الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

بالفيديو والصور.."البوابة نيوز" في منزل "العندليب الأسمر"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"لو حكينا يا حبيبي نبتدي منين الحكاية"، كلمات ترددت في أذني منذ الوهلة الأولى التي طرقت فيها أقدامي داخل منزل العندليب، وراودتني مشاعر الحيرة والشغف لرؤية تفاصيل هذا المنزل العريق، وكل سنتيمتر مر عليه أثر "العندليب الأسمر" على قلوب الملايين الذي يشهد يوم الخميس المقبل الذكرى الـ40 على رحيله، على الرغم من أنه ذهب بجسده ولكنه باقٍ بفنه وروحه التي عشقها الملايين، ودقت قلوب العاشقين بها من خلال حسه المرهف، ومشاعره الجياشة فى أغنياته التي ترددها الأجيال على مر العصور.
يوم 30 من مارس عام 1977 كان بمثابة نكسة ثانية فى مصر، لوفاة واحد من أهم أعمدتها، وأهم من شاركها أفراحها وأحزانها، فقد فارق عبدالحليم حافظ الحياة عن عمر يناهز 48 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض إثر إصابته بنزيف حاد بالكبد ودخوله غيبوبة أدت لوفاته.
وبعد طول تفكير وتأمل في تفاصيل المنزل حتى جدرانه قررت دخول غرفة نومه التي قضى بها معظم أوقاته، والتي شهدت ليالي وأيام طويلة من الحب والألم والمقاومة والفرحة وغيرها من اللحظات، فلاحظت أنه لا زال أثر رأس العندليب واضحًا على سريره حيث قضى وقتًا طويلا جليس الفراش يتلقى جلسات العلاج، وحمل السرير أثر طلاء الحناء الذي كان يستخدمه العندليب، كما تضم الغرفة مجموعة من عطوره المفضلة، وبعض خصلات شعره، ومجموعة من الجوائز والتكريمات والبورتريهات، إضافة إلى تليفزيون وراديو وجراما فون، وتليفون، ودولاب به ملابس أطل بها بكل شغف على جمهوره فى حفلاته.
كل نظرة للغرف والجدران والأثاث تحمل العديد من التسأولات والغموض حول قصة هذه الأشياء، فلم أترك شبرًا لم أنظر له حتى "دورة المياه" ولاحظت أن أثار جسده النحيل ما زالت مرسومة بـ"البانيو" التي جفت مياهه حزنًا لرحيل عبدالحليم حافظ، رافضًا أن يسكنه أحد محله، كما وجدت فرشاته ومرآته التي كانت أحد أصحابه حتى في مرضه، لرغبته في الظهور دائمًا بالشكل الذي اعتاد أن يراه به جمهوره، وحرصه على عدم الحصول على نظرات شفقه من أحد، فكان يسعى دائمًا لإخفاء أثار الشحوب التي تظهر عندما يشتد عليه المرض.
بعد جولة طويلة حملت الكثير من الفرحة والحزن والرجاء، خرجت من شقته بفخر الجلوس على سريره ومجلسه والعزف على عوده وغيرها من اللحظات التي لا تنسى، وجدت بالجدار الذي يطل على منزله رسائل تركها له محبوه من جميع أنحاء العالم أبرزهم "عمرو دياب، سميرة سعيد، تامر حسني، وغيرهم" رسائل حب كبير لتلك القامة الكبيرة متمنين أن يروه وأن يشعر بحبهم له.