تشابهت حياة الراحل أحمد زكي والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، بشدة إلى حد التطابق الكبير بين رحلة كل منهما سواء علي المستوي الفني ورحلة كفاحهما حتي وصلا للمجد، أو حتي النهاية المريرة التي ألمت بكل من العملاقين وصراعهما الكبير مع المرض، هذا التشابه الكبير بين كل منهما يمكن أن يكون أقرب للتماثل.
ونشأ زكي يتيمًا مثله مثل العندليب، فوالد زكي توفي بعد ولادته بإيام قليلة فلم يتنسي له أن يراه وتولي أمره جده، بعدما تزوجت أمه من شخص أخر، ونفس الحال مع العندليب فقد توفت أمه بعد ولادته أيضا، ولم يتسني أن يكمل عامه الأول حتي توفي والده أيضا ليتولي أمره خاله.
ومشوارهما الفني كان مليئًا أيضا بالعديد من الصعوبات، والمزيد من الإصرار خلال فترة الشباب لتحدي تلك الظروف بل والإنتصار عليها، ولكل منهم رحلة كفاح كبيرة سطرت مشوارهما الفني المميز.
وظل التشابه قائمًا حتي خلال فترة المرض، مع إختلاف مسماه، فقد كان العندليب مريضًا بالبلهارسيا، وزكي مريضًا بسرطان الرئة، وقد تعاطف الكثير من الفنانين معه خلال فترة مرضه، وهو نفس الحال مع العندليب الأسمر، حتي أنتصر المرض علي كل منهما في نهاية المطاف.
ويبدو أن زكي كان مصرًا في أخر أيامه علي أداء دوره في فيلم "حليم"، فكثير من المتابعين لكواليس تصوير هذا الفيلم رأي أن زكي لا يُمثل دورًا في أحد أعماله، بل يجسد قصة حياته هو، التي تماثلت بشكل كبير مع العندليب الأسمر.
