الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قوتنا في مصريتنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك أسئلة كثيرة تجول بخاطرى هل استفدنا من عدد شعبنا؟ وقد أصبح الكثير ينادى بأن التعداد السكانى يجعلنا لا نستطيع أن نصل لمعدل جيد للاكتفاء الذاتى وأن الحل يكمن فى تقليل عدد المواليد وأن نثبت الأرقام أو نقلل من معدل زيادتها لنستطيع أن نتدبر أمور تلك الأعداد. 
لقد كانت الكثير من الحكومات تنادى بتخفيض معدل الإنجاب ورأينا الإعلانات التلفزيونية والإعلانات فالشوارع وبعض من الوزراء على مر العصور كلهم ينادون بأن التضخم الإنسانى ينذر بكثير من الصعوبات التى قد تؤدى لمزيد من الفقر وقلة الحيلة لمن يحملون على عاتقهم توفير مصادر الحياة لهذا الشعب ومن المؤكد أيضا صعوبات فيما يتعلق بكل مجالات الحياة من توفير فرص العمل والمواصلات والغذاء والحياة بشتى صورها.
منذ أيام وقد مر علينا فى نشرات الأخبار خبر أزمة دبلوماسية بين تركيا والمانيا وهولندا ولم يشغل بالى فى تلك الأزمة سوى سؤال واحد: ما سر قوة تلك الجالية داخل تلك الدول؟ مما يجعل من استهداف مخاطبتهم سياسيا من قبل دولتهم هدفا وأن قوة تواجدهم داخل أوروبا أصبح واقعا فقررت أن أبحث لأعرف. 
إن الجالية التركية الشابة أصبحت الأولى فى أوروبا وإن الدول الأوروبية بها أزمة قلة عدد الشباب وإن الأجيال القديمة الأوروبية كانت تحافظ على معدل إنجاب قليل فى الأسرة، إن أنجبت قد تنجب طفلا واحدا فقط مما جعل الآن أن كبار السن العدد الأغلب داخل تلك المجتمعات وأن الشباب ذاالجنسية الأصلية قليل العدد ولذلك اعتمدت تلك الدول على المهاجرين لكى يستطيعوا أن يسدوا ذلك الفراغ وأن يجدوا القوى العاملة الكافية لإدارة شئون الحياة هناك.
لا أعلم إن كانت صدفة أم هو تخطيطا قديما ولكنى الآن أرى أن دولة مثل تركيا بعدد شعبها الكبير صدرت الكثير والكثير من أجيال بها للدول الأوروبية ولم تحد من الإنجاب لتصل اليوم لعدد كبير يحمل الكثير من الجنسيات الأوروبية ذي العرق التركى ليشكلوا قوة داخل تلك المجتمعات لا يستهان بها من قبل السكان والحكومات الأصلية وأنه إن ظل الحال كما هو ستورث تلك الأجيال تلك البلاد كقوة بشرية تدير وتتحكم فى مقدرات الأمور لأوروبا.
هناك من يفكر فى المستقبل وكان فى الماضى من فكر فى اليوم ولا بد من أن نستفيد من تجارب الآخرين ولا ننسى أن قوة الدول فى شبابها ونحن من الدول ذات الحضارة العريقة ولكنها ليست من الدول المسنة فما زلنا من الدول الشابة، فدولتنا ولادة كما يقال عنها فى لحظات الإبداع على مختلف مستوياته.
لنبنى عمالة ونصدرها ونبنى مزارعين ونصدرهم ونبنى جيلا حرفيا ومهنيا ونجعل من أنفسنا دولة ذات قاعدة داخلية وخارجية توضع فى كل الاعتبارات.
فلندعم التعليم لنكون من المرغوبين خارجيا وننتشر كما فعل الآخرون وفى تلك الساعة سنستمع لإعلانات مختلفة ولن نرشد فى الإنجاب لننشر المصريين فى العالم ولتكن قوتنا فى مصريتنا.
هذه المقالة بلا قصة فنحن القصة ولنجعل منها قصة نجاح ولنتعلم كيف ندير الحياة. 
لنتعلم كيف نصنع ونزرع وننتج لنكون ممن يبحث عنهم للاستفادة منهم.
تعلم لتسود العالم.
تعلم لتجعل مقدرات حياتك وحياة الآخرين فى يديك.
انتبهوا أيها السادة بينما أنت تلهو هناك من يصنع الأمجاد، فلتكن ممن يصنعون الأمجاد لا ممن يشاهدون الآخرين ويتعجبون ويجلسون على المقاهي.