الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وجعتنا «الإنجازات»!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تذكرة المترو نموذج لتفكير الحكومة.. الفقراء ليسوا فى الحسبان.. لأنه لا خطة محكمة، ولا تدريج فى «الإصلاح الاقتصادى»، الفقراء «ضجوا» من الإصلاح الاقتصادى، «الإنجازات» أكلت ميزانية بيوت محدودى الدخل، أضافت الحكومة فئات أخرى إلى أصحاب الدخل المنخفض، فى حين كلامها مستمر عن عدم المساس بأصحاب الدخل المنخفض! 
كله كلام، كلام الحكومة كثير.. و«الإصلاح الاقتصادى» على ودنه، زيادة تذكرة المترو نموذج لأخطاء حكومية مستمرة فى حق «الفقراء».. زيادة المترو أزمة لو تعلمون. 
آخر الأخبار: بيقولك.. وقف رئيس شركة المترو يبيع تذاكر بمحطة رمسيس ليتعرف على ردود فعل الركاب، اعتبرها الناس «حركة» من حركات الحكومة.. حركة من المسئولين معتادة لاستهلاك الإعلام.. وتصاوير الصحف والذى منه، صحيح.. صدرت الصحف صباح اليوم التالى لإعلان زيادة التذكرة.. وصور رئيس المترو مبتسمًا فى شباك التذاكر، زادت التذاكر، لم يقل رئيس المترو كيف كانت ردود أفعال رواد المترو. 
لو كانت الحكومة تريد الإنصاف.. كان استقصاء آراء الركاب فى زيادة التذكرة.. يحدث قبل رفع ثمن التذكرة. لم يحدث.. زادت التذاكر، بصرف النظر عن ردود الفعل، لذلك صدرت صحف اليوم التالى خالية من تعليقات رئيس المترو عن ردود الفعل من ركاب المترو. 
إن جيت للحق.. ردود الأفعال ليست على ما يرام. الكلام كثير عن زيادة فى معاناة محدودى الدخل، اضرب ميزانية المواصلات فى «اثنين» وزير النقل قال إن الزيادة لن يشعر بها أحد.
هذا ليس صحيحًا، جنيه زيادة على أجرة كانت جنيه فى الأساس «تضلع» ناس كتير. وزير النقل قال إن الجنيه لم يعد على قوته الشرائية.. لذلك فإن سعر التذكرة «مش هيفرق». 
الكلام ليس صحيحًا مرة ثانية.. إذا كانت قوة الجنيه الشرائية ضعيفة، فالأولى أن تعتبر الحكومة بعض الخدمات «خطا أحمر». الإصلاح الاقتصادى مطلوب.. وضرورى.. لا يختلف أحد، لكن التدرج فى سياسات الإصلاح أيضا مطلوب ومهم. سياسات الإصلاح نفسها واجب تتلازم مع إجراءات لإصلاح دخل المواطن.. على الأقل إعانة أصحاب الدخل المنخفض على الدخل المنفخض.. هذا لم يحدث.. كأن الحكومة لا تفكر. 
فى تقرير منشور، قال أب إن ميزانية مواصلاته وأسرته زادت الضعف، هم أربعة.. بربعمائة جنيه زيادة شهريًا. قالك: أجيب منين الزيادة. قال: المترو كان أرخص من الأتوبيس.. الآن كله بالغلا والكوى.. شكك الرجل فى عمل الحكومة لصالح الفقير. عنده حق.. الحكومة فى وادٍ.. ومحدود الدخل فى وادٍ. الحكومة مستمرة فى الكلام عن الإصلاحات.. من قال إن الإصلاحات تبدأ على حساب الفقراء؟ 
فى مجلس النواب قالوا كلامًا كثيرًا.. أغلبه ضد الحكومة، وضد رفع سعر تعريفة المترو.. كيف مررت الحكومة إذن السعر الجديد.. وسط معارضة نواب الشعب؟ 
ما علينا.. ليس موضوعنا.. الموضوع اتهام لوزارة النقل بالاستسهال، قالوا كان أمام الوزارة خيارات أخرى لزيادة موارد «المترو» لم تلجأ إليها.. كان ممكن التوسع فى تأجير أكشاك ومنافذ بيع.. مكتبات.. سلاسل مطاعم.. كان ممكن تأجير مزيد من لوحات الإعلانات على أسوار المحطات.. ممكن طبع إعلانات على التذكرة أسوة بدول العالم.. كلها زيادة موارد بلا زيادة فى سعر «الركوب». 
كلها أفكار حديثة ومطروحة أهملتها الوزارة، لجأت لزيادة العبء على المواطنين، المواطن أسهل الحلول عند شريف إسماعيل.. فجأة رفعوا سعر التذكرة، نفس فجأة رفع قيمة الكهرباء.. ونفس طريقة زيادة أسعار المياه فى البيوت. بزيادة إنجازات.. المواطن البسيط تعب إصلاحات!