الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مجزرة "الموصل الجديدة".. العراق في مأزق و"التحالف" يتبرأ.. وزير الدفاع يأمر بفتح تحقيقات عاجلة.. ورئيس "النواب" يدعو لجلسة طارئة الثلاثاء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاءت مجزرة الموصل الأخيرة التي سقط فيها أكثر من 200 مدني من الأبرياء جراء غارة جوية نفذتها طائرات قوات التحالف الدولي في العراق لتضع الحكومة العراقية في مأزق شديد وحرج بالغ بعد أن تناولت المنظمات الحقوقية وأجهزة الإعلام العالمية القضية التي نفى "التحالف الدولي" أن يكون له أي ذنب في ارتكابها، ملقيًا بالمسئولية على الجانب العراقي، إذ أقر قادة التحالف بأن العملية تمت بناء على طلب من الجانب العراقي.
كانت طائرات التحالف الدولي، بقيادة أمريكا، قد نفذت غارتها الجوية، الخميس الماضي، في إطار المرحلة الثالثة لعمليات تحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي في غرب الموصل، وقد سقط أكثر من 220 مدنيًا نتيجة الغارات الجوية في مشهد إنساني مروع.
وقد قامت السلطات الأمريكية بفتح تحقيق حول ملابسات الحادث المفجع، حيث اعترف "التحالف" بأن العملية الجوية تمت بناء على طلب من الجيش العراقي.
وقال التحالف في بيان له: "بعد الاستعراض الأولي لبيانات الضربات، ضربت قوات التحالف مقاتلين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية ومعداتهم بناء على طلب من القوات العراقية في 17 مارس في غرب الموصل في الموقع الذي قيل إن ضحايا مدنيين سقطوا".
وأشار بيان التحالف إلى احتمال سقوط 220 قتيلًا بشكل غير متعمد خلال ضربات جوية لقوات التحالف منذ بداية مارس، لكنه أكد أن باقي الحوادث لا تزال قيد التحقيق.
وقد استنفرت الحكومة العراقية وأجهزة الدولية على خلفية الحادث المفجع، ما دفع وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي لإصدار أوامره بفتح تحقيقات عاجلة بشأن سقوط ضحايا من المدنيين في حي الموصل الجديدة، غرب مدينة الموصل، بالساحل الأيمن للمدينة التي يجرى تطهيرها من تنظيم داعش الإرهابي.
كان أسامة النجيفي، نائب الرئيس العراقي، قد شن هجومًا لاذعًا على المسئولين الأمنيين متهمهم بالتقصير وعدم تحملهم للمسئولية الكاملة، متهمًا أجهزة الدفاع المدني بالقصور وانعدام الإمكانيات اللازمة لإنقاذ وانتشال الأهالي في غرب الموصل، كما كشف عن أن قاعدة البيانات الموجودة قديمة وتم استغلالها من قبل "داعش"، حيث بها أسماء لأناس غير مطلوبين أمنيًا، وتم الوشاية بهم من قبل "داعش"، وعلى العكس فهناك عناصر متورطة مع "داعش" وتم تهربيها.
وكشف "النجيفي" عن أن الحسابات من قبل القوات العراقية لم تكن كما أثبته الواقع، حيث ظنوا أن أعداد النازحين ستكون قليلة، بينما المفاجأة كانت من هول الأعداد الكبيرة للنازحين التي لم يتمكن الجيش العراقي التعامل معهم ونقلهم بحسب ما أعلنه "النجيفي" بلغة غاضبة.
من جانبه دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، القادة الأمنيين لتقديم تقارير عاجلة حول مجزرة الموصل الجديدة، قبل جلسة البرلمان الطارئة، التي ستقام يوم الثلاثاء المقبل، وذلك بعد أن دعا "الجبوري" النواب العراقيين إلى عقد جلسة طارئة، بعد غد الثلاثاء، لبحث مجزرة الموصل الجديدة.
وكان "الجبوري" قد أصدر بيانًا أكد فيه "أن ما يحدث في الساحل الأيمن من الموصل خطير جدًا وعلى الجهات الأمنية تقديم تقاريرها حول أسباب سقوط مئات المدنيين الأبرياء".
كما طالب "الجبوري" الجهات المسئولة عن الملف الأمني بـ"تقديم تقارير سريعة وعاجلة إلى مجلس النواب تتضمن مجريات ما يحدث في الساحل الأيمن من مدينة الموصل وأسباب سقوط مئات المدنيين الأبرياء خلال المعارك".
كما دعا "الجبوري" منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية لـ"متابعة الموضوع وإعداد تقارير خاصة بذلك من أجل الاطلاع على الحقيقة ومعرفة من المسئول عن سقوط هذه الأعداد الكبيرة من المدنيين".
وحول ردود الأفعال الدولية أعربت منظمة الأمم المتحدة عن بالغ قلقها عما يجرى في غرب الموصل وعن انتشار معلومات تفيد قيام فرق الدفاع المدني بمعاونة الأهالي بانتشال حوالي 500 جثة وقعوا ضحايا جراء العمليات العسكرية بالموصل في الأيام الأخيرة جراء القصف الجوي لطائرات قوات التحالف الدولي.