الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"ماكيير" الرئيس الأسبق وأشهر النجوم يفتح خزائن أسراره لـ"البوابة نيوز".. "عشوب": "مبارك" طرد كونداليزا رايس من القصر أمام عيني.. و"السيسي" أنقذ مصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو دكتور من نوع خاص ساهم بفنه وأنامله فى صنع العديد من نجوم الصف الأول، فعندما نتحدث عنه، فهو جزء من تاريخ القوة الناعمة لمصر ويعتبر الصندوق الأسود لمعظم رؤساء الدولة وفنانى الزمن الجميل الذين عاصرهم.. إنه الخبير السينمائى محمد عشوب.
نشأ فى أسرة دينية، فوالده كان إمام مسجد فى السيدة زينب، وينتمى إلى عائلة أزهرية وقضى طفولته فى حى الروضة بمنطقة المنيل، وبعد الثانوية العامة التحق بكلية الزراعة، وسلك طريقه إلى فن الماكيير.. فعندما كان فى المدرسة عشق الرسم، التقته «البوابة نيوز» فى حوار خاص.. حاولنا الاقتراب منه أكثر لنعرف كيف أصبح هذا الرجل، بدون أى حواجز فتح عقله لنا، كاشفًا أسرارًا كثيرة يباح بها لأول مرة.



■ كيف دخلت مجال الماكيير؟ وما أول فيلم عملت فيه؟ 
- عندما كنت فى المرحلة الثانوية، تعرفت على المخرج حسام الدين مصطفى، أثناء تصويره فيلم «بقايا عذراء»، وتوطدت العلاقة بينا، وفى أثناء التصوير طلب من الماكيير الخاص به تعليمى الماكياج، واستغربت وقتها، وفى أحد لقاءاتى معه سألته لماذا اخترت هذا الطريق لى؟، فقال شعرت أنك فنان ولديك حساسية مفرطة، وتنبأ أن أكون من أشهر خبراء الماكيير فى مصر، ومع مرور السنين اختارنى ماكيير فى فيلم الباطنية، وحقق الفيلم نجاحًا جماهيرًا كبيرًا، وحصلت على جائزة الدولة، ثم توالت بعد ذلك الجوائز والتكريمات. وأتقنت المهنة على يد خبيري المكياج سيد محمد وحمدى رأفت، ونمّيا لدى موهبة فن الماكياج بكل أنواعه، وطورت من ذاتى وتعلمت وقرأت كثيرًا حتى تمكنت من استخدام خامات الماكياج وأدوات التجميل من جميع أنحاء العالم. 
■ تعاملت مع نجوم الصف الأول.. ما ذكرياتك معهم؟ 
- عبدالحليم حافظ ورشدى أباظة كانا أكثر من صديق وأكثر من أخ، وفؤاد المهندس كان أبًا روحيًا لى. 
■ قلت إن سعاد حسنى كانت ذكية فى عملها.. ولكن حياتها الخاصة عكس ذلك.. ماذا تقصد؟
- سعاد كانت تتصف بالذكاء والدهاء، ولكن فى حياتها الخاصة عكس ذلك، بدليل أن زيجاتها كانت كلها فاشلة، ويمكن الحب الوحيد كان فى حياتها على بدرخان، وللأسف والدته كانت رافضه زواجه منها تمامًا، لأنها كانت تريد أن يتزوج وينجب من إحدى بنات العائلة.
■ هل أحب العندليب سعاد حسنى وتزوجها؟
- عبدالحليم حافظ كان لا يحب إلا نفسه فقط، وأحب واحدة فقط وهى «جيجى»، وقبل وفاته أحب فنانة غير سعاد، ما زال على قيد الحياة، ولا أريد ذكر اسمها، وكان يتمنى أن يتزوجها، وتم الاتفاق بالفعل على الزواج، بعد عودته من فرنسا وإجراء العملية، ولكن القدر قال كلمته وأسدل الستار على حياته.


■ تظل شخصية أحمد زكى فى السادات عالقة فى الأذهان.. كيف استطعت إخراجها بتلك الطريقة؟
- عندما شاهدت السيدة سكينة السادات، أحمد زكى لأول مرة فى منزلها، بمكياج السادات، شهقت والدموع ترقرقت فى عينيها، وقالت هو السادات بعينه، ويكفينى شرفًا هذه الشهادة.
■ عاصرت عددًا من الرؤساء.. فى رأيك من أفضل من حكم مصر؟
- منذ الملك فؤاد حتى السيسى كل رئيس تولى حكم مصر بالتأكيد لديه إيجابيات وسلبيات، فمثلًا الملك فاروق كان رمزًا من رموز مصر وأعظم الأشخاص الذين أحبوا البلد والخيرات كانت فى البلاد، والذين قالوا إنه فاسد يريدون تشويه صورته، ففى شهر رمضان الكريم كان يقوم بعمل مائدة إفطار للجميع يوميًا وكان على رأسها ويتناول الإفطار مع عامة الشعب.
وما حدث لمحمد نجيب مؤسف للغاية وبالفعل ينطبق عليه «لا كرامة لنبى فى وطنه»، أما عصر الرئيس السادات فكان بداية الأمل.
■ كنت الماكيير الخاص للرئيس مبارك.. كيف كنت تتعامل معه؟
- بصراحة مبارك متواضع للغاية ويحب الجميع.. وله مواقف إنسانية عديدة.. وكنت أسير معه فى القصر يومًا ما.. وأنا وراءه، وكان هناك أحد ضباط الحرس الجمهورى، ولاحظ مبارك أن وجهه شاحب، فقال له باللهجة العسكرية استرح.. ثم مد يده على جبينه ومسح العرق بيديه، فقمت بإخراج منديل من جيبى، واعتقدت أنه سوف يعطيه للضابط، فاستكمل مسح العرق بالمنديل بنفسه، ونادى الطبيب ومحمد هانى، مدير الحرس الجمهورى، وقال له بكل عصبية: الولد تعبان، وكان يتحدث عنه كابنه وطبطب على كتفه، وقال لهم اكشفوا عليه على الفور ثم طمنونى عليه. 
■ هل كنت تشعر بالرهبة أثناء عمل المكياج لمبارك؟
- إطلاقًا لم أشعر بالخوف أو الرهبة أثناء وضعى للمكياج له أو عندما أتعامل معه، كنت أنسى أنه الرئيس، وأشعر أننى أمام إنسان عادى أو صديقى وأتبادل الضحكات والنكات معه، وإذا لم أقم بعمل ذلك وشعرت للحظة أننى أمام الرئيس لن أستطيع أن أضع يدى على وجهه.


■ ماذا كان يدور بينك وبينه عندما تقابله؟
- كنت أتحدث معه بكل شجاعة فى كل شىء، وكان يتبادل الحديث معى، لدرجة أنه كان لا يصدقنى أحيانًا بسبب الحاشية التى حوله، التي فرضت سياجًَا حديديًا حول الرئيس، وكانت تقول له كله تمام يا ريس، مثلما حدث بالضبط فى فيلم «طباخ الريس» فهذا الفيلم كان قصتى، وما عرض فيه حقيقى.
وفى القصر تصيد لى زكريا عزمى الأخطاء، خاصة بعد الصورة التى التقطها مع مبارك، وقال لى أشخاص بعينهم نصًا «لو اختلفت مع زكريا عزمى اخلع من القصر أحسن يجيب لك مصيبة دون أن تدرى».
■ هل كان جمال مبارك وزوجته سببًا فى الإطاحة بك من القصر؟
- لا.. إطلاقًا جمال ليست له علاقة بتركى للقصر، فبعد التقاطى صورًا مع مبارك، جاء لى شخص من القصر هنا فى مكتبى، وكان يريد إزالة الصور، وبعد العديد من الضغوط.. قمت بترك القصر وبعد ذلك قاموا بالاتصال بى بناءً على طلب الرئيس، وأبلغتهم وقتذاك بأننى مسافر خارج مصر.
■ هل حدث خلاف بينك وبين أنس الفقى؟
- أنس الفقى كان أخًا لى وصديقى، وأنا أحبه على المستوى الشخصى، فكان وزير إعلام مثقفًا، وهو كان حزينًا للغاية بسبب ما حدث معى آنذاك.
■ بحكم وجودك فى القصر.. ماذا حدث مع كوندوليزا رايس؟
- مبارك رفض أن تتحكم فيه أمريكا، وجاءت له كوندوليزا رايس، وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السابقة، فى يوم من الأيام، وقالت له نصًا إن هناك تعليمات من جورج بوش رئيس أمريكا آنذاك بإجراء تغييرات فى مصر وأن يتحكموا فيها، فرفض بشدة حديثها وقال لها كلمة واحدة فقط: الزيارة انتهت، ولا أحد على وجه الأرض سوف يتحكم فى مصر وبلدى قط ولا جورج ولا غيره.
وقالت له إن لديها ميعادا مع سفيرة أمريكا بترسون، فرد عليها أنها سوف تتم مقابلتك بها على المطار، ولا أحد يعلم ذلك وطردت أشد طردة.. وذهبت بالتأكيد إلى الولايات المتحدة وتحمل ضغينة فى نفسها من شدة معاملة مبارك لها، وبدأت هى فى التخطيط لمصر وتدميرها، وجندت الخائن العميل وائل غنيم المتزوج من يهودية، وبدأ يلعب على أوتار الشعب المصرى فقامت الثورات. 
■ هل ترى أن مبارك أخطأ أم تعرض للظلم والتهميش؟
- حسنى مبارك أخطأ فى أشياء كثيرة، فبعد وفاة حفيده، كان موته له تأثير بالغ عليه، وبمعنى أصح مبارك اتكسر بعد وفاته، وكان مغيبًا تمامًا عن الحياة حتى إعلاميًا.. وكانت البطانة التى حوله تدير البلاد وليس هو، ولكنه أخطأ عندما أبقي أحمد نظيف فى منصب رئاسة الوزارة لمدة تزيد علي ١٠ سنوات فهذا خطأ جوهرى وكذلك وزير الداخلية وغيرهما.
■ ما رأيك فى حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- السيسى بلا شك قائد عظيم ورجل اصطفاه الله لإنقاذ هذا البلد من النفق المظلم، ورغم أنه رجل عسكرى، لكنه استطاع أن يتأقلم مع الحالة السياسية والوطنية والإنسانية، وتحول من رجل عسكرى إلى رجل مدنى فى لحظة من أصعب اللحظات التى كانت تعيشها مصر، وقام بإنقاذنا من الدمار. فالسيسى رجل أصيل ولا يحب المزايدة على شعبه أبدًا، فلا بد أن نقف معه أكثر من ذلك وخاصة الإعلام. 


■ برنامجك «ممنوع من العرض».. كيف جاءتك الفكرة؟ 
- هذا البرنامج كنت مخططًا له سابقًا وفكرتى والمنتج الكبير أحمد عبدالعاطى تولى الأمر وتبنى البرنامج، وفى البداية تم ترشيح المخرج العظيم محمد جمعة، وقام بعمل البرومو الخاص به، ثم فوجئت قبل التنفيذ بتغيير جمعة، وأتى مكان المخرج عمر زهران، ومن المفترض كان صديقًا لى من زمان ولكن للأسف خذلنى، فالبرنامج كان له شكل مختلف غير ذلك تمامًا ورؤيته فاشلة وسبب دمار وخراب البرنامج وعندما غضبت أعاد عبدالعاطى مونتاج هذا البرنامج وحاول إرضائى وأوضح شىء رؤية جمعة للبرومو هو الذى بسببه تم تسويق البرنامج وليس زهران، وأود أن أقدم جزيل الشكر للمنتج أحمد عبدالعاطى. 
■ قمت بإنتاج أكثر من عمل.. لماذا لا تنتج الآن؟
- وأين الإنتاج إساسًا؟! العالم فى الخارج ينظر إلى مصر كأنها بلد إرهاب وخراب، بسبب الحملات الإعلامية ضد البلد، ولا يوجد من يقوم باستقطاب فيلم عالمى والرقابة تعطله من ناحية إجراءات التصوير، لذلك يلجأ الأجانب الآن إلى الدول العربية والخليجية مثل المغرب، وكل مكان فى مصر يجب أن يظهر عالميًا يتم تعطيله، فلا بد على جميع الجهات أن تقدم جميع التسهيلات للنجم العالمى كى نوضح للعالم صورة مصر، وأنه بلد الأمن والأمان، وأتمنى هذا الكلام يصل إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى لأننا بالفعل فى أزمة وكارثة حقيقية، وأقوم بالتحضير لفيلم عالمى اسمه «المسيح والآخر» وسوف يكون مفاجأة للجميع. 
■ فى رأيك كيف نستطيع الخروج من تلك الأزمة؟
- لا بد أن يكون هناك مجلس أعلى لتقييم الأفلام العالمية فى مصر ووضع ميثاق شرف يتم توزيعه على جميع الجهات الفنية والأماكن الفنية فى جميع أنحاء العالم بداية من أمريكا وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا ونقول لهم من خلال ذلك إننا نقدم لكم جميع التسهيلات.
■ فى النهاية.. ماذا عن عشوب الزوج والأب الذى لا نعرفه؟ 
- زوجتى يونانية وتزوجتها وعمرها ١٦ عامًا ودرست الثانوية واستكملت الجامعة وهى معى، وحصلت على ليسانس آداب قسم لغة يونانية ودكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف، وهى حاليا دكتورة فى جامعة الأزهر ومنتدبة من وزارة التعليم اليونانى، ومرشحة الآن لمنصب الملحق الثقافى اليونانى فى مصر، ولدى ابن اسمه عادل خريج كلية الحقوق.