الكبرياء كان الدافع الأول للخلافات التي نشبت بين العندليب وأم كلثوم، خاصة أن الأول ظل يسعى طول الوقت لاعتلاء قمة الوسط الغنائي حتى في حضور الست التي تجاهلته في أكثر من حديث صحفي مؤكدة مرارًا أن محمد قنديل ومحرم فؤاد من أفضل الأصوات على الساحة.
وفي احتفالات عيد الثورة عام 1964 هاجمها حليم، حيث كان مخططًا أن تبدأ الحفل وتستمر فقرتها حتى الحادية عشرة، لكنها احتكرت المسرح حتى الساعة الثانية صباحًا بطلب من عبدالناصر ورجال الدولة آنذاك، مما أثار غضب العندليب وقال في الميكروفون مع بداية ظهوره على المسرح: "مش عارف كوني أختم الحفلة بعد أم كلثوم ده يعتبر شرف ولا مقلب!"، لينصرف ناصر ورجاله من الحفل، وتبدأ قطيعة بين العندليب وأم كلثوم اضطر بسببها إلى الاعتذار على مضض، بعد أن تلقى رسالة من مسؤولين في الدولة تخيره بين الاعتذار عن فعلته أو مستقبله الغنائي.
ظل حليم محتفظًا برغبته في الانتقام سنوات طويلة، حتى جاءت فرصته في حفل زواج ابنة السادات، عندما علم أن أم كلثوم ستشاركه الحفل، وقتها ذهب إلى جيهان السادات وأخبرها أنه يعاني من إعياء شديد ربما يمنعه من الغناء إذا انتظر بعد وصلة الست، لذا يُفَضل لو بدأ هو الحفل، وبالفعل سمحت له بالتقدم، واستمر في الغناء ساعات طويلة حتى أغضب أم كلثوم وتأكدت أنه يرد لها موقف احتفالات الثورة.
