الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

إلهام أحمد رئيس مجلس سوريا الديمقراطي في حوارها لـ"البوابة نيوز": تركيا سبب ظهور داعش في سوريا.. ومخيمات اللاجئين تخرج الإرهابيين

إلهام أحمد رئيس مجلس
إلهام أحمد رئيس مجلس سوريا الديمقراطي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سوريا تشهد حربًا عالمية ثالثة.. والنظام والمعارضة يتحملان الانهيار 
اجتماعات جنيف فشلت.. وإغلاق الحدود سيقضى على الإرهاب 
المرأة السورية أكبر ضحايا الحرب.. وأدعوها للمشاركة لحل أزمات بلادها

إلهام أحمد سياسية سورية كردية، ظهرت بقوة على الساحة السورية، ترأس واحدًا من أهم الكيانات السورية الحالية، وهو مجلس سوريا الديمقراطى الذى يتواصل مع كل أطراف الأزمة فى سوريا، على أمل إيجاد حل مشترك للقضية السورية يرعاه المجتمع العربى والدولى، وأن يكون سببًا فى إنهاء الحرب فى سوريا والبدء فى بناء سوريا من جديد.
■ ما مجلس سوريا الديمقراطية الذى تترأسينه؟
- مجلس سوريا الديمقراطية تنظيم سقفى لأحزاب وكتل سياسية ومنظمات نسوية وشبابية، تأسس فى ٩ ديسمبر ٢٠١٥ فى مدينة ديرك، وهو الواجهة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية، وللمجلس نشاط سياسى دبلوماسى خلال عام، تأسس بهدف تطوير مشروع سورى ديمقراطى، يؤمن أن سوريا المركزية انتهى زمانها، وبضرورة أن تتحول سوريا لحالة اتحادية لتمثل كل السوريين وليس مكونًا واحدًا، وقد توليت رئاسة هذا المجلس فى المؤتمر التأسيسى.
■ إلى أين وصلت القضية الكردية فى العراق وسوريا حتى الآن؟
- القضية الكردية فى العراق لا تزال تتعرض لمشكلات، لأن الأكراد غير متفقين مع بعضهم البعض، كما أن القضايا الاقتصادية تمثل معضلة بالنسبة لهم، وعلاقاتهم بتركيا تمثل أيضا معضلة كبرى بسبب مطامع تركيا التوسعية.
وفى سوريا أيضًا لا تزال القضية الكردية معقدة، الدولة القومية حرمت الكرد من حقوقهم، وما زال الكرد يسعون لتحقيق مطالبهم فى الحرية، وما زالوا يتعرضون لسياسات التطهير من قبل الدول الإقليمية، والنظام السورى أيضا لم يقدم أى تنازلات بهذا الشأن، وغير مستعد لتقديم حل للقضية، إنما المركزية هى الهدف الأساسى لها بعد كل ما دار من حروب.
■ هل تدعمين تأسيس دولة كردية مستقلة؟
- أرى أن الدولة الكردية ليست الحل الوحيد للقضية الكردية، إنما الديمقراطية وحرية المجتمع هى الأساس، يمكن أن يتحقق ذلك بنظام لا مركزى يعتمد إدارة مناطق جغرافية حسب الثقافات الموجودة فيها بشكل متساوٍ وعادل، والكثير من الأحيان تكون الدولة هى المتسبب الرئيسى بظهور الديكتاتوريات والسلطات الشوفينية.
■ دعينا ننتقل إلى سوريا.. كيف ترين ما يحدث فيها الآن؟
- ما يحدث الآن فى سوريا حرب عالمية ثالثة، وتحولت الحرب إلى صراع مذهبى تدعمها القوى الإقليمية، بهدف تعزيز مصالحها فى سوريا، والشعب السورى هو الذى يقدم البدائل، فى ظل إصرار من احتكروا صفة المعارضة لأنفسهم، ما أدى إلى استمرار الأزمة وتعمقها وإفشال كل محاولات السلام التى بذلت من قبل الأمم المتحدة، كل اجتماعات جنيف فشلت.
■ كيف تنتهى الحرب فى سوريا؟
- أرى ضرورة، خروج القوات التركية من سوريا، وضرورة إخراج المقاتلين الأجانب بقرار دولى وبإرادة دولية، وبعد ذلك نضع رؤية واضحة لسوريا الجديدة، كى يتم العمل للتوجه نحو تطبيق الرؤية، فمن الضرورى جدًا عقد مؤتمر وطنى شامل للاتفاق على الرؤية السياسية، ويتطلب ذلك، وقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة، وتوجيه الحرب نحو محاربة داعش وأمثاله.
■ إذا لا يجب أن يكون الحل عسكريًا فحسب؟
- الحل العسكرى لا يأتى بالحل، إنما العمل السياسى هو الطريق الصحيح للتوجه نحو الحل، لكن الحل السياسى يجب ألا يشمل أطرافًا معينة، إنما يجب إشراك كل المكونات فى العملية السياسية، وأى إقصاء سيأتى بنتائج سلبية ومعضلات أخرى.
■ ما سبب ظهور داعش بهذه القوة فى سوريا؟
- تسليح الحراك الشعبى كان السبب الرئيسى وراء انتشار داعش، كما أن تركيا لها دور أساسى فى دعم هذه المجموعات وفتح الطريق لها لدخول الأراضى السورية وتمويلها، وحتى الآن لا تزال مخيمات اللاجئين تلعب دورًا مهمًا فى تخريج المجموعات التكفيرية.
■ كيف ترين الحرب بين روسيا وأمريكا فى سوريا؟
- الدولتان تعتبران قوتين عظميين ولهما تأثير بالشأن السورى، لكن أرى أنه حال وجود قرار سورى سيجعل من القوتين طرفين داعمين للإرادة السورية، فالمهم هنا الإرادة والقرار السورى الذى يفرض احترامه على القوى الأخرى ويتعامل معها ضمن هذا الإطار، لكن مع الأسف سوريا تفتقر لهذا القرار.
■ ما آخر نشاطاتكم فى مجلس سوريا الديمقراطي؟
- نعمل على عقد مؤتمرنا الثانى، ونسعى للتواصل مع كل أطياف المجتمع السورى وأن نوفق فى توحيد الرؤية بين السوريين كى نستطيع طرحه على الإرادة الدولية أيضًا.
■ هل لكم جهود كمجلس فى محاربة الإرهاب فى سوريا؟
- نحن من طرفنا نحارب الإرهاب بكل ما أوتينا من قوة، لكن ضرورى جدًا أن نغلق الحدود أمام دخول هذه المجموعات إلى سوريا، وضرورى جدًا أن نغير المناهج التى تخرج الإرهابيين، أى أن محاربة الإرهاب لا تنحصر فى الإطار العسكرى فقط، إنما التركيز على الجانب الأيديولوجى ضرورى.
■ من وجهة نظرك كيف تبنى سوريا من جديد؟
- سوريا الجديدة يمكن أن تبنى على أساس دستور جديد، برنامجنا هو بناء سوريا اتحادية ديمقراطية لكل أبنائها، يكون عمادها حرية المرأة، السوريون بحاجة لعقد اجتماعى جديد يتوافق عليه الجميع بتنوعهم الثقافى والعقائدى، وعكس ذلك التشبث بسوريا الوحدوية العروبية سيؤدى بها إلى التقسيم.
■ ما رسالتك للقوى السورية المتنازعة لبناء سوريا الجديدة؟
- رسالتى هى وجوب الالتفاف حول الديمقراطية كونها تقوى من نسيج ذاك البلد، ويجب أن ننحي خلافاتنا جانبًا، ونجعلها مجرد اختلافات فى الرأى، والأهم من هذا كله التوقف عن تقسيم الشعب السورى إلى أقسام متنازعة بل التوحيد يجب أن يكون هدفنا فى الفترة المقبلة، حتى نبنى سوريا جديدة، ديمقراطية منفتحة على العالم.
■ كيف ترين مشاركتك كمرأة فى السياسة السورية المعقدة حاليًا؟
- السياسة عمل شاق بالنسبة للمرأة، لكنه ليس أكثر من أن تنجب أطفالًا وتتولى مسئولية إدارة عائلة باعتبار العائلة هى عماد المجتمع بأكمله، أستطيع القول إنتى تجاوزت المراحل التى كانت تعترضنى مثل تحديات من المجتمع، والذهنية الذكورية، وممانعات النظام لانخراط المرأة فى العمل السياسى، وأصبحت على قناعة أن المصاعب هى التى تخلق شخصية الإنسان، وهى التي تجعله يستطيع أن يجعل من تاريخه زخمًا وتجارب تغنى من قوته وتقوى من إرادته لتحدى كل المصاعب التى تعترضه فى مسيرته الحياتية.
■ بما تفسرين عدم ظهور دور المرأة السورية بشكل واضح فى الوضع الحالى فى سوريا؟
- المرأة السورية أرادت أن يكون لها دور فى حل الأزمة السورية، لكن تشتتها التنظيمى، وبقاء نشاطها ضمن إطار المنظمات المدنية يبعدها عن السياسة، ويترك ساحة السياسة للرجل الذى يلجأ للحلول العسكرية. لهذا كانت المرأة أكبر ضحية للحرب الدائرة فى سوريا. أما فى شمال سوريا استطاعت المرأة أن ترتقى لمرتبة القيادة، وهى التى لعبت دورًا رئيسيًا فى تطوير العملية الديمقراطية وغيرت قوانين الأحوال المدنية، كسرت طوق القيود الاجتماعية المفروضة من قبل تقاليد المجتمع الذكورى.
■ ما رسالتك لنساء سوريا؟
- رسالتى هى أن الفرصة مواتية أمام المرأة كى تتفاعل وتلعب دورها فى إنقاذ سوريا من الكارثة، عليها أن تنظم نفسها أولًا وتعى ذاتها وتاريخها، وتثق بنفسها لقيادة العملية الديمقراطية فى سوريا.