الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

التسول بـ"المقشة".. ظاهرة عمال النظافة في الشوارع.. عامل: نموت بالبطيء ونتقاضى 600 جنيه راتبًا ومثلها صدقات من أهل الخير.. نعمل بعقود مؤقتة دون تأمينات أو رعاية صحية.. و"نص جنيه" بدل وجبة يوميًّا

عمال نظافة
عمال نظافة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جزء كبير من أزمة النظافة في مصر سببها العامل، حقوق ضائعة، منسي، مهمل، مذموم، مطرود من الرعاية الحكومية، مضطهد في الشارع من النظرات المتدنية من قِبل المارة بسبب هيئته الرثة والروائح المنبعثة من زيه الرسمي، يوميًا يعيش المعاناة في الشوارع، ينظف ساعة ويتسول خمس، يحاول أن يعوض نقص مرتبه الهزيل الذي لم يتجاوز الـ600 جنيه شهريًا، أحدهم قال: نعيش على صدقات أهل الخير في ظل عمل بعقود مؤقتة دون تأمينات أو رعاية صحية أو اجتماعية، ويصرف لنا نص جنيه يوميًا بدل وجبة! 



ويشير بند الرواتب إلى أنها تتراوح بين 350 جنيهًا و600 جنيه ولا تزيد على 1200 جنيه لمن يعمل بالهيئة العامة للنظافة، أغلبهم عقودهم مؤقتة وتابعة لصندوق المحافظة، يتقاضون رواتبهم كل شهرين أو ثلاثة، يتعرضون للإصابات نتيجة تعاملهم مع القمامة المليئة بالزجاج والسرنجات الملوثة بالأمراض وغيرها من الكوارث دون تأمين صحى، يعيشون على فتات صندوق المحافظات، وأغلبهم يعيش على الصدقات ليكمل شهره وينفق على أبنائه.
وحكى شعبان أمين، عامل نظافة بأحد مراكز جنوب الجيزة، أنه يعمل مع مجموعة من العمال منذ أكثر من 4 سنوات دون أي حقوق لهم أو تثبيت ولكن بعقد مؤقت يحصلون على رواتبهم من صندوق المحافظة كل ثلاثة أشهر، مؤكدًا أن راتبه 560 جنيهًا فقط لا غير وأنه يصبر على الراتب لحين أن يتم تثبيته قائلًا: "أهي وظيفة حكومة عشان مستقبل العيال".
وأضاف أنه يتقاضى راتبه كل شهرين أو ثلاثة شهر من مجلس المدينة التابع له، موضحًا أن راتبه لا يكفى حتى العيش الحاف، إلا أنه بعد انتهاء وقت العمل الرسمية يقوم بالعمل كعامل على سيارة كسح خاصة تقوم بنزح بيارات الصرف الصحى حتى يستطيع أن يكمل مصاريف أبنائه الـ4 بقية الشهر.
وقال سيد عبدالعال، 41 عامًا، مقيم بالجيزة، إن لديه خمسة أبناء ويعمل منذ 7 سنوات فى إحدى شركات النظافة فى منطقة القاهرة وكان يتقاضى راتبًا 600 جنيه حتى أصبح راتبه 800 جنيه فقط، مؤكدًا أنها لا تكفى حتى لعشرة أيام فى الشهر ولكنه يعيش على الصدقات التي يتلقاها من ساكني العمارات فى الشوارع التى يعمل بها فى القاهرة.
وقال عبدالعال، السكان يعرفونه جيدًا ويحبونه ويتعاملون معه بحنية ورفق وكثيرًا ما يأتون إليه بشكل يومي بالطعام والشراب ليقوم بتناوله مع زملائه الذين معه بنفس الشوارع التي ينظفها، هذا بالإضافة الى أن البعض يعطيه بعض الصدقات المالية ليكمل بها شهره وينفق على أبنائه قائلا: "ربنا كبير ومبينساش حد ولو علي المرتب كنا اتجننا".


