الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الباحث السلفي تامر عزت لـ "البوابة نيوز": السياسة أثرت بالسلب على الدعوة.. "الإخوان" يراهنون على فشل الدولة.. وإيران ترصد مليار جنيه سنويا لتشييع المصريين

 الكاتب والباحث السلفي
الكاتب والباحث السلفي تامر عزت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار الكاتب والباحث السلفي تامر عزت جدلا سلفيا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، بسبب تحليلاته التي أغضبت معظم التيار السلفي بشكل خاص والتيار الإسلامي بشكل عام، ومن ضمن تلك التحليلات التي أزعجت البعض رؤيته لأسباب وجود تراجع كبير للسلفيين في مصر في مجال الدعوة والسياسة بسبب مشاركتهم في العمل السياسي وإصرارهم عليه، كما كان له تحليلات أيضا تتحدث عن سقوط الإخوان في مصر وأسباب هذا السقوط وقد وثق هذه التحليلات في كتاب شهير له باسم "ثاني أكسيد الإخوان" وقد حقق هذا الكتاب نجاحا كبيرا.
تامر عزت في حوار خاص لـ "البوابة نيوز" يتحدث فيه عن حقيقة انهيار السلفيين سياسيا ودعويا، ويوضح لما انتشر العنف وسط الشباب الإسلامي، وغيرها من الأمور الهامة..فإلى نص الحوار.


بعد 3 أعوام من ثورة 30 يونيو.. كيف ترى مستقبل جماعة الإخوان الإرهابية؟
الجماعة منذ عزل محمد مرسي والسير في طريق الصدام وكان واضحًا أنها كتبت آخر سطور في مسيرتها الطويلة التي قاربت القرن من الزمان، لكن عدم قدرة الإدارة المصرية الحالية في حل الأزمات المتتالية أعطى جماعة الإخوان المسلمين أملا في العودة إذ أنهم يتنفسون ويظهرون وينشطون في وقت فشل الحكومات، وقد راهنوا على فشل الدولة ولا يخفي على أحد الثأر الذي بينهم وبين رأس الدولة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقد جاءتهم الفرصة على طبق من ذهب، لكن لا أعتقد أنهم ينجحون في شيء من ذلك. 

كيف تقيم أداء السلفيين سياسيا ودعويا ما قبل وبعد 25 يناير وما قبل وبعد 30 يونيو؟
الأداء الدعوي قبل 25 يناير كان أفضل بكثير فقد أعطى مبارك مساحات واسعة للكل، ولست ممن يقولون إن دولة مُبارك كان دولة قمع للحريات بالمعني المُتعارف عليه، فالكُل كان يتكلم، والدعوة الإسلامية منذ الملك فاروق لم تشهد فترة حريات كالتي عشناها في حكم مبارك، ويشهد على ذلك القنوات التي كانت تنطلق في ربوع سماء الأقمار الصناعية، والانتشار الواسع للعُلماء والدعاة كان واضحًا لا يُنكره إلا جاحد، لكن المشكلة كانت في التعامل الأمني مع السلفيين بشكل عام، بمعني أنه أعطاك الحرية لتتكلم وأعطي لنفسه الحرية أن يُعاقبك إن خرجت عن حدود النص فهذا هو الحد الفاصل بين المعني الذي تريده، وحدود النص المكتوب لك أن لا تتعداه، وحدود النص معروفة وهي الاقتراب من العمل السياسي والمزاحمة على الحكم، ولا أري ذلك خطأ إن كان في حدود الأمن والمصالح العليا للدولة، لكن المشكلة كان في بطش الجهاز الأمني وقتها بالمهتمين بالشأن السياسي، ولعل السبب في هذه المساحة من الحريات للسلفيين وقتها هو عدم اهتمامهم بالمشاركة والمزاحمة السياسية، فلما ابتلانا الله بثورة 25 يناير ودخل الإسلاميون مجال السياسة وزاحموا علي الكراسي تراجعت الدعوة بشكل ملحوظ وانصرف الشباب عن المساجد وانكبوا على صفحات الفيس بوك وبرامج التوك شو والانضمام للأحزاب السياسية فقلت البركة وضعفت الدعوة، وهذا لايزال موجودًا بعد 30/6 والناظر إلي الوقع يرى ذلك، أما من أدلجته جماعة أو برمجه حزب فلن يرى إلا ما يراه حزبه او تراه جماعته. 

لماذا سقط حزب النور سياسيا وشعبيا من وجهة نظرك؟
حزب النور لم يسقط سياسيًا فالنور لم يغير شيئًا من سياساته الظاهرة لي، الحزب واضح وزاحم على مقاعد البرلمان ونال منها نصيبًا ليس بالقليل إذا قورن بالإمكانيات المُتاحة له مقارنة بمنافسيه، أما الخسارة الشعبية فليس يخفى على احد دور الإعلام في ذلك، فكُل النظريات الإعلامية تطبق بحرفية مع الحزب لتشويهه وإن كان لا يخلوا من العيوب والأخطاء لكن للإعلام قدر زائد مشاهد، أضف إلى ذلك البعد عن الشارع لا في الدوائر التي فيها نائب عن حزب النور، ولو تكلمنا مثلًا عن محافظة كالدقهلية وأنا من أبنائها فلن تجد لحزب النور ذكر إلا علي صفحات الفيس بوك ! أما دور حقيقي فلا أظن أنه موجود.



هل أضر سقوط الإخوان التيار الإسلامي ؟
سقوط الإخوان أضر بلا شك التيار الإسلام السياسي لأن الكثير من الناس لا يُفرقون بين المناهج المختلفة، فالصوفية لها منهج مختلف عن الإخوان مختلف عن السلفيين مختلف عن غيره، كُلها تيارات تنتمي إلا ما يُسمي بــ " الإسلاميين " والأصل أن الجميع مسلمون، لكن المنهج والاعتقاد والآراء السياسية تختلف والسبب فى هذا الجهل المُنتشر بين عوام الناس وهو راجع إلي تدليس الإعلام مع كسل الناس في البحث عن الحقائق، فالإعلام يتعمد كثيرًا أن يضع كُل التيار الإسلامي فى سلة واحدة حتي لا يُفرق العامي بين السلفي وبين الإخوان والمواطن عنده الاستعداد للتصديق المباشر دون عناء البحث عن الحقائق، وكم سمعنا من إعلاميين كيوسف الحسيني وغيره أن السلفيين إرهابيين، ولا فرق بينهم وبين الإخوان، بل ويربطون بين اللحي وهي المظهر السائد عند السلفيين وبين داعش بما أنهم أصحاب لحي والله عز وجل قال " وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ".

هل السقوط السياسي للإسلاميين زاد من الفكر المتطرف لبعض الشباب الإسلامي؟
هذا السؤال من الأسئلة المُفخخة التي يستخدمها الإعلام المصري وهو فكرة السقوط السياسي للإسلاميين، فمجرد الجمع بين جميع التيارات الإسلامية تحت مظلة السقوط السياسي فيه إجحاف لتجربة الإسلاميين السياسية، قلنا أن هناك تأثير لسقوط الإخوان المسلمين، لكن ليس سقوط للتيارات الإسلامية خصوصًا التيار السلفي، وذلك لأنه ليس مجرد سقوط حزب أو جماعة يعد سقوطًا للإسلاميين وإنما سقوط لفئة حادت عن الفكرة الإسلامية الصحيحة.

ما هو السبب في ظهور جماعات العنف المسلحة في مصر في الوقت الراهن؟
العنف المسلح لم يظهر فى الساحة المصرية في الوقت الراهن فحسب، التطرف موجود فى كل وقت وهو نتاج للفهم الخاطئ لنصوص الجهاد الواردة في القرآن الكريم، وإسقاط نصوص التكفير على كثير من المسلمين، فقول الله تعالي " فقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ " ليس المقصود بها حكام المسلمين، لكن إن اقتصت من سياقها بفهم مغلوط يمكن أن يُكفر بها كُل الحكام المسلمين ويتم البناء على هذا الفهم الخاطئ لاغتيالات سياسية واحتراب داخلي لا نهاية له بمجرد فهم خاطئ مغلوط لآية كريمة، تخيل لو جمع الفهم الخاطئ لكل الآيات التي تدور في نفس هذا السياق ؟! وآية كالتي سبق ذكرها إن رجعت إلي تفسيرها ستجد التفسير وكلام للنبي صلي الله عليه وسلم معناه أن نقض هؤلاء المشركون الذين عاهدتموهم من قريش، عهودَهم من بعد ما عاقدوكم أن لا يقاتلوكم ولا يظاهروا عليكم أحدًا من أعدائكم (وطعنوا في دينكم)، يقول: وقدَحوا في دينكم الإسلام، فثلبوه وعابوه (فقاتلوا أئمة الكفر)، يقول: فقاتلوا رؤساء الكفر بالله (إنهم لا أيمان لهم)، يقول: إن رؤساء الكفر لا عهد لهم (لعلهم ينتهون)، لكي ينتهوا عن الطعن في دينكم والمظاهرة عليكم. هذا هو التفسير، وبعض المفسرين ذكر أن أئمة الكفر هم أبو جهل وأبو سفيان بن حرب ومن علي شاكلتهم، فكيف تفسر الآية أن المقصود حكام المسلمين إلا إذا كانوا كأبي جهل وأبي سفيان بن حرب !!!فهل هُم كذلك ؟
في الوقت ذاته يجب ألا ننسي أن الكبت والضغوط الموضوعة من الدولة على الشباب ومنعهم من العمل السياسي جعلهم يبحثون عن باب آخر وكان هذا الباب بلا شك الجماعات المتطرفة وأصحاب المناهج الباطلة إذ وجدوا عندهم منفذ لتلك الطاقات والمشاعر كما أن قيام بعض أجهزة الإعلام بنشر مواد تسيء للإسلام بصورة او بأخري هو أيضا دافع للانتقام والتخريب بدعوي الدفاع عن الإسلام.
كيف ينتهي العنف في مصر من وجهة نظرك؟
لن ينتهي العنف طالما هُناك حرب إعلامية على الإسلام، القضية أكبر من مجرد اعتقال رؤوس الجماعات أو قادة التنظيمات، كلما انتهي جيل يظهر جيل جديد، لكن هذا الجيل دائما ما ينقسم إلي قسمين:
الأول: يفهم الدين فهمًا صحيحًا فيقارع الحجة بالحجة والدليل بالدليل ويقدمون العقل علي العنف والحوار علي التلاسن والاحتراب والفحش، 
القسم الثاني: ينحرف بفكرة وهو القسم الثوري الذي يتعامل مع النصوص والواقع بعاطفته وحماسه فيصبح معول هدم وقنبلة موقوته، فالحل في تأدب الإعلام بأكمله مع القضايا الإسلامية ولا يتكلم احد فيما لا يحسن، وإلا كيف توصفون قول فاطمة ناعوت أضحيات العيد بالمجزرة، واستهزاء ابراهيم عيسي بقول الله تعالي " مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ. هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ " فقال مستهزءا " سلطانية سلطانية " لابد من وجود ردة فعل، وردة الفعل إما أن تكون من عاقل أو من حماسي وهُنا يكون الصدام.. فإن أردت نهاية هذا العنف أدب الإعلام.



هل يحتاج الإسلاميون لمراجعات فكرية جديدة على غرار مراجعات التسعينات الخاصة بالجماعة الإسلامية؟
بل يحتاج من خرجوا عن منهج هذه المراجعات، الدين واحد والنصوص ثابتة وواضحة الدلالة لكن دائمًا الاجتهادات الخاطئة تدخلنا في بوتقة الخلاف، والذي اعتقده أن جميع من دخلوا العمل السياسي بعد 25 يناير يحتاجون إلي مراجعات ومراجعات قوية. 

لماذا ينضم الشباب المصري إلى داعش؟
اعتقد أنها ليست ظاهرة حتي نتطرق إليها، كم شاب انضم إلي داعش ؟ لكن إن كان هُناك أسباب لذلك فهي ما ذكرت آنفًا فى موضوع العنف المسلح والبحث عن متنفس للمشاعر الدينية الخاطئة، والحل في الاحتواء والبعد عن مصدر تأجيج تلك العواطف.

هل هناك مصالحة قادمة مع الإخوان تعيدهم إلى المشهد السياسي والدعوي؟
الإخوان فى ورطة، لو أن الأمر مقتصر على القادة لانتهت الأزمة، لكن الشباب لن يتركوا مجالًا لمصالحات، وإلا ستتهم القيادات بالتخاذل والخيانة، وهي بضاعتهم ردت إليهم ولا يظلم ربك أحدًا، اعتقد أن هناك مصالحات لكنها ليس قريبة.

كيف ترى مستقبل داعش بعد خسارته الأخيرة في العراق وسوريا؟
داعش ورقة أمريكية وصناعة أمريكية ستنتهي فى الوقت الذي تحدده أمريكا، ولا أص ولا أصدق أبدا أن داعش خرج من رحم دولة كالعراق أو سوريا، داعش صناعة أمريكية بلا شك، وستقوي شوكتهم مرة أخري وستري ذلك قريبًا إذ انهم لم ينتهوا من الدور المحدد لهم.

ما هو حجم مخاطر الشيعة الآن على العالم العربي بعد امتلاكهم أكثر من ميلشيا مسلحة مدعوة بقوة من إيران؟
الشيعة وإيران تنفق سنويًا اكثر من مليار جنيه داخل مصر التي لم يتشيع من أهلها سوي خمسة آلاف تقريبًا، فتخيل حجم الدعم الذي تنفقه إيران لنشر المذهب الشيعي فى العالم العربي والاسلامي، إيران هي أخطر ما يهدد العالم العربي والإسلامي، وطريقة الشيعة هي صناعة الفتنة في الدول الاسلامية، ثم الدخول إلي أهل هذه الدول بدينهم المخترع ونشره بين الشباب، وقد وجدوا مصر أرض خصبة لهذه الفكرة بعد ثورة 25 يناير وخصوصًا بعد وصول الإخوان المسلمين للحكم، وكان وصول الإخوان مرسوم بدقة ومتفق عليه بين الإخوان المسلمين وأمريكا وإيران، ينجح الإخوان المسلمون، ثم علاقات مصرية إيرانية، ثم نشر مذهب الشيعة، ثم تقسيم مصر إلي شمال وجنوب، شرق وغرب وانتهت مصر !! لكن الله سلم. لكن يجب التأكيد على أن الدور الإيراني لم ولن ينتهي فى مصر، ويجب على الإدارة المصرية أن تنتبه إلي هذا الدول اللعين، وكذلك يجب على مؤسسة الأزهر، وكذلك يجب على الإعلام المصري أن يقف عونا لنا لصد هذه الهجمات الشيعية الخبيثة، فبدلًا من توجيه السهام إلي التيار السلفي ووصفه أنه وهابي وإرهابي فلتصرف هذه الجهد للتحذير من الشيعة وخطرهم على بلاد المسلمين.