يبلغ من العمر 30 عامًا، شاب في مقتبل العمر، لكنه تزوج مُبكرًا وأصبح عائلًا لأسرة مكونة من 6 أفراد.. لم يكن يعلم حينها أنه على موعد مع العجز وأن الغرف الجراحية بانتظاره لإجراء 14 عملية.
هو "السيد صديق السيد" من قرية السعادات بمركز بلبيس، محافظة الشرقية، يعمل في القطاع الخاص، بشركة "الأمل للصناعات الثقيلة والسيارات"، في مدينة العاشر من رمضان.
أصبح "السيد" عاجزًا عن العمل إثر عدة عمليات جراحية أجراها بالمعدة والحجاب الحاجز، فضلًا عن استئصال الزائدة الدودية، وغيرها.
بعد أن عانى الشاب قرحة بالمعدة سبَّبت له آلامًا غير محتمَلة، وكان يتقيأ دمًا، اضطر الطبيب لقطع العصب الواصل "العصب الحائر" بين القلب والمعدة، بالإضافة لإصابته بفتق في الحجاب الحاجز، ثم اضطر إلى استئصال الطحال، كما أنه يعاني ارتجاعًا بالمريء.
تكالبت عليه الأمراض ما تسبَّب في عدم قدرته على تناول الطعام، وبالتدريج فقَد الشهية، بجانب مضاعفات صحية وضعف عام، نتَج عنه عدم قدرة على الحركة والتنقل أو السفر.
يقول "السيد": لم أعد بنفس القوة السابقة، وعملي شاق، كـ"فني تجميع" بمصنع السيارات، لذلك لجأتُ للجنة العجز الطبي بالتأمين الصحي في العاشر من رمضان، حتى أسوِّي معاشي مبكرًا، وأخرج بإعفاء طبي من الشركة، مع صرف معاشي الذي تحدده وفق اللوائح؛ لأتمكن من الإنفاق على أسرتي.
وتابع: فوجئت بأن رئيس لجنة العجز الطبي أعد لي تقريرًا ذكر فيه حالة مرَضية واحدة، وهي "استئصال الطحال"، متغافلًا باقي التفاصيل، ومختتمًا تقريره الطبي بـ"عودة إلى العمل، ولا مانع من عمله كـ"فني تجميع".
وتساءل "السيد": لصالح مَن يطالب الطبيب بعودتي للعمل، أصحاب الشركة، أم التأمينات؟ ولماذا حرمني من حقي في معاش مبكر؟.. أنا أذهب يوميًّا للعمل، بحس إني بموت مع كل حركة، لم أعد قادرًا.
ووجّه الرجل رسالته لكل من يستطع مساعدته قائلًا: أنا مش مستني فلوس ولا مساعدة، أنا محتاج أطلع معاش مبكر وبالقدر الذي ستوافق عليه الشركة، علشان أولادي يعيشوا.
