الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ماريو بارجاس يوسا أديب نوبل المتمرد ومؤلف "المدينة والكلاب"

ماريو بارجاس يوسا
ماريو بارجاس يوسا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأديب البيروفي ماريو بارجاس يوسا، الحاصل على جائزة نوبل في الآداب 2010، كان يتنقل بين عدة عواصم يشعر بأن كل منها وطنه، وكان منفاه اختياريًا، فلم يكن مفروضًا عليه، كما أنه لم يقطعه عن بلاده.
ولد جورجي ماريو بيدرو بارجاس يوسا في مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من مارس عام 1936، وكان جده لأمه يعمل في شركة لزراعة القطن في بيرو، هجر والده والدته في الثلاثينيات، وهو ما كان يُشكل عارًا مطلقًا في تلك الفترة، وفي سن التاسعة عاد إلى والده الذي كان يخشاه كثيرًا، فكانت القراءة بالنسبة له الملجأ الوحيد، وكان حسب تعبيره يلتهم الكتب بسرعة، فتملكته مُبكرًا الرغبة في الكتابة.
اكتشف يوسا أن العالم المتخيل كان بمثابة غنى رائع للحياة، وكانت لديه رغبة دفينة في مواجهة والده الذي كان إداريًا والأدب بالنسبة إليه إفلاس تام، فأدخل ابنه المدرسة العسكرية معتقدًا أن النظام الحديدي قد يجعله ناضجًا، إلا أن الابن تمرد على ذلك، وبدأ بكتابة رسائل حب لأصدقائه وقصص صغيرة، وقصائد.
درس يوسا الحقوق والأدب، وكانت أولى مسرحياته قُدمت على الخشبة وهو في السنة الأخيرة من المدرسة العسكرية، وكان في تلك الفترة يكتب في إحدى المجلات، ومنذ أول درس في كلية الحقوق تيقن أنه لن يُصبح محاميًا أبدًا، فأصبح صحفيًا، ثم أستاذًا بمدرسة؛ وكان دائمًا يرغب في أن يروي تجربته في المدرسة العسكرية، وهو ما أفضى إلى روايته الأولى "المدينة والكلاب"، وهو الكتاب الذي شكّل -حسب قوله- فضيحة حقيقية للمجتمع، وتم إحراق ألف نسخة منه في الساحة العامة.
سافر يوسا إلى باريس، حيث كان يعشق كتابات سارتر، ثم غادره إلى ألبير كامو؛ وفي النهاية ضاق ذرعًا بروتين العمل الصحفي، وفي عام 1966 حين فتحت جامعة لندن قسمًا للدراسات اللاتينية عمل هناك؛ وكان مُتّبعًا نظامًا صارمًا في كتاباته فيوميًا من العاشرة والنصف وحتى الثانية يكتب بقلم حبر سائل يحب رائحته، ثم يذهب إلى المكتبة العامة حتى السابعة مساء، وفي أيام الآحاد يكتب المقالات.
نالت رواية يوسا "المدينة والكلاب" جوائز عديدة منها جائزة "ببليوتيكا بريفي" عام 1963 وجائزة "النقد" عام 1998 وتمت ترجمتها إلى أكثر من عشرين لغة أجنبية، وكان من أشهر جوائزه ثيرفانتس للآداب عام 1994، والتي تعد أهم جائزة للآداب الناطقة بالإسبانية؛ إضافة إلى نوبل للآداب 2010.