بينما جابر عبدالرحمن، 45 عامًا، عامل نظافة، قال إن لديه 4 أبناء، أكبرهم فى الجامعة وأصغرهم فى المرحلة الابتدائية، ويعيش فى منزل والده مع إخوته فى أوسيم، وأنه يتقاضى 1200 جنيه وهو مرتب غير كافٍ بالمرة حتى ينفق على أبنائه، مؤكدًا أن بعض الناس يشمئزون منه هو وزملائه أثناء المرور بجانبهم بل منهم من يسد أنفه وكأنه يحتقرنا، موضحًا أن الغالبية العظمى من الناس يتعاملون معنا بكل إنسانية واحترام بل الكثير منهم يعطوننا طعامًا وشرابًا ويتصدقون علينا ببعض المال، مؤكدًا أنهم لا يعتمدون على الراتب الضئيل فى تربية أبنائهم، منهم من يعمل بعد انتهاء وقت عمله فى عمل آخر".
وأوضح محمد حسن، عامل نظافة بالأقصر، أن أسوأ شيء نتعرض له هو معاملة رؤسائنا فهم يتعاملون معنا وكأننا صراصير ليس لنا أى حقوق، مضيفا أنه يتقاضى 567 جنيهًا راتبا منذ أن عمل بها فى عام 2009 وما زال بالعقد لم يتم تثبيته حتى اليوم، وتابع: "عندما قمنا بعمل وقفة احتجاجية مطالبين بتثبيتنا قاموا بتحويلنا بالكامل الى النيابة الإدارية وحققوا معنا"، مضيفا، لا نتأخر على أداء العمل، نحمل الميتة والقمامة وننظف الاشياء ذات الروائح المتعفنة والكريهة والزجاج وغيره من الاشياء.
وقال محمود راضي، 37 سنة، عامل نظافة بالقاهرة، إنه يتقاضى 800 جنيه راتبًا، وأن المسئولين يتعاملون معنا أسوأ تعامل فقد يطلبون منا أن نقف لهم عند مرور رئيس الحى أو أي مسؤول بالمحافظة فى الشارع رغم اننا انتهينا من عملنا ويحظرون علينا بعد انتهاء عملنا أن نجلس لنرتاح وكأننا عبيد ونعمل فى السخرة.
وتابع راضي، انهم يتعرضون للموت بالبطيء يوميا بسبب ما يتعرضون له من إصابات من الزجاج الموجود بالقمامة أو السرنجات الملوثة بالدماء، مؤكدا بعض العمال أصيبوا بمرض السل، هذا الى جانب الأمراض الصدرية.



وقال مسئول بالمحليات رفض ذكر اسمه، إن عمال النظافة أكثر المضطهدين في الدولة، لا يأخذون حقوقهم كاملة وعقودهم مؤقتة يمكن إلغائها فى أي وقت حيث يتقاضى بعض العمال 600 جنيه شهريًا وآخرون 750 جنيهًا وهم على عقود مؤقتة والذين لم يوقعوا عقودا رواتبهم 350 جنيها وحياتهم تسير علي مرتبات هزيلة كل كل شهرين أو ثلاثة وهم غير تابعين لهيئة النظافة ولا الكادر الوظيفي الحكومي قائلا: اغلبهم يعيشون على صدقة الشوارع.
وقال مختار أبو الفتوح، أمين عام اللجنة النقابية للعاملين بهيئة نظافة الجيزة، ان عامل النظافة يصل راتبه الى 1200 جنيه ويتقاضى بدل مخاطر وله تأمين صحى وبدل وجبة نصف جنيه فى اليوم ليصل الى بدل وجبة 15 جنيهصا شهريا وقد طالبا من قبل بزيادة بدل الوجبة الى 10 جنيه فى اليوم لتصل الى 300 جنيه شهريا لكن لم تتم الاستجابة.
أضاف ابو الفتوح، أن عمال القمامة مؤمن عليهم تأمين صحى ويأتي اليهم فى الهيئة قوافل طبية، مضيفا أن العامل معرض للمخاطر الصحية بما يتعرض له من قمامة، مطالبا بمساواتهم بعمال الصرف الصحي والمرافق الذين يتقاضون رواتب أعلى، لتحسين اوضاعهم.