الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

السيسي في البيت الأبيض.. نشاط مكثف للرئيس بأول زيارة رسمية لأمريكا.. جلسة مباحثات ثنائية مع ترامب لبحث مكافحة الإرهاب وقضية فلسطين.. لقاء أعضاء الكونجرس وغرفة التجارة المركزية لتعزيز التعاون الاقتصادي

السيسي وترامب
السيسي وترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى واشنطن، غدًا السبت؛ لإجراء مباحثات مع الإدارة الأمريكية الجديدة، في أول زيارة رسمية له للبيت الأبيض منذ تولِّيه السلطة في يونيو 2014.
ويعقد الرئيس السيسى، بعد وصوله، عدة لقاءات مع كبار المسئولين، وعدد من اللقاءات الثنائية التى تجمعه بأعضاء الكونجرس الأمريكى وغرفة التجارة المركزية ووزير الخارجية ونائب الرئيس الأمريكى.



♦ جلسة مباحثات
يُجري الرئيس السيسي جلسة مباحثات، الإثنين الموافق الثالث من أبريل المقبل، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب؛ لتعزيز جسور التواصل والتفاهم المشترك حول طبيعة التحديات التي تواجه المنطقة وسبل التصدي لها، وتأكيد أن العلاقات المصرية الأمريكية ممتدة ومتشعبة وذات طبيعة استراتيجية، وأن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز هذه العلاقات في كل المجالات.
ومن المقرر أن تشهد المباحثات مناقشة أزمات المنطقة "سوريا- ليبيا– العراق- اليمن" ومكافحة الإرهاب، فضلًا عن بحث القضية الفلسطينية.

♦ نقطة تحول في مسار العلاقات
تشكل زيارة الرئيس السيسى إلى واشنطن نقطة تحول في مسار العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة في كل المجالات، في ضوء التغيرات المتلاحقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط واستعادة مصر دورها المحوري بالمنطقة، وإدراك إدارة الرئيس دونالد ترامب أهمية دور مصر في تعزيز الاستقرار الإقليمى ومكافحة الإرهاب والتطرف، وحرص مصر على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع كل القوى الفاعلة على الساحة الدولية.


♦ ترحيب أمريكى
بدا ترحيب الجانب الأمريكى بزيارة الرئيس السيسى لواشنطن واضحًا من خلال إعراب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مؤخرًا عن تطلعه لزيارة الرئيس السيسى للولايات المتحدة لاستكمال التنسيق والتشاور بين الجانبين بما يحقق تطلعات الشعبين الصديقين، مشيدًا باللقاء الذي جمعه بالرئيس السيسى في نيويورك خلال سبتمبر الماضي، مؤكدًا حرصه على استمرار علاقات الصداقة الوطيدة بين مصر والولايات المتحدة. كما أعرب الرئيس ترامب أيضًا عن خالص تقديره لاتصال الرئيس السيسي به عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت في نوفمبر الماضى.


♦ اتصال هاتفى بين السيسي وترامب
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أجرى اتصالًا هاتفيًّا في التاسع من نوفمبر الماضى بالرئيس ترامب، وأعرب له عن خالص التهنئة بانتخابه رئيسًا جديدًا للولايات المتحدة، موجهًا الدعوة إلى ترامب لزيارة مصر، ويعد الرئيس السيسى أول زعيم يوجه التهنئة للرئيس ترامب عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية، كما وجه الرئيس السيسى أيضًا التهنئة له عقب تولِّيه رسميًّا رئاسة الولايات المتحدة في يناير الماضي.
كما تلقَّى الرئيس عبدالفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًّا من ترامب تم التطرق خلاله إلى مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية، حيث أعرب الجانبان عن تطلعهما لأن تشهد المرحلة المقبلة تناميًا ملحوظًا يشمل كل جوانب العلاقات الثنائية وتعاونًا في كل المجالات التي تعود على شعبي البلدين بالمصلحة والمنفعة المشتركة.
في السياق نفسه أعرب الرئيس السيسى، خلال اتصال هاتفى تلقَّاه أيضًا من الرئيس ترامب في 23 يناير الماضى عن تطلُّع مصر لأن تشهد العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين دفعة جديدة في ظل إدارة الرئيس ترامب.
ومن المتوقع أن تشهد فترة رئاسة الرئيس ترامب انطلاقة جديدة لمسار العلاقات المصرية الأمريكية تعود على الشعبين المصري والأمريكي بالمصلحة والمنفعة المشتركة ويسودها التعاون والتشاور المثمر حول مختلف القضايا الإقليمية، من أجل تحقيق الاستقرار والسلام والتنمية في منطقة الشرق الأوسط المتخمة بالتحديات.

♦ وفود أمريكية فى القاهرة
بدأت بوادر عودة الدفء للعلاقات المصرية الأمريكية منذ أغسطس 2015 مع استئناف الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى على مستوى وزيرى الخارجية لأول مرة منذ عام 2009، وأعقبه زيارات وفود الكونجرس الأمريكى لمصر.
في السياق نفسه نوه الرئيس السيسى، خلال مناسبات عديدة، بأهمية العلاقات بين القاهرة وواشنطن، حيث شدَّد، خلال لقائه رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية في 11 فبراير الماضى، على أهمية العلاقات الاستراتيجية التي تربط مصر بالولايات المتحدة منذ عقود، ونجاح تلك العلاقات في اجتياز العديد من التحديات خلال السنوات القليلة الماضية، بما يؤكد عمق تلك العلاقات وثباتها واستقرارها، مؤكدًا أهمية مواصلة قيام الولايات المتحدة بدورها تجاه المنطقة؛ بهدف التوصل لحلول للأزمات القائمة.
كما أعرب الرئيس السيسى، خلال لقائه وفدًا من مجلس أعمال الأمن القومي الأمريكى في 11 يناير الماضي، عن تطلع مصر لتعزيز التعاون والتنسيق مع إدارة الرئيس ترامب، ولا سيما في ضوء وجود تحديات مشتركة تتطلب تكثيف التعاون للتعامل معها، منوهًا بأهمية زيادة الاهتمام الأمريكي بقضايا المنطقة، ومؤكدًا حرصه على الالتقاء بمختلف أطياف الشعب الأمريكي لاستعراض تطورات المنطقة وشرح حقيقة ما تمر به من تحديات.
في المقابل أكد أعضاء وفد معهد الشرق الأوسط الأمريكي برئاسة ويندي تشامبرلين مديرة المعهد، خلال لقائهم الرئيس السيسى بالقاهرة في الثانى من فبراير الماضى، ما تتميز به العلاقات المصرية الأمريكية من طابع استراتيجي، مشددين على ضرورة العمل على تعزيزها وتطويرها خلال المرحلة المقبلة لتصبح شراكة حقيقية بين البلدين، فضلًا عن توثيق التشاور بين الدولتين حول التطورات الإقليمية بما يسهم في التغلب على التحديات التي تواجهها المنطقة، بما فيها خطر الإرهاب.
ومن المتوقع أن تشمل المباحثات المرتقبة بين الرئيسين السيسى وترامب والتى تأتى عقب انعقاد القمة العربية بالعاصمة الأردنية عمان، سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كل المجالات، وعددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها تطورات الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط وسبل تعزيز جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وجهود مكافحة الإرهاب.

♦ وزير الخارجية في واشنطن
أكد وزير الخارجية سامح شكري الذي أجرى مباحثات في واشنطن مؤخرًا للإعداد لزيارة الرئيس السيسى إلى الولايات المتحدة، أن العلاقات المصرية الأمريكية استراتيجية وتتناول الكثير من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية بعمق وبتعاون؛ لتحقيق مصالح البلدين.
وتنظر الإدارة الأمريكية إلى مصر باعتبارها نموذجًا للاعتدال ومفتاح السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا وشريكًا مهمًّا في مواجهة التحديات بتلك المنطقة، خاصة عقب استعادة مصر دورها المحوري على الساحتين الإقليمية والدولية، وحصولها على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولى ومساهماتها الفعالة في تسوية الأزمات الإقليمية وجهود حفظ السلام على المستوى العالمى.
ويرتكز الشق السياسي للعلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة على عدد من الأسس المهمة تتمثل في كون مصر أكبر صوت للاعتدال والتوازن بمنطقة الشرق الاوسط، علاوة على كون القاهرة ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة والدور المهم الذي لعبته- وما زالت تلعبه- مصر في إرساء دعائم السلام بالشرق الأوسط وأفريقيا.

♦ تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية
فى المجال الاقتصادى تستهدف زيارة الرئيس السيسى لواشنطن تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وزيادة حجم التدفقات الاستثمارية الأمريكية في مصر في ضوء برنامج الإصلاحات الاقتصادية الذي تنفذه مصر بالتعاون مع صندوق النقد الدولى والذى يستهدف القضاء على المشاكل الهيكلية التي عانى منها الاقتصاد المصري لعقود، فضلًا عن التعديلات التشريعية والإجرائية التي تتم حاليًّا من أجل توفير البيئة المُواتية للاستثمار وعزم مصر على الاستمرار في تنفيذ المزيد من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق التنمية الشاملة.
وتشير الإحصائيات إلى أن حجم التبادل التجارى بين مصر والولايات المتحدة بلغ خلال الفترة من يناير- نوفمبر 2016، حوالى 4555 مليون دولار، مقابل 5701 مليون دولار في الفترة نفسها من عام 2015.
وبلغ إجمالى حجم الصادرات المصرية، خلال الفترة من يناير حتى نوفمبر 2016، حوالى 1380 مليون دولار، مقارنة بـ1298 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2015. وبلغت قيمة الصادرات البترولية المصرية 235 مليون دولار في الفترة من يناير إلى فبراير 2016، مقابل 37 مليون دولار خلال تلك الفترة من عام 2015، كما بلغت قيمة الصادرات غير البترولية المصرية إلى الولايات المتحدة خلال الفترة من يناير حتى نوفمبر 2016 نحو 1145 مليون دولار، مقارنة بـ1261 مليون دولار في 2015.
وعلى مستوى الواردات احتلت مصر المركز 49 ضمن قائمة أكبر الدول المستوردة من الولايات المتحدة، والمركز الثانى في القارة الأفريقية بعد جنوب أفريقيا، والمركز الرابع في الدول العربية بعد الإمارات والسعودية وقطر، حيث بلغت قيمة الواردات المصرية خلال يناير- نوفمبر 2016 نحو 3175 مليون دولار، مقابل 4403 مليون دولار خلال نفس الفترة بانخفاض قدره 30%.
وفى أكتوبر الماضى، زار وفد يضم رؤساء 50 شركة أمريكية القاهرة؛ لبحث فرص الاستثمار المتاحة بالسوق المصرية.

♦ وزيرة الاستثمار تلتقي مجلس الأعمال المصري الأمريكي
من جانبها التقت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، في 24 مارس الحالي، مجلس الأعمال المصرى الأمريكى، بحضور ممثلين عن غرفة التجارة الأمريكية، كما عقدت اجتماعًا آخر مع المديرين التنفيذيين وممثلي كبرى الشركات الأمريكية بمصر؛ لبحث فرص الاستثمار المتاحة بمصر، حيث أكدت الوزيرة أهمية تعزيز العلاقات الاستثمارية والتنموية مع الولايات المتحدة.
وأعرب ممثلو عدد من الشركات الأمريكية العاملة بمصر مؤخرًا عزمهم زيادة استثماراتهم بمصر في مجالات تكنولوجيا الحاسبات، والاستثمار في البحوث والتطوير.
وأشار ممثل شركة ماستر كارد إلى رغبة شركته في زيادة التعاون مع مصر عبر المجلس القومى للمدفوعات، بينما أوضح ممثل شركة جنرال إليكتريك، أن شركته ترغب في الاستثمار بمجالات الطاقة المتجددة من خلال تنفيذ مشروعات لتوليد الطاقة الشمسية والطاقة من الرياح، ولديها استعداد للمساهمة في تطوير شبكة سكك حديد مصر.

♦ 1203 شركات أمريكية فى مصر
كما بلغ عدد الشركات الأمريكية في مصر 1203 شركات تعمل في العديد من القطاعات الحيوية كالنفط، حيث ضخت شركة أباتشى الأمريكية حوالى 12 مليار دولار في ذلك القطاع الحيوى بمصر.
ويتوقع محللون اقتصاديون تنامي العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والولايات المتحدة خلال الأعوام القليلة المقبلة نتيجة الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها مصر حاليًّا، ومن بينها تحرير سعر الصرف واكتشافات الغاز الأخيرة في سواحل مصر على البحر المتوسط، وإطلاق حزمة المشروعات الكبرى بمصر والتوقعات المتعلقة بتحسُّن مؤشرات نمو الاقتصاد المصرى وبيئة الاستثمار خلال السنوات القليلة المقبلة، علاوة على تحسُّن التصنيف الائتماني لمصر وزيادة اندماجها في الاقتصاد العالمى والزيارات المتتالية لرؤساء وممثلى الشركات الأمريكية إلى مصر، مشددين على أنها لن تتأثر سلبًا بالإجراءات الاقتصادية التي يعتزم ترامب اتخاذها ضد عدد من القوى الاقتصادية الكبرى.
وفى مجال التعاون الأمنى تستهدف زيارة الرئيس السيسى لواشنطن تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب الذي يهدد الاستقرار العالمى.
فى هذا الصدد أكد الرئيس السيسى، خلال مناسبات عديدة، أن مصر عازمة على مواصلة جهودها لمكافحة الإرهاب والتطرف واجتثاثه من جذوره، مشددًا على أن تحقيق السلام بالشرق الأوسط سيقضي على أحد أهم الذرائع التي تستند إليها التنظيمات الإرهابية لتبرير أفعالها، مؤكدًا أهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء على مصادر تمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية، فضلًا عن التعاون للحيلولة دون استخدام الإرهابيين للإنترنت وأدوات التواصل الاجتماعي لنشر أفكارهم وجذب عناصر جديدة وتحديث الخطاب الدينى.
وأكدت مصر في المحافل الإقليمية والدولية أن مواجهة الإرهاب يجب ألا تقتصر على الجانب العسكري والأمني فحسب، ولكن تمتد لتشمل الأبعاد التنموية والثقافية بما تتضمنه من تجديد الخطاب الديني والارتقاء بجودة التعليم.
كما أبدى الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا تقديره لما تحملته مصر من صعاب خلال حربها ضد الإرهاب، مؤكدًا حرص إدارته على تقديم الدعم والمساندة اللازمة لمصر في جميع المجالات.

♦ التعاون العسكرى بين البلدين
وفى المجال الدفاعى ستسهم زيارة الرئيس السيسى لواشنطن في تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين لمواجهة التحديات الحالية.
وجسدت زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل إلى القاهرة في 26 فبراير الماضى ولقاؤه الرئيس السيسى، حرص الولايات المتحدة على تعزيز التعاون الدفاعى مع مصر.
وفى ذلك الصدد أكد قائد القيادة المركزية الامريكية رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع مصر، ولا سيما في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة أن مصر تعد أحد أهم شركاء الولايات المتحدة في المنطقة، مشددًا على أن مهمة القيادة المركزية الأمريكية هي التعاون مع الحلفاء والشركاء لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمى.
ويغطى التعاون الدفاعى بين البلدين أيضًا مجال التدريبات ففى مارس 2016 انطلقت فعاليات التدريب البحري المشترك «تحية النسر2016 بمشاركة عناصر من القوات البحرية المصرية والأمريكية والإماراتية، واستمرت لعدة أيام بنطاق المياه الإقليمية بالبحر الأحمر.
وتؤكد المؤشرات أن القمة المصرية الأمريكية المقبلة سوف تعزز المشاركة الاستراتيجية بين البلدين في كل المجالات استنادًا إلى المصالح المشتركة والمتغيرات الإقليمية والدولية والدور المحوري لمصر بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.