السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

قبلة الحالمين بالإنجاب.. "البهنسا" العذراء مرت من هنا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرت بها العذراء، وارتوى ترابها بدماء الصحابة، كما تضم أرضها أضرحة 1000 من التابعين، يفد إليها القاصي والداني للتبرك بأولياء الله الصالحين. 
إنها قرية "البهنسا" أو كما يطلقون عليها أرض الشهداء التي تقع على بعد ١٦ كيلو مترا من مركز بني مزار بمحافظة المنيا، كانت بلدة ذات أسوار عالية، أثناء حكمها فى عهد الملك "بطليموس"، الذى كان لديه فتاة ذات حسن وجمال، ومن شدة حسنها أطلق عليها "بهاء النسا"، ومن هنا سميت البهنسا بهذا الاسم.

تعود قدسية المكان لاحتوائه على عدد كبير من أضرحة الصحابة الذين شاركوا في غزوة بدر، وأطلقوا عليهم "البدريين"، والصحابة الذين أرسلهم "عمرو بن العاص" لفتح الصعيد، وعندما وصلوا إلي البهنسا وجدوها ذات حصون منيعة، وواجههم الرومان، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء المسلمين.
تعد هذه المنطقة من أغنى المناطق الأثرية، حيث تضم آثار فرعونية وإسلامية ورومانية وقبطية ومنها، شجرة "مريم" التي جلست تحتها السيدة العذراء، والسيد المسيح والنبي يوسف عليهم السلام، أثناء رحلتهم إلي صعيد مصر، ومسجد ومقام "الحسن بن صالح بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن إبي طالب" حفيد رسول الله (ص)، ويقول خادم المقام، "إنه بني في العصر الفاطمي وله أكثر من 1400 سنة وهو من أقدم المساجد في مصر بأكملها".
كما يوجد بالقرية مسجد ومقام سيدي " التكروري" الذي يشهد له الأهالي بالكرامات، ويؤكد خادم المقام، أنه قبل صلاة الجمعة ومع تهليل الأهالي يظهر خيالات الولي المغربي الأصل علي جدران القبة من الداخل تتحرك في عدة أشكال منها كمحارب يمتطي جواده وأخري في مواجهة اعدائه، ويوجد بجانب الضريح عمود من الرخام به ثقب.

ويضيف الخادم "ان الوالي التكروري كان يحمله بإصبع واحد ويحارب به، والان تأتي النساء للطواف حول العمود من أجل الإنجاب". 
ويوجد أيضٱ في المدينة الغراء ضريح "جعفر بن عقيل بن إبي طالب" إبن عم رسول الله، ومقام "علي الجمام" قاضي قضاة ولاية البهنسا، مقام "عبيده بن عباده بن الصامت"، مقام "عفان بن أبان"، قبة "ابو سمره"، قبة السيدة "رقية"، قبة الشيخ "محمد الخرسي"، قبة سيدي "محمد بن أبي زر الغفاري"، قبة "حسن البصري"، ومقام وقبة " السبع بنات " الذي تأتي إليه النساء للطواف حوله والتمرغ في رماله حالمين بالإنجاب.
وقال مسعود خادم المقام لـ "البوابة نيوز": "إن مقام السبع بنات يوجد به سبعة قبور، لا نعلم عددها هل هي سبعة أم سبعين أم سبعمائة، فهم مسلمات شاركن مع الجيش الإسلامي في مواجهة الرومان، وكن ملثمات، ولبسن ملابس الرجال، وعندما انتصر الجيش الإسلامي غلبتهن طبيعتهن كإناث وزغردن فرحات بالنصر، فتسلل الروم ليلٱ وذبحوهن.
وأضاف يأتي الزوار إليه كل يوم الجمعة لأنه اليوم المفضل عند الله، ليمارسوا بعض الطقوس بقصد التبرك والشفاء من الأمراض".
وتوضح "نورهان" إحدى زوار المكان: "إنها تداوم على الزيارة وتشعر بالراحة النفسية، ومن قبل جاءت للتمرغ في رمال السبع بنات بقصد الإنجاب وتؤكد أن الله أكرمها، وأن والدتها كانت مريضة وعندما تمرغت شفاها الله، وتضيف أن التمرغ في الرمال للرجال أيض لكل من يشكو بهم أو مرض، ولكن كل شيء بإرادة الله".


وأضافت أن الخادمة تقوم بتلاوة شيء علي الشخص الذي يريد التمرغ ولا أحد يسمع ما تقول، ثم تدفعه للدحرجة علي الرمال، والغريب في الأمر أن الشخص يتدحرج بقوة وبسرعة سبع مرات دون أن يتوقف، ومن معتقدات الزوار إنها قوة السبع بنات. 
وعلي النقيض تقول " أم محمد " وهي أيضٱ من الزوار إنها تأتي كل فترة من أجل الفسحة والزيارة والدعاء ولا تعتقد في الدحرجة والطواف وتقول إن كل هذا معتقدات خاطئة، وتؤكد علي شعورها بالراحة النفسية عند زيارتها لهذه الأرض الطاهرة.
بينما يقول "سلامة زهران" مدير منطقة آثار البهنسا، أنه لا يوجد شيء يسمي السبع بنات، ولكن عندما وصف علي باشا مبارك البهنسا في كتابه "الخطط التوفيقية" عام ١٨٨٥ قال يوجد بها من النهاية الغربية مكان شهير يسمى السبع بنات.
وأضاف أن هذا الضريح لم يكن موجودا أيام علي مبارك، ولكن كان هناك مجموعة من القبور علي أرض بها زاوية ميل وانحدار يتمرغ فيها الناس طلب للشفاء ثم تم بناء هذه الأضرحة تكريمٱ للمكان وظل هذا المعتقد السائد لدي الناس في المعركة كانت ممتدة على نطاق واسع من الوارد أن يكونوا استشهدوا في مكان آخر.
كما أكد "زهران" في تصريحات لـ "البوابة نيوز" ضرورة إهتمام المسئولين بأثار البهنسا، وأنه قام بمخاطبة وزارة الأثار مئات المرات من أجل ترميم الأثار ولكن دون جدوي فالأضرحه تستغيث من الإنهيار، وقد جاء وزير الأثار والمحافظ إلي المنطقة وشاهدوها ولكن لم يفعلوا شئ، ولا حياة لمن تنادي.. فإنهيار التاريخ الإسلامي لا يشغل بال أحد من المسئولين ف منذ عام ١٩٩٧ إلي اليوم لا أحد تدخل لترميم الأثار.
وتابع أن استراحة موظفي هيئة الآثار غير آدمية بالمرة، ويقوم الأهالي ببناء منازلهم على أرض الآثار وتم رصد مخالفات لهم، وإرسال شكاوى إلي الوزارة والمحصلة صفر.
لماذا لا نهتم بهذا التاريخ العريق؟ ولماذا لا نجعل البهنسا قبلة السياحة الدينية؟ لذلك على السادة المسئولين عن السياحة والآثار سرعة التحرك لمواجهة هذا الانهيار الذي تتعرض له المنطقة حتى تصبح البهنسا مزارا سياحيا وعالميا وقبلة السياحة الدينية.