رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في أول زيارة لرئيس مصري إلى واشنطن منذ 10 سنوات.. "السيسي" و"ترامب" يعيدان الدفء للعلاقات المصرية الأمريكية.. "الجارديان": تنهي توترًا سببه أوباما.. ومكافحة الإرهاب ودعم التعاون الاقتصادي أبرز الملفات

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يغادر الرئيس عبدالفتاح السيسى، غدًا السبت، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، فى زيارة رسمية هى الأولى لرئيس مصرى إلى الولايات المتحدة منذ ١٠ سنوات، وسيلتقى نظيره الأمريكى دونالد ترامب "الإثنين"، لحسم جميع الملفات التى تخص التعاون الثنائى وكذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين العالمى والإقليمى، التى بدا أن الرجلين يحملان رؤية واحدة تجاهها، وهو ما أظهرته تصريحاتهما منذ حتى ما قبل فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية فى أواخر العام الماضى، لتنتهى بذلك حقبة من التوترات التى شابت العلاقات بين البلدين، منذ ما يقرب من ٥ سنوات، عندما كان باراك أوباما على رأس السلطة السياسية فى الولايات المتحدة.

وستتجه الأنظار منتصف الأسبوع المقبل نحو العاصمة الأمريكية، ترقبا لما ستسفر عنه الزيارة المرتقبة للرئيس السيسى، الذى استطاع أن يعيد مصر إلى مكانتها اللائقة على الساحة الدولية، بعد أن استعادت ثقلها فى منطقة الشرق الأوسط، ومن المنتظر أن تتطرق مباحثات السيسى وترامب إلى عدة ملفات أبرزها التعاون الاقتصادى ومكافحة الإرهاب.
وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت رسميا أن «ترامب» سيستقبل نظيره المصرى عبدالفتاح السيسى فى الثالث من أبريل، بناء على دعوة رسمية من الرئيس الأمريكى المنتخب حديثا، الذى تولى مهام منصبه فى ٢٠ يناير الماضى.
وقد اجتمع ترامب منذ وصوله إلى السلطة مع ١٢ من القادة الدوليين، بمن فيهم رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى، الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والبريطانية تيريزا ماى، والكندى جوستين ترودو، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وتعتبر تلك الزيارة هى الأولى الرسمية التى يقوم بها السيسى إلى واشنطن منذ توليه منصبه عام ٢٠١٤.
وكان السيسى أول زعيم دولى تحدث معه ترامب بعد فوزه فى انتخابات الرئاسة فى نوفمبر، وكان أيضا واحدا من أوائل من تحدث إليهم بعد تنصيبه.
وكانت العلاقات بين واشنطن والقاهرة قريبة جدا منذ توقيع مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل عام ١٩٧٩، ما دفع الولايات المتحدة إلى تقديم مساعدة عسكرية بقيمة ٣.١ مليار دولار سنويا.
وأصابت العلاقات البرود عقب ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١١، وتوقفت المساعدات العسكرية مؤقتا، ولكن منذ ذلك الحين كانت هناك محاولات لإعادة بناء الروابط، وأعيدت المساعدات عام ٢٠١٥.
ونشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية تقريرا استعرضت فيه العلاقات المصرية الأمريكية، وقالت إن العلاقات بين القاهرة وواشنطن يمكن أن تكون أكثر دفئا تحت حكم ترامب، بعد سنوات من التوتر بين السيسى والرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، فى ظل دعم أوباما جماعة الإخوان المسلمين المحظورة حاليا.
وأوضحت الصحيفة أنه على عكس ترامب، لم يوجه أوباما الدعوة للسيسى إلى البيت الأبيض، بسبب عدم تقبله للسياسة المصرية حينها، وأضافت أنه "يحسب للسيسى محاولته إعادة البناء داخل بلاده وتكوين علاقات قوية خارج البلاد، وهى سمة يتسم بها منذ توليه الرئاسة المصرية".

وتشكل زيارة الرئيس السيسى إلى واشنطن نقطة تحول فى مسار العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة فى كل المجالات فى ضوء التغيرات المتلاحقة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط واستعادة مصر لدورها المحورى بالمنطقة وإدراك إدارة الرئيس دونالد ترامب لأهمية دور مصر فى تعزيز الاستقرار الإقليمى ومكافحة الإرهاب والتطرف وحرص مصر على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع كل القوى الفاعلة على الساحة الدولية.
ترحيب أمريكي
وبدا ترحيب الجانب الأمريكى بزيارة الرئيس السيسى لواشنطن واضحا من خلال إعراب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مؤخرا عن تطلعه لزيارة الرئيس السيسى للولايات المتحدة لاستكمال التنسيق والتشاور بين الجانبين بما يحقق تطلعات الشعبين الصديقين؛ مشيدًا باللقاء الذى جمعه بالرئيس السيسى فى نيويورك خلال شهر سبتمبر الماضى، ومؤكدا حرصه على استمرار علاقات الصداقة الوطيدة بين مصر والولايات المتحدة.
كما أعرب الرئيس ترامب أيضا عن خالص تقديره لاتصال الرئيس السيسى به عقب فوزه فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى جرت فى نوفمبر الماضى.
اتصالات هاتفية
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى، قد أجرى اتصالا هاتفيا فى التاسع من نوفمبر الماضى بالرئيس ترامب، وأعرب له عن خالص التهنئة بانتخابه رئيسًا جديدًا للولايات المتحدة؛ موجها دعوة إلى ترامب لزيارة مصر.

ويعد الرئيس السيسى أول زعيم يوجه التهنئة للرئيس ترامب عقب فوزه فى الانتخابات الرئاسية، كما وجه الرئيس السيسى أيضا التهنئة له عقب توليه رسميا رئاسة الولايات المتحدة فى يناير الماضى.
كما تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسى اتصالًا هاتفيا من ترامب، تم التطرق خلاله إلى مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية، حيث أعرب الجانبان عن تطلعهما لأن تشهد المرحلة القادمة تناميًا ملحوظًا يشمل كل جوانب العلاقات الثنائية وتعاونًا فى كل المجالات التى تعود على شعبى البلدين بالمصلحة والمنفعة المشتركة.
فى السياق ذاته، أعرب الرئيس السيسى -خلال اتصال هاتفى، تلقاه أيضا من الرئيس ترامب فى ٢٣ يناير الماضى- عن تطلع مصر لأن تشهد العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين دفعة جديدة فى ظل إدارة الرئيس ترامب.
وفود أمريكية في القاهرة
وبدأت بوادر عودة الدفء للعلاقات المصرية الأمريكية منذ أغسطس ٢٠١٥، مع استئناف الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى على مستوى وزيرى الخارجية لأول مرة منذ عام ٢٠٠٩، وأعقبه زيارات وفود الكونجرس الأمريكى لمصر.

فى السياق ذاته، نوه الرئيس السيسى خلال مناسبات عديدة بأهمية العلاقات بين القاهرة وواشنطن، حيث شدد خلال لقائه مع رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية فى ١١ فبراير الماضى على أهمية العلاقات الاستراتيجية التى تربط مصر بالولايات المتحدة منذ عقود ونجاح تلك العلاقات فى اجتياز العديد من التحديات خلال السنوات القليلة الماضية بما يؤكد عمق تلك العلاقات وثباتها واستقرارها، مؤكدا أهمية مواصلة قيام الولايات المتحدة بدورها تجاه المنطقة بهدف التوصل إلى حلول للأزمات القائمة.
كما أعرب الرئيس السيسى، خلال لقائه مع وفد من مجلس أعمال الأمن القومى الأمريكى فى ١١ يناير الماضى، عن تطلع مصر لتعزيز التعاون والتنسيق مع إدارة الرئيس ترامب لا سيما فى ضوء وجود تحديات مشتركة تتطلب تكثيف التعاون للتعامل معها، منوها إلى أهمية زيادة الاهتمام الأمريكى بقضايا المنطقة، ومؤكدا حرصه على الالتقاء بمختلف أطياف الشعب الأمريكى لاستعراض تطورات المنطقة وشرح حقيقة ما تمر به من تحديات.
فى المقابل أكد أعضاء وفد معهد الشرق الأوسط الأمريكى -برئاسة ويندى تشامبرلين مديرة المعهد، خلال لقائهم بالرئيس السيسى بالقاهرة فى الثانى من فبراير الماضى- ما تتميز به العلاقات المصرية الأمريكية من طابع استراتيجى، مؤكدين ضرورة العمل على تعزيزها وتطويرها خلال المرحلة المقبلة لتصبح شراكة حقيقية بين البلدين، فضلا عن توثيق التشاور بين الدولتين حول التطورات الإقليمية بما يساهم فى التغلب على التحديات التى تواجهها المنطقة بما فيها خطر الإرهاب.
كان السيسى أول زعيم دولى تحدث معه ترامب بعد فوزه فى انتخابات الرئاسة فى نوفمبر، وكان أيضا واحدا من أوائل من تحدث إليهم بعد تنصيبه.