الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

ريحة الشقا حلوة.. قصص الكادحين مع المجاري والحيوانات الميتة

محرر « البوابة »
محرر « البوابة » مع عم محمود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عامل صرف صحى: «حياتنا زى الصرصار فى البلّاعة» .. جامع قمامة: «إحنا أوطى نمرة»
مهن ومهام كثيرة تخوض دور البطولة الرئيسية لمشاهد الواقع، لما فيها من صفات تشبه العمود الفقرى فى الارتقاء بالمظهر الحضارى لكيان الوطن، وهى أدوار لم تحصل على اهتمام الجميع بها رغم تواجدها فى المجتمع، منها عامل النظافة والصرف الصحى وغيرهما من المهن التى تكاد تكون شبه معدومة من قاموس الرعاية الآدمية من الدولة، يتحملون الكثير من الصعوبات إيمانًا بأهمية مهنتهم فى خدمة المواطنين دون شكوى لأحد.
يقول أحمد صلاح، عامل صرف صحى لـ«البوابة»: «اشتغلت فى مهنة صيانة بلاعات الشوارع والبيوت من فترة كبيرة عشان أحمي المجتمع من الأمراض، ودى شغلانة مش عيب بالعكس أنا فخور بيها»، موضحًا أنه يتولى نظافة منطقة الدقى بشكل دائم ويحرص دائمًا على إضفاء المظهر الحضارى علي جميع شوارع المنطقة مردفًا: «من غيرها المجتمع هيتحول لخرابة ومحدش هيقدر يستحمل ريحة المجارى». قائلا: «لو بلاعة الشارع العمومى اتسدت هنلاقى البيوت متبهدلة»، متابعًا: «كل اللى يهمنى هو خدمة المجتمع وليس المقابل المادى، وأنا مؤمن بدور مهنتى فى الحياة».
وتابع: «أنا راضى عن الشغلانة ومش هسيبها غير لما أموت وعمرى فى يوم ما اتضايقت منها بالعكس ولادى بيبقوا فخورين أنى شغال فيها عشان بخدم المجتمع»، واصفا تلك المهنة بالخدمة العامة التى يجب القيام بها لأجل الارتقاء بالوطن، وعن أبرز الصعوبات التى يتعرضون لها خلال عملهم، تتمثل فى الروائح الكريهة الصادرة من المجارى فى الشوارع والبيوت، كاشفا أنه يطمئن حال وجود عدد كبير من الصراصير داخل البلاعة لأنها تتنفس مثله، قائلا: «طالما الصراصير فى البلاعة يبقى ريحة المجارى معقولة.. وإحنا حياتنا زيهم فى عملنا»،فيما يقول محمود محمد أحد العاملين بالنظافة بمنطقة الدقى «إنه فخور بتلك المهنة التى عمل بها منذ فترة كبيرة، ولم يتعرض لموقف محرج من قبل أفراد المجتمع، لأنه يقتنع بها ويؤكد مدى أهميتها فى حياة الفرد باعتبارها خدمة إنسانية»، مردفا «عمرى متحرجت من شغلتى وفخور بيها دايما قدام ولادى.. أنا عندى ٥ ولاد وهما مبسوطين بعملى فى المهنة دى»، مؤكدا أن المجتمع ينظر إليهم نظرة تعالٍ وتكبر، فضلا عن الإهانة التى يتعرض لها من قبل الكلمات التى تلقى عليه كصقيع الشتاء، ومنها: «إنتوا أوطى نمرة وبتشيلوا زبالتنا عشان ده شغلكم».
وتابع عامل النظافة: «إحنا بنشيل بقايا قطط وكلاب ميتة وراضيين بشغلتنا رغم إمكانياتنا المحدودة للغاية.