الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"العواري": الدواعش مفسدون في الأرض.. والشيعة فرقة مسلمة

دافع عن وسطية الأزهر

الدكتور عبدالفتاح
الدكتور عبدالفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصف الدكتور عبدالفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، مناهج الأزهر الخاصة بمرحلة التعليم قبل الجامعى، بأنها مناهج وسطية خرّجت علماء قادوا تاريخ النضال والتحرر فى مصر.
وهاجم العوارى فكر تنظيم داعش، مضيفا أنه لا يمت بصلة للشريعة الإسلامية التى تقبل التعايش مع الآخر، واصفًا الدواعش أنهم مفسدون فى الأرض.
ونفى العوارى انتشار ظاهرة الإلحاد فى مصر، مطالبًا الدولة بتوفير الدعم المالى والدرجات المناسبة لمجمع البحوث والأوقاف كى تمكنهم من أداء مهمتهم. جاء ذلك خلال الحوار الذى أجرته «البوابة» مع الدكتور عبدالفتاح العوارى.. وإلى نص الحوار.
■ بداية.. كيف يمكن الرد على منتقدى مناهج الأزهر ووصفها بالتطرف؟
- مناهج الأزهر الخاصة بمرحلة التعليم قبل الجامعى، تربينا نحن ومشايخنا عليها، وهى مناهج وسطية خرّجت علماء قادوