الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اللهم عجل باكتشافاتهم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المتحدث باسم وزارة الصحة فى تصريح مبهر ومباغت.. باغتنى أنا شخصيا حتى إنى انبهرت ولن أحكى كيف انبهرت.. هذا شيء بينى وبين ربى وربنا يسامحني!
قال إن الوزارة فوجئت باكتشاف مصنع لإنتاج لبن أطفال مصرى مطابق للمواصفات وحاصل على اعتمادات المعهد القومى للتغذية تم إنشاؤه منذ عام ٢٠٠٠ وإن المستشارة الألمانية ميركل زارت المصنع فى عهد تولى د.أحمد نظيف رئاسة الحكومة وأضاف أن المصنع متوقف منذ عام ٢٠٠٥ بسبب خلافات مع الحكومة حينها.
حكومة بعد ثورتين تكتشف مصانعها ومالها المهدر وناتجها القومى بعد ١٢ عاما.. وكأن الرجل يتحدث عن اكتشاف أثرى أو مقبرة فرعونية مثلا.
مهزلة يا سادة تبحثون عن القروض والفتات وكيف تجلبون المستثمرين والسياح وأنتم تحت أيديكم المئات بل الآلاف من المصانع والشركات المغلقة تحتاج أيضا لاكتشاف يا حكومة.
أتتذكرون أزمة لبن الأطفال فى سبتمبر الماضى وما آلت إليه من سخط شعبى حتى أن سيدة قطعت شارعا رئيسيا بالقاهرة لأنها لا تجد عبوة لرضيعها.. الشركات المحتكرة حينها استغلت الأزمة ورفعت أسعار عبوات اللبن لأسعار خيالية الأمر الذى دفع بقواتنا المسلحة حينها للتعاقد لاستيراد ٣٠ عبوة وتوزيعها داخليا بأسعار مناسبة لاحتواء الأزمة وزيادة المعروض لتخفيض الأسعار.
أزمة تمس أطفال مصر خلقت سخطا عارما واستغلها المتربصون بمصرنا للضرب تحت الحزام فى النظام الحالى.
تكتشف وزارة الصحة بعد ٧ أشهر من تفاقم الأزمة أن عندنا مصنع ألبان متوقفًا عن العمل من ٢٠٠٥!!
ياربى ما هذا الاستخفاف والتقصير.
نحن تخطينا مرحلة البحث عن حل بعد وقوع المشكلة إلى مرحلة اكتشاف الحل بالصدفة بعد ٧ أشهر من وقوع المحلة.
وكأن الحديث عن منع الأزمات قبل وقوعها كان مجرد وهم..
من المسئول عن ذلك.. ولماذا لا يقوم البرلمان بمحاسبة المسئولين عن هذا التقصير البشع فى حق أطفالنا.
وإذا بحث مسئولو الحكومة الكرام لاكتشفوا أننا لسنا بحاجة لاستيراد العديد من السلع سوي فى قطاع الصحة أو الزراعة أو الصناعة لكننا نحتاج إلى اكتشاف مصانعنا وشركاتنا المتوقفة عن العمل بسبب خلافات أيضا مع الحكومات المختلفة لأسباب لا يعلمها إلا الله.
لماذا لم يقدم استجواب واحد إلى الآن بهذا الشأن..؟ نوابنا الكرام أنتم مسئولون أمام الله وأمام الشعب عن محاسبة المقصرين فى حقوقنا، أنتم نواب برلمان ثورة من أعظم الثورات فى التاريخ، هذا التقاعس لا نقبله ولا نرضاه ولا يليق. 
تصريح السيد المتحدث باسم وزارة الصحة يحتاج لإعادة مراجعة من زاوية أخرى. 
هذا لا يليق.. وإلى حين محاسبة المسئول.
اتجهت بيدى إلى السماء راجية من الله أن يعجل باكتشافات الحكومة قبل أن يأكل الشعب بعضه بعضا.