الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

القمة العربية على صفيح ساخن.. 6 خلافات تعصف بالاجتماعات.. ومحاولات مستميتة "لرأب الصدع".. القضية السورية حاضرة.. وغضب عارم بسبب التدخلات الإيرانية في المنطقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعقد القمة العربية 28 التي تستضيفها المملكة الأردنية، الأربعاء المقبل، وسط تحديات كبيرة، وخلافات غير مسبوقة بين الدول العربية، وعلى الرغم من المحاولات المستميتة والجولات المكوكية التي قام بها الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، خلال الأيام الأخيرة ما بين بغداد وعمان وقطر والقاهرة لتنسيق المواقف واحتواء الأزمات، إلا أنه لا تزال الخلافات تعصف بالاجتماعات المغلقة للمسئولين العرب، ليبقى مصير المواطن العربي في سوريا واليمن والعراق وليبيا ضائعًا ومشردًا بين أطلال البيوت المهدمة أو لاجئ بلا مأوى.

وبالرغم من تفاقم الخلافات والصراعات بين الغرب، إلا أنه تتصدر المشهد حاليا ستة نقاط خلافية أساسية، تمثل حجر عثرة أمام تسوية أي مصالحات، وتتمثل في الأزمة السورية وأبعادها وأزمة اللاجئين، وموضوع إصلاح الجامعة العربية، والأزمة بين العراق ودول الخليج بسبب التدخل التركي في الأراضي العراقية، ومشكلة لبنان التضامن مع لبنان واعتبار حزب الله حزبًا إرهابيًا، إلى جانب أزمة المختطفين القطريين في العراق، بالإضافة إلى قضية إيران وتدخلاتها في شئون الدول العربية.

"إصلاح الجامعة العربية"

على الرغم من محاولات إصلاح الجامعة العربية على مدى أكثر من عامين من الاجتماعات لفرق العمل المعنية، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل حتى الآن، بسبب الخلافات بين الدول العربية حول العديد من النقاط الخلافية سواء ما يتعلق بميثاق الجامعة أو بعثاتها في الخارج أو ميثاق مجلس السلم والأمن العربي، وكان آخر هذه الخلافات هو تحفظ السعودية على اجتماعات إصلاح الجامعة العربية التي عقدت من قبل اللجنة مفتوحة العضوية لإصلاح وتطوير الجامعة برئاسة موريتانيا وفرق العمل المشكلة في إطارها وخاصة تقرير الاجتماع الثاني عشر للجنة، وكان وزراء الخارجية العرب قد قرروا في ختام اجتماعهم الأخير الذي عقد في دورته ١٤٧ في ٧ مارس الجاري، الطلب من مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين عقد اجتماع لوضع تقييم شامل بشأن تطوير الجامعة العربية في ضوء ما توصلت إليه فرق العمل المنبثقة عن اللجنة مفتوحة العضوية وذلك وفقًا لقرارات مجلس الجامعة في هذا الشأن وتوصيات اللجنة المستقلة برئاسة السيد الأخضر الإبراهيمي ووضع مرجعيات واضحة لاستكمال مهامها وتحديد الآليات الملائمة لذلك، وهو الأمر الذي تحفظت عليه السعودية.

"التضامن مع لبنان واعتبار حزب الله منظمة إرهابية"

من القضايا الشائكة والتي تمثل نقطة خلاف أساسية بين الدول العربية هو التحفظ على بند التضامن مع لبنان من قبل بعض الدول العربية واعتبار حزب الله حزبًا إرهابيًا، وهو الأمر الذي ترفضه لبنان باعتبار أن حزب الله مكونًا أساسيًا من مكونات الدولة اللبنانية.

وبالرغم من أن بند التضامن مع لبنان كان بندًا دائمًا على جدول أعمال وزراء الخارجية العرب وكان أمرًا مسلمًا به التضامن مع لبنان، إلا أنه في ظل التغيرات الجارية في المنطقة، أصبح التضامن مع لبنان إشكالية كبيرة تثير الخلافات بين الدول العربية، حيث تتحفظ كل من البحرين والسعودية والإمارات على قرار التضامن مع لبنان، متهمين حزب الله اللبناني بأنه حزبًا إرهابيًا وهو عضو في الحكومة اللبنانية ويتحمل المسئولية الكاملة في السعى إلى تقويض السلم الأهلي وزعزعة الأمن والاستقرار عبر إثارة الفتنة الطائفية ودعم الإرهاب والتدخل السافر في الشئون الداخلية لعدد من الدول العربية، وهو الأمر الذي ترفضه لبنان مؤكدة أنه لا يمكن الموافقة على اعتبار حزب الله إرهابيًا كونه خارج عن تصنيف الأمم المتحدة وغير متوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب خاصة من حيث التمييز بين المقاومة والإرهاب وكون حزب الله يمثل مكون أساسي في لبنان وشريحة واسعة من اللبنانيين ولديه كتلة وزرارية في المؤسسات الدستورية اللبنانية.

كما تتحفظ العراق على اعتبار حزب الله إرهابيًا حيث تؤكد مساندتها للمقاومة الوطنية الشريفة المنثلة في حزب الله اللبناني باعتباره جزءًا من الحكومة اللبنانية الممثلة للشعب اللبناني.

أما الجزائر فتؤكد أنه في ظل تنامي مخاطر التنظيمات الإرهابية فإن الجزائر تدعو إلى تنسيق الجهود الدولية لمحاربة هذه الظاهرة ضًمن استراتيجية الأمم المتحدة حول حول أهداف مشتركة ومتقاسمة والالتزام بقواعد الشرعية الدولية، لا سيما التقيد بلوائح وقوائم الأمم المتحدة في تصنيف الجماعات الإرهابية التي لا تشمل التشكيلات السياسية المعترف بها وطنيًا ودوليًا والتي تساهم في المشهد السياسي والاجتماعي الوطني، والتزام الجميع سواء كانت حكومات أو أحزاب أو بعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول طبقًا لميثاق الأمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية.

فيما تؤكد تونس أن مساهمة حزب الله في تحرير جزء من الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي لا يخول له أو لأى طرف آخر القيام بأي أعمال من شأنها الإخلال بالأمن والاستقرار في المنطقة.

 وتبقى الأزمة السورية 

هى الأكبر والأسوأ في تاريخ العرب، حيث صنفها الخبراء بالأسوأ في التاريخ المعاصر، وبينما تتحفظ لبنان كعادتها على القرار الخاص بسوريا وتؤكد على سياسة الابتعاد عن الصراعات الداخلية في الدول الشقيقة مع الدعوة الى اعتماد حلول سياسية توافقية بما يحفظ وحدة وسيادة واستقرار الدول العربية، ولا تزال الخلافات تحول دون اتخاذ موقف موحد لاغاثة الشعب السوري

 "إيران وتدخلاتها في شئون الدول العربية "

وتمثل التدخلات الإيرانية اشكالية كبيرة أمام العرب خلال اجتماعات القمة الغربية حيث ترغب دول الخليج في استصدار قرار واضح وصريح بادانة طهران مع ذكر اسم الدولة وعدم الاكتفاء بذكر تدخلات الدول الإقليمية، وهو الأمر الذي تتحفظ عليه العراق ولبنان وعدد من الدول العربية.

"انتهاك تركيا للأراضي العراقية"

في الوقت الذي تسعى فيه العراق إلى اتخاذ موقف عربي موحد إزاء الانتهاكات التركية للسيادة العراقية.

وأدانة توغل القوات التركية في الأراضي العراقية ومطالبة الحكومة التركية بسحب قواتها فورا دون قيد أو شرط باعتباره اعتداء على سيادة العراق وتهديدًا للأمن القومي العربي، تصطدم العراق بالمواقف لكل من الإمارات والسعودية والبحرين وقطر وهو الأمر إلى يمثل إشكالية كبيرة أمام العرب.