنه معتقل، اقتيد فى سيارة إلى عمارة بحى الزمالك، صعد إلى الشقة وجد أمامه عبد الحليم حافظ".

وأكد أن العندليب طلب يومها من الأبنودى أن يكتب له أغنية، وقال: "أنا عايز أغنى باللغة بتاعتك دى عشان عاجباني، بس أنا مقدرش أقول المسامير والمزامير زى رشدي" -يقصد مقطع فى ايديا المزامير وف قلبى المزامير من أغنية عدوية.

فرد عليه الأبنودى قائلًا: "هنعمل كل ما أقول التوبة بس مع بليغ"، وكان بليغ وقتها على خلاف مع حليم ونجح الخال فى جمعهما مرة أخرى، ورغم أن الأبنودى كتب هذه الأغنية خصيصًا لحليم، إلا أنه حين سمع الأغنية أول مرة استشاط غضبًا بسبب مقدمة الأغنية، بل وصل الأمر إلى أنه تبرأ منها ومن موسيقاها، وقال إنها تذكره بالموسيقى الخاصة بالسيرك والملاهى الرخيصة فى العاصمة الفرنسية باريس.

أغنية "من غير ليه"

روى الشاعر الغنائى الراحل محمد حمزة عن آخر قصة حب فى حياة عبد الحليم حافظ، التى اعترف بها العندليب له، وكانت فتاة فى السابعة عشرة من عمرها، وكان حليم صديقا لجدها الوزير وبلغ الحب مبلغه لدرجة كان يذهب إلى جدها بصفة مستمرة ليشاهدها.

وحاول محمد حمزة وبليغ حمدى عندما كانا مع العندليب بلبنان إبعاده عن تلك القصة، لكنه رفض واعتزم أن يتقدم لخطبتها، لكن قبل أن ينطق فاجأته الفتاة بقولها "أنا اتخطبت هتغنى فى فرحى يا عمو"، وكانت صدمته عندما تبين حقيقة مشاعرها نحوه، حيث اعتبرته بمكانة الأب وليس الحبيب، بعدها اختار العندليب أغنيته "من غير ليه" التى رحل ولم يكملها.

أغنية "حبيبتي من تكون"

كما سجل فى حب تلك الفتاة واحدة من أهم أعماله الغنائية وهى "حبيبتى من تكون" كلمات الشاعر خالد آل سعود وقال فيها: "صغيرتى أنا لن أقول شيئا وأبدا أبدا لن أقول.. فحرصى عليكى كحرص نفسى على الحياة لكى تطول.. صغيرتى لا تخافى واهدئى.. ولا تبالى أننى يا حبيبتى أخف هواك عن العيون فكيف منى يعرفون".

أغنية "في يوم في شهر"

تلك الأغنية التى كتبها فى رحيل حبيبته الوحيدة ديدي، التى كتب عنها فى مذكراته، أنها ذات العيون الزرقاء التى اكتشفت من خلال حبى لها أن للحياة معنى وأن الشمس من حقها أن تشرق كل صباح وأن الغروب من حقه أن يأتى وأن الإنسان من حقه أن يتنفس.. كانت جميلة للغاية وأشتاق إليها الآن وعاشت قصة حبى لها خمس سنوات.. أقسم بالله العظيم يمينا أسأل عنه يوم القيامة أننى لم أكن أحب واحدة من النساء مثلما أحببتها وليكن اسمها ليلى، وليلى ليس اسمها لأن الاسم يجب أن يظل سرا.. هى الآن ذكرى.. لا أعرف كيف تتحول الضحكة واللمسة والأمل والحلم إلى ذكرى.. إننى ما رأيت فى حياتى عيونا فى مثل جمال عينيها.. عيونها زرقاء رمادية بنفسجية لا أدرى لكنى كنت أعرف أن عيونها ملونة بالبهجة والأسى فى آن واحد.. أقسم بالله العظيم أننى كنت أرى الغروب فجرا وأرى الفجر نورا وأرى كل لحظة من اليوم لحظة فى الحب كانت ليلى هى السبب فى كل ذلك كأننى ولدت يتيما حتى أولد فى عينيها لتصبح أمى".

أغنية "حاول تفتكرني"

شاعت تلك الأغنية بكثرة عقب انتشار شائعة زواج العندليب بالسندريلا سعاد حسني، التى أكدها البعض ومنهم الإعلامى مفيد فوزى وشقيقتها جنجاه، حيث أكدا أنهما تزوجا عرفيًا لمدة 6 أعوام، ولكن سعاد حسنى قررت الانسحاب لرفض عبدالحليم حافظ عملها والرغبة فى اعتزالها، وهو ما رفضته السندريلا وقررت الانفصال، وأهداها عقب انفصالهما تلك الأغنية.

أغنية "لقاء" 

ارتبط حليم بعلاقة صداقة قوية بالملحن كمال الطويل، وحينما عين الطويل فى الإذاعة طلب من عبد الحليم أن يقدم طلبًا ليصير مغنيًا بالإذاعة، وقد كان، وأمسى حليم مغنيًا بالإذاعة المصرية، غير أن الأغنية التى طلب من حليم أداءها لم تعجبه، إذ كانت الكلمات ركيكة ومتواضعة، وهكذا، رفض حليم أداء الأغنية، لأنه كان يريد أن يقدم نفسه للناس فى أحسن صورة.

بعدها التقى حليم صلاح عبد الصبور فى قريته الحلوات، وكان يمت له بصلة قرابة، وطلب منه كتابة قصيدة لغنائها، فكانت قصيدة "لقاء" الأغنية الأولى لعبد الحليم، وكانت بالعربية الفصحى.