السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

برقيات في مديح الفن.. حكاية رسائل لا تنسى في اليوم العالمي للمسرح

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في عام 1961 جاءت فكرة إنشاء يوم عالمي للمسرح أثناء المؤتمر العالمي التاسع للمعهد الدولي للمسرح بـ " فيينا".
كان ذلك بإقتراح من رئيس المعهد وقتها حيث قام بتكليف المركز الفنلندي بتحديد يوما عالميا للمسرح ليصبح يوم 27 مارس من كل عام، وهذا اليوم هو تاريخ افتتاح مسرح الأمم بمدينة باريس والذي كان يحمل اسم "سارة برنار" الذي امتاز بتقديم عروض عالمية متنوعة ليصبح ذلك تقليدا عالميا للاحتفال بالمسرح.


لليوم العالمي للمسرح رسائله الخاصة حيث يحرص المعهد علي اختيار الشخصيات المسرحية المؤثرة والبارزة من أجل كتابة "كلمة" يتم إلقاؤها وترجمتها لأكثر من عشرين لغة حتى تنشر في جميع مسارح العالم، وقد أوكلت كلمة أول احتفالية بهذا اليوم للكاتب المسرحي الفرنسي "جان كوكتو" ثم تلاه العديد من المبدعين، وأهمهم "آرثر ميللر، لورانس أوليفي، هيلينا فايغل، استورياس، بيتر بروك، بابلو نيرودا، يوجين يونسكو، وول سوينكا، أنطونيو غالا، مارتن أسلين، إدوارد إلبي، فكلاف هافل، سعدالله ونوس، جيونغ أوك كيم، فتحية العسال، أريان موشكين، فيكتور هيغو راسكو باندا، أوغستو بوال، جيسيكا كاهوا، جودي دينش، جون مالكوفيتش"،‏ أربع وخمسون شخصية مسرحية من بينهم ثلاث شخصيات عربية لرسائل المسرح العالمي وكان من حظ وطننا العربي كتابة ثلاثة في آزمنة متفرقة وهم السوري سعدالله ونوس عام 1996 والمصرية "فتحية العسال " عام 2004 واخيرا حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي لعام 2007.

رسالة سعد الله ونوس

إننا محكومون بالأمل وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ. منذ أربعة أعوام وأنا أقاوم السرطان. وكانت الكتابة، وللمسرح بالذات، أهم وسائل مقاومتي. خلال السنوات الأربع، كتبت وبصورة محمومة أعمالًا مسرحية عديدة. ولكن ذات يوم، سئلت وبما يشبه اللوم: ولمَ هذا الإصرار على كتابة المسرحيات، في الوقت الذي ينحسر المسرح، ويكاد يختفي من حياتنا، ما قمت بقراءته الآن ليس سوى إقتباس من كلمة المؤلف الراحل " سعدالله ونوس" بعنوان (الجوع إلي الحوار)، لنتعرف سريعا عليه ولد ونوس بمحافظة طرطوس بسوريا، اشتهر منذ الستينات كواحد من أبرز وجوه الحركة الثقافية المسرحية في الوطن العربي ؛ لجأ إلى استخدام تقنيات مسرحية غربية خاصة المنهج الملحمي البريختي داخل نصوصه ولم يكتف بذاك فقد كانت مسرحياته فقرات مختلفة فهناك اللجوء إلي الأسطورة والتراث العربي مثل منمنمات تاريخية والملك هو الملك إلى أن وصل إلى قمة نضجه الفني في مراحله الآخيرة في مسرحيته " طقوس الإشارات والتحولات" حيث الإهتمام بالذات الإنسانية وحدها دون الأخذ في الاعتبار أي من السلطة الدينية او السياسية ولعل ذلك توضح قبل ذلك بقليل في مسرحيته " الاغتصاب" المأخوذة عن مسرحية " القصة المزدوجة لدكتور بالمي لكاتبها الأسباني بويرو باييخو.



رسالة فتحية العسال

وندرك الجانب النسوي في كتابات المصرية " فتحية العسال" بدأت مشوارها مع المسرح عام 1969 بمسرحية "المرجيحة"، وتبعتها عام 1972 بمسرحية "الباسبور" التى قدمت على مسرح الجمهورية، وكتبت فى الثمانينيات مسرحيتين هما: "نساء بلا أقنعة" التى عرضت على مسرح السلام بعد أن حذف الرقيب كلمة نساء من العنوان، وكأنها كلمة تخدش الحياء!، ومسرحية "البين بين" والتى لم تعرض حتى يومنا هذا، وبعد تجربة الاعتقال السياسى خرجت علينا فتحية العسال بمسرحية جديدة فى التسعينيات هى "سجن النساء" التى عرضت على خشبة المسرح القومى تحت قيادة المخرج الواعى عادل هشام وقالت في كلمتها عام 2004: "يقال إن المسرح كفن يعتمد على البناء المحكم الخالي من كل زيادات والحوار المركز المكثف البعيد عن الثرثرة، لا يتلاءم مع طبيعة المرأة التي لا تستطيع الانفصال عن ذاتها وبالتالي تعجز عن تقديم النظرة الموضوعية اللازمة وهنا اجيب ان المرأة التي تعرف الحمل طول تسعة أشهر قادرة أن تبني مسرحية محكمة ومتماسكة شرط أن تكون حقًا كاتبة مسرحية".




رسالة سلطان القاسمي
لنصل إلي كلمة حاكم الشارقة د "سلطان القاسمي" وهو الكاتب المسرحي والداعم للحركة المسرحية في الوطن العربي والعالم فيقول: "يا أهل المسرح، إن عاصفةً قد حلّت بساحاتنا من شدة ما يُثار حولنا من غبار الشّك والريبة، حتى كادت تحجب وضوح الرؤية لدينا، وأصواتنا لا تصل آذان كلٍ منّا من كثرة الصراخ والفرقة التي تباعد بين الشعوب، وتكاد العاصفة تطوح بنا لتبعدنا عن بعضنا لولا إيماننا الراسخ بدور المسرح القائم على الحوار أصلًا،إذًا، لابد لنا من التصدي والتحدي لمن ينفخ في تلك الأبواق لإثارة تلك العواصف، ليس لتحطيم هذه الأبواق، ولكن بالنأي بأنفسنا عن تلك الأجواء الملوثة، وتكريس جهودنا بالتواصل وإقامة علاقات المودة مع المنادين بالتآخي بين الشعوب، فنحن كبشر زائلون، ويبقي المسرح ما بقيت الحياة ".
أما اليوم فقد أوكلت الكلمة للفرنسية إيزابيل هيوبرت وهي ممثلة مسرحية وسينمائية فرنسية كبيرة وشخصية ثقافة محبوبة تقول " بالفعل المسرح لديه حياة مزدهرة يتحدى بها الوقت والفضاء، اغلب المنمنمات المسرحية المعاصرة يتم تغذيتها من خلال إنجازات القرون الماضية، جل الكلاسيكيات السابقة في المسرح تصبح حديثة وتبث فيها الحياة من جديد بمجرد إعادة عرضها مرة أخرى، المسرح يبعث من جديد من خلال رماده، يظل المسرح مُحيا من خلال إعادة تدوير اشكاله القديمة وتشكيلها من جديد. ثم ماذا بعد اليوم العالمي للمسرح، من الواضح جدًا انه يوم غير اعتيادي يسلط فيه الضوء عليك فردًا كنت أو في جماعة".