الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قتلى والفاعل مجهول.. "رضا هلال" حقيقة ضائعة بين الاغتيال والاختفاء..اتهامات بتصفيته من جهات أمنية بسبب التوريث.. مكالمات غامضة خلال 6 سنوات تؤكد اختطافه وإيداعه سجن برج العرب أو مستشفى الأمراض العقلية

بعد مرور 14 على غيابه..

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد مرور 14 عامًا على غياب رضا هلال، نلقى الضوء على تحقيقات النيابة فى الواقعة والتى بدأت عقب مرور 6 سنوات من اختفاء الصحفى بجريدة الأهرام، فى ظروف غامضة، تلقى النائب العام، تحديدا سنة 2009 بلاغًا من شقيقه، عقب تأييد الواقعة، وورود مكالمات غامضة تؤكد خطف شقيقه، والذي يطلب فيه سرعة التحقيق في واقعة اختفاء شقيقه وتردد الشائعات حول علاقة وزير الداخلية الأسبق لاختفائه وقتله والتمثيل بجثته انتقامًا منه لنشره موضوعًا حول توريث الحكم في مصر لجمال مبارك.


ووردت معلومات شبه مؤكدة للأسرة، عن اختفاء شقيقه المذكور بأحد سجون مدينة الإسكندرية، وقد التمس إعادة فتح ملف اختفاء شقيقه، وإجراء التحقيقات بمعرفة النيابة العامة.

وبسؤاله في تحقيقات النيابة، قرر باختفاء شقيقه رضا هلال في 11/8/2003 وحتى 2007 لم يكن لديه والأسرة أية معلومات عن مكان شقيقه المختفي، ثم وردت معلومات للأسرة عن طريق التليفون بأن شقيقه المختفي بأحد سجون الإسكندرية – كانت المعلومات من عدة مصادر من أجهزة أمنية رفيعة المستوى وفي شهر أبريل 2009 – تلقى مكالمة تفيد بذلك المضمون.

وبسؤاله عن تاريخ اختفاء شقيقه وظروف وملابسات ذلك الاختفاء بأنه تلقى اتصالا تليفونيًا يوم 11/8/2003 من شخص مجهول يسأل عن شقيقه لأنه كان مسئولا عن طبعة الأهرام في ذلك اليوم وعندما توجه والأسرة إلى محل سكنه بمنطقة السيدة زينب وجد شقته مغلقة بقفل غير القفل المعتاد، والشبابيك مفتوحة ولم يعلل سبب ذلك الاختفاء.

كما أكد ورود ثلاث مكالمات أخرى في شهر أبريل 2009 على تليفونه المحمول تضمنت أن شقيقه لن يظهر إلا بعد تغيير النظام، كما قرر بأنه قام بتحرير تلك العريضة بتاريخ 19/8/2009 لرغبته في قيام النيابة العامة بصفتها سلطة إشراف على السجون بالتحقق من مكان وجود شقيقه بسجن برج العرب بالإسكندرية.

وقامت النيابة العامة بإعادة سؤاله بجلسة تحقيق 30/3/2011 فقرر بورود معلومات جديدة تفيد بتورط بعض الضباط في خطف شقيقه رضا هلال يوم 11/8/2003 عن طريق إحدى الصحف الكويتية وتسمى (الجريدة الكويتية) التي قامت بنشر وثيقة من وثائق أمن الدولة بمصر تفيد قيام تنظيم سري بوزارة الداخلية بخطف شقيقه وافقاده الوعي ونقله إلى مقر "جابر بن حيان" وتقييده، وقدم تأييدا لأقواله صورة من تلك الوثيقة.

وبمناظرتها تبين أنها عبارة عن صورة ضوئية من وثيقة تحمل شعار جمهورية مصر العربية – وزارة الداخلية، وبأسفلها عبارة التنظيم السياسي السري، مرفقة بالأوراق، كما قرر المذكور باتهامه للواء حبيب العادلي وزير الداخلية السابق، وكذا السيدة إلهام شرشر زميلة شقيقه المختفي وزوجة العادلي.

وقد وجه اتهامه لجمال مبارك؛ لأن شقيقه المختفي هو أول من تصدى لعملية التوريث، وأخبر جمال مبارك بأنه لا يصلح لرئاسة الدولة، والمتهمين الآخرين لمسئوليتهم عن حماية المواطن، والسيدة إلهام شرشر لوجود مشادة كلامية بينها وبين شقيقه، ولأنهما زملاء بالعمل.

أما الشاهد الثاني فهو السيد عبدالرحمن هلال، 45 سنة، مدرس أول لغة فرنسية بمدرسة المنصورة الثانوية العسكرية، شقيق الصحفي رضا هلال، والذي قرر بوجود مكالمة هاتفية مسجلة على جهاز الأنسر ماشين الخاص بشقيقه المختفي رضا هلال بصوت سيدة تهدده فيها باسم مبارك وعائلته وقد أنهت مكالمتها بقولها "عيد سعيد باي باي" وقد عرفت بعد ذلك أنها إلهام شرشر زوجة اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق.

واتهم كل من اللواء حبيب العادلي، والضابط صلاح سلامة الذي كان مديرًا لأمن الدولة آنذاك، وجمال مبارك، واللواء فاروق لاشين الذي كان رئيسًا لفرقة البحث التي تم تشكيلها لكشف غموض اختفاء شقيقه، وكذلك السائق سيد عبدالعاطي؛ لأنه كان آخر شخص موجود مع شقيقه آخر مرة، وقام بتقديم شريط كاسيت ماركة T D K داخل علبة بلاستيكة شفافة اللون مكتوب عليها كلمة (أنسر ماشين رضا هلال).


وقامت النيابة العامة أيضًا بسؤال السيدة إلهام شرشر، 48 سنة، كاتبة صحفية، بجريدة الأهرام، نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام والتي قررت بالتحقيقات بأن الصحفي رضا هلال هو زميلها في الأهرام مثل باقي الزملاء ولم يسبق لها مقابلته في العمل؛ لأنه يعمل بجريدة الأهرام الاقتصادي ولم تكن لها علاقة مباشرة به، لا من قريب ولا بعيد، وأن علاقتها بالأهرام بدأت عام 1981 تقريبًا، كما نفت أية علاقة لها به.

وبمواجهتها بأقوال شقيق الصحفي المختفي أسامة عبدالرحمن هلال، قررت بعدم صحة كلامه إطلاقًا وليس له أي دليل وأن صلتها بجريدة الأهرام انقطعت منذ زواجها من اللواء حبيب العادلي عام 2000 وحصولها على إجازة بدون مرتب لمدة 8 سنوات من الجريدة، وعدم ترددها عليها نهائيًا.

وبمواجهتها بأقوال شقيقه الثاني السيد عبدالرحمن هلال، عن وجود مكالمة هاتفية على جهاز الأنسر ماشين الخاص بشقيقه المختفي من سيدة قامت بتهديده، نفت معرفتها عن أية مكالمات أو أشخاص المتحدثين على جهاز الأنسر ماشين الخاص بالصحفي رضا هلال.

وبالاستماع إلى شريط الكاسيت الذي يتضمن المكالمة المدعي بوجودها على جهاز الأنسر ماشين وبحضور السيدة المذكورة قررت بأن الصوت لا يخصها على الإطلاق ولم يسبق لها الاتصال بالصحفي رضا هلال من قبل.

أما السيد محمد مغازي محمد الفقي، مدير عام وكبير الفنيين باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وكبير خبراء الصوت بالإذاعة فقد قرر بأقواله في التحقيقات قيامه بأخذ العينة الصوتية من السيدة التي كانت موجدة أثناء التحقيقات وقام بمطابقة صوتها على الأجهزة الخاصة بالإذاعة "الجزء المسجل من المكالمة" التي كانت في شريط الكاسيت المحرز بمعرفة النيابة توصل إلى أن العينة الصوتية المأخوذة من السيدة التي كانت موجودة أثناء التحقيقات هي صوت السيدة إلهام شرشر وأن درجة التطابق 100 % وأنه متأكد من تلك النتيجة بناء على خبرته الطويلة في مجال عمله.

وفي أقوال المقدم شرطة محمود محمد عبدالنبي عضو أمانة ائتلاف "ضباط لكن شرفاء" والذي تم استدعاؤه لسماع أقواله بناء على طلب تقدم به أسامة عبدالرحمن هلال شقيق الصحفي رضا هلال، فقرر بالتحقيقات بأن الصحفي رضا هلال كانت له زميلة في العمل هي السيدة إلهام شرشر وحصل بينها وبينه مشادة كلامية لسبب أن لديه مستندات تدين حبيب العادلي في قضايا غسل أموال فقامت بالرد عليه بشكل عنيف وأنها أبلغت زوجها اللواء حبيب العادلي بذلك وقيام التنظيم السري بوزارة الداخلية بقيادة الرائد حسين صلاح بأخذ الصحفي رضا هلال بمقر مباحث أمن الدولة جابر بن حيان، صباح يوم 10/8/2003، وأنه قد علم بتلك المشادة الكلامية من بعض الضباط زملائه وأن أية حالة تتعلق بالوزير أو أسرته تكون معروفة بشكل سريع بين الضباط ولأن هذه المشادة الكلامية جرت بداخل كافتيريا بجريدة الأهرام وعلى مرأى ومسمع من الجميع وقد علم بها بعد أسبوع من وقوعها وأن الذي قص عليه تلك الرواية واحد من داخل جريدة الأهرام لا يذكر اسمه تحديدًا الآن.

وبمواجهته بما قرره من قيام التنظيم السياسي السري بوزارة الداخلية بالتصدي للصحفي رضا هلال واقتياده لمقر أمن الدولة بجابر بن حيان فقرر بأن معلوماته تؤكد أنهم أخذوه من منزله بشارع إسماعيل سري رقم 34 بالقصر العيني وتحفظوا عليه وبعد الثورة واقتحام الشعب لمقر أمن الدولة سلمه أحد الأشخاص العاملين المدنيين بالجهاز صورة ضوئية من الوثيقة المشار إليها بالتحقيقات.

وبسؤاله عن معلوماته عما يسمى بالتنظيم السياسي السري بوزارة الداخلية قرر بأنه تنظيم تم إنشاؤه عام 2000 مع بداية فكرة التوريث وكان الغرض منه التصدي لأي معارض للنظام السابق أو فكرة التوريث بشكل لا يدين الشرطة أمام الرأي العام، وكان يتولي اللواء حبيب العادلي الإشراف عليه مباشرة وأن له عدة مقار بداخل مقار أمن الدولة المعروفة بمدينة نصر وجابر بن حيان والإسكندرية وكان مكون من عشرين أمين شرطة وأربعة ضباط يرأسهم ضابط برتبة رائد وقرر أيضا أنه يعرف اثنين من هؤلاء الضباط هما حسين صلاح ورأفت بدران وفتحي عبدالواحد الذي جاء رئيسًا للتنظيم بعد إقالة حسين صلاح.

وبمواجهته بالوثيقة المشار إليها بالتحقيقات المنسوبة للتنظيم السياسي السري والمعنونة "تقرير حول حالة المدعو رضا هلال" قرر بأنها مختلفة عن التي قدمها بالتحقيقات وبأنها مذيلة بتوقيع متشابه وغير واضح ويشك فيها أنها قد تكون غير سليمة.

كما قرر بأن التنظيم السياسي السري تتنوع تكليفاته ولذلك يخصص له عدة مقار داخل مقار جهاز أمن الدولة وقرر بأنه لم يسبق له التواجد بأحد هذه المقار أو الالتقاء بأي من أعضاء هذا التنظيم بشكل شخصي وإلا كان قد أرشد عنه.

وأكد الكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل، رئيس تحرير جريدة "صوت الأمة"، أن أسرة رضا هلال، الصحفي بالأهرام، تبحث عنه منذ 11 عامًا، ولم يجدوه حتى الآن، مطالبًا النيابة العامة، باعتبارها وكيل المجتمع، بأن تبحث وتكلف السلطات بالبحث عن "هلال"، مضيفًا: "يفترض أن النيابة فعلت ذلك منذ اختفائه"

وأكد عماد فواز الصحفي بجريدة الكرامة، في أقواله أمام المستشار بالمكتب الفني بالنائب العام، أن رجال التنظيم السري لضباط وزير الداخلية السابق التي أشرف عليها حبيب العادلي بنفسه وقاموا باختطاف رضا هلال وإيداعه في مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية عنبر الخطرين تحت اسم مستعار بتاريخ 25 ديسمبر 2003.