الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الرضيع يوسف.. 45 يومًا من الموت انتظارًا لـ"نفقة الدولة"

الرضيع يوسف
الرضيع يوسف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"لم يتملكني اليأس أو الإحباط عن مواصلة رحلة البحث عن الشفاء، بعدما أقر الأطباء بأن حالة يوسف ابني ميئوس منها، وأن موت ابني واقع لا محالة؛ بسبب ضمور المخ، لي عامان، أسعى فيهما بكل ما أملك من جهد، أطرق كل الأبواب، لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرًا"، كانت هذه كلمات "محمد خاطر" الأب الذي بدأ حديثه عن معاناة طفله "يوسف" الذي يعاني من "ماء على المخ" حسب تشخيص الأطباء.
"أبو يوسف" يبلغ من العمر 45 عامًا، مقيم بناحية أبو الأخضر التابعة لقرية المنزلة بمحافظة الدقهلية، له 5 أبناء، من بينهم 3 إناث، يعمل على "وابور حرت"، اضطر أن يسرّب ابنه الأكبر من التعليم الابتدائي، ليلحقه بعمل "سائق حفار" يكسب منه 600 جنيه آخِر كل شهر؛ كي يساعده في تحمُّل أعباء المعيشة ومواسم أخواته البنات المتزوجات، ونفقات علاج يوسف، حسبما روى الأب.
وأضاف "خاطر": منذ عامين رزَقَنا الله أنا وزوجتي بمولودنا "يوسف"، وُلد طبيعيًّا بلا أية أمراض أو عيوب خلقية، كان جميلًا كالبدر، حملت به أمه بعد ولادة ابنتنا الصغري بـ40 يومًا، ولكن لم تكتمل فرحتنا؛ بسبب إصابة يوسف في عُمر شهر، كانت أخته ذات الـ10 شهور آنذاك قد ضربته على رأسه اللين، بعدها تورّمت "دماغه" بشكل مخيف، حتى إنَّ عينه لم تعد تظهر من وجهه، ورأسه أصبحت مثل الكرة، ووقف نموه حتى إنه لم ينطق مثل باقي رفاقه في العمر، ومن هنا بدأت معاناتي مع الأطباء.
واستكمل: بعد جري 6 أشهر لم يحدث أي تحسُّن بالحالة، وبعد إقرار الأطباء بأنها أيام قلائل ويموت يوسف؛ بسبب الماء على المخ حسب التشخيص الطبي، أصبحت كل لحظة تمر عليّ أنا وزوجتي حسرات على موت ابننا بالبطيء، إلا أنني قررت عرضه على أكبر طبيب بالمحافظة، بعدما تسلفت من أيادي الناس أجر الكشف، وإذ بالطبيب يقول لي جملة وقعُها كخنجر بقلبي، "خد ابنك وارجع البيت، دا ميت"، خاصة بعد اطلاعه على الأشعة والتحاليل.
وعن المعجزة قال: وبعد زيارة الطبيب بأيام، سقط طفلي من على الكرسي، وارتطم رأسه بشدة في الأرض، وأُصيب بكدمات، بالإضافة لحالته التي يُرثى لها، وعلى سبيل المجازفة صرفت من الصيدلية علبة مضاد حيوي لعلاجه، وأنا غير واثق بالشفاء، إلا أن الله أخلف ظن الأطباء، وبدأت حالته تتحسن وعاد للحياة وبدأ يرضع ويأكل مرة أخرى، ما أعطاني الأمل بشكل كبير، ونهضت للتردد على الأطباء من جديد، وأنفقت كل ما أملك، إضافة إلى اقتراضي من الناس مبالغ تساعدني على نفقات علاجه.
حتى إنني توجهت لمدينة المنصورة؛ لعرض الطفل على أحد الأطباء بمستشفى الفردوس، ونصحني البعض بالتوجه للمحافظ؛ ليساعدني على علاجه على نفقة الدولة.
وتابع: توجهت لمدينة المنصورة؛ لعرض الطفل على أحد الأطباء بمستشفى الفردوس، وطلب الطبيب المعالج عمل تحاليل وأشعة، أوضحت أن المخ بحالة جيدة، لكن الطفل بحاجة ماسة لعملية جراحية، وعلى يد أطباء جرّاحين مهَرة؛ لإزاحة التجمع المائي عن المخ، وهذه جراحة خطيرة، فضلًا عن تكلفتها الباهظة، والتي لا أملك منها سوى ما يسد جوع أسرتي.