الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قمة "مصرية - بحرينية" في قصر الاتحادية.. السيسي وحمد يبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي.. أزمات المنطقة على طاولة المفاوضات.. مواجهة التحديات وتعزيز العمل العربي المشترك أبرز المناقشات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، بمقر رئاسة الجمهورية في قصر الإتحادية بمصر الجديدة، جلسة مباحثات مع حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين.
وتأتي المباحثات في إطار تنسيق المواقف المصرية البحرينية في مختلف قضايا المنطقة، وذلك قبل انطلاق أعمال القمة العربية التي تستضيفها المملكة الأردنية الهاشمية، في ٢٩ مارس الجاري وحرص القيادتين السياسيتين على دفع العلاقات الثنائية ومنحها الزخم اللازم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين، فضلا عن اهتمامهما بتبادل وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ومن المقرر أن تشهد المباحثات بين الرئيس السيسي والملك حمد بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين الدولتين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية، بجانب آخر المستجدات بالنسبة للأزمات التي يمر بها عدد من دول المنطقة، بالإضافة إلى تعميق العلاقات الثنائية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية في ضوء المناورات التي شاركت فيها مصر مؤخرًا مع البحرين.

المصلحة المشتركة
وتحرص القيادتان السياسيتان على دفع العلاقات الثنائية، ومنحها الزخم اللازم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين، فضلا عن اهتمامهما بتبادل وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتشهد القمة تأكيد عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بين القيادتين والشعبين المصري والبحريني والحرص على دعم وتعزيز أوجه التعاون المشترك مع الجانب البحريني في كل المجالات، وخاصة الاقتصادية والتجارية، وذلك انطلاقا من تحقيق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين واتخاذ كل الإجراءات التي تضمن سرعة المضي قدمًا في إتمام ذلك والعمل على حل أي معوقات تواجه المستثمرين بما يسهم في تشجيع الاستثمار المتبادل وتنفيذ عدد من المشروعات والبرامج المشتركة.
ومن المقرر أيضًا أن تتناول المباحثات "المصرية-البحرينية" سبل تعزيز العلاقات الثنائية وبحث التحديات التي تواجه المنطقة وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في "سوريا وليبيا واليمن وفلسطين" والتعاون في مكافحة الإرهاب.
وتبحث القمة عددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة السورية وتأكيد أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة ينهى معاناة الشعب السوري ويحول دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلى دول الجوار السوري.

القضية الفلسطينية
كما تستحوذ القضية الفلسطينية على جزء مهم من المباحثات، حيث يتم التباحث بشأن سبل كسر الجمود في الموقف الراهن والعمل على استئناف المفاوضات وفقًا للمرجعيات الدولية ووصولا لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتشهد المباحثات مناقشة الموقف في ليبيا وتأكيد أهمية دعم المؤسسات الليبية الرسمية وأبرزها البرلمان المنتخب والجيش الوطني، بالإضافة إلى مساندة الحل السياسي وصولًا إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبي.
وتتطرق المباحثات إلى الأوضاع في العراق وتوافق الرؤى على أهمية دعم جهود الحكومة العراقية للتغلب على التحديات التي تواجهها بما يعزز أمن واستقرار العراق ويدعم التوافق الوطنى بين مختلف أطياف الشعب العراقي.
تكثيف التنسيق والتشاور
وتشهد المباحثات توافق الجانبان على تكثيف التنسيق والتشاور على مختلف المستويات السياسية والأمنية بين البلدين تجاه الأزمات الإقليمية وتعزيز دور المؤسسات العربية كمدخل رئيسي لمعالجة أزمات المنطقة وتأكيد التضامن العربى قبل انعقاد القمة العربية في 29 مارس في البحر الميت بالأردن.
وفي السياق ذاته، لا تتوقف الاتصالات الدائمة بين قادة ومسئولي كل من قيادات البلدين خلال السنوات القليلة الماضية تلك السنوات التي شهدت بوتيرة شبه منتظمة العديد من اللقاءات والزيارات والفعاليات.

القمة العربية
وترجع أهمية الزيارة إلى أكثر من عامل؛ الأول توقيتها خاصة أنها تتزامن مع انعقاد إحدى أهم القمم العربية التي يعول عليها لمناقشة آخر المستجدات والتطورات التي تستدعي في الحقيقة مدارستها وتقييمها والمشاورة بشأنها بين قادة الدول العربية وبعضها البعض.
ومن بين أهم هذه التطورات تصاعد حدة خطر الجماعات المتطرفة والقلق الناتج عن امتداد مثل هذه الجماعات عبر الحدود الجغرافية للدول ودلائل ارتباطاتها بالتدخلات الخارجية من جهة وعمليات الفوضى الخلاقة التي تضرب أطناب بعض الدول المجاورة لكل من مصر والبحرين من جهة أخرى سواء بالنظر للأوضاع في اليمن أو في سوريا أو في ليبيا أو في غيرهم.
الأهداف الوطنية
والعامل الثاني: المشاورات المنتظر أن تجرى بين حمد والسيسي والتي يتوقع ألا تقتصر على مجمل ملفات العلاقات الثنائية فحسب، وضرورة المضي بها قدما لدفع مسيرة تطورها ودعم مفاصلها وتنمية أطرها المشتركة وضخ دماء جديدة في شرايينها، وبما يصب في صالح الشعبين الشقيقين والأهداف الوطنية والقومية المشتركة.
ويتوقع أن تشمل المشاورات أيضًا دراسة التحولات التي تشهدها المنطقة، ومست بتداعياتها الكبيرة والممتدة والشاملة أمن واستقرار دول العالم العربي مع ضرورة العمل من أجل الحفاظ على وحدة الصف العربي وكيانه الجامع.
والعامل الثالث: المسئوليات الجسام التي تقع على كاهل قيادتي البحرين ومصر سواء ناحية بلديهما أو إزاء محيطهما الخليجي والعربي والإسلامي، خاصة أن الدولتين تعدان من بين أكثر الدول العربية وعيا بحقيقة المخاطر المثارة على الساحة، وأكثرهما عرضة لمثل هذه المخاطر والتهديدات، ولديهما من الوسائل والأدوات ما يمكنهما من توظيف سياساتهما المتوازنة في دعم وحدة الصف العربي.
قطبان إقليميان
كما أن علاقات البلدين ممتدة ومتشعبة ولديهما شبكة تحالفات وارتباطات إقليمية ودولية، والتي ينخرطان فيها ويتعين الاستفادة منها، بالإضافة إلى الأدوار المناطة بهما كقطبين إقليميين، حيث يعول على مصر والبحرين كثيرا في تسوية العديد من الملفات، وحلحلة الكثير من المشكلات، فالبحرين تمثل مختبرا لأمن منطقة الخليج واستقرارها، وينظر لمصر كثقل موازن لمعالجة أي خلل في معادلة التوازن الاستراتيجي بالشرق الأوسط.

وزير الإعلام
وأكد وزير الإعلام، رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية، على بن محمد الرميحي أن الزيارة الرسمية للملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى مصر تمثل دفعة قوية لمسار العلاقات التاريخية الوثيقة والمتنامية بين البلدين الشقيقين باعتبارها نموذجًا للأخوة العربية والحرص على أمن المنطقة واستقرارها وسلامتها الإقليمية وتقدمها الاقتصادي والاجتماعي.
الزيارة السادسة
وأضاف الرميحي في تصريحات صحفية أن زيارة ملك البحرين إلى القاهرة وهي السادسة منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم وقبيل عقد القمة العربية الثامنة والعشرين في عمان تأتي اعتزازًا بالمواقف المصرية الثابتة والداعمة لأمن البحرين والخليج العربي في وجه التدخلات الخارجية وأعمال العنف والإرهاب وتقديرا لدور مصر العروبة إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة باعتبارهما الحصن المنيع للأمة العربية والإسلامية ومصدر قوتها وعزتها.

التحديات
وأشار إلى أن انعقاد القمة البحرينية المصرية في هذا التوقيت وما تواجهه الأمة العربية من تحديات أمنية واقتصادية ومخاطر وتهديدات خارجية يعكس إدراك قيادتي البلدين الشقيقين أهمية تعزيز العمل العربي المشترك في إطار البيت العربي الكبير وتوحيد الرؤى والمواقف العربية في التصدي للتنظيمات الإرهابية المتطرفة وحشد الجهود والموارد وتوجيه الطاقات المادية والبشرية نحو تدعيم البرامج الاقتصادية والتنموية بما يحقق رفعة الأمة العربية واستقرارها وأمنها القومي ونهضتها في المجالات كافة.
نتائج إيجابية
وأعرب الرميحي عن تفاؤله بخروج القمة البحرينية المصرية بنتائج إيجابية تسهم في تعميق الشراكة السياسية والأمنية بين البلدين ودور البلدين في تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي وتفعيل دور المؤسسات الإعلامية والدينية والثقافية في نشر قيم الوسطية والتسامح ومحاربة التعصب والتطرف.
وأكد وزير الإعلام البحريني على الرميحي حرص البلدين على تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة على هامش زيارة الملك إلى القاهرة في أبريل الماضي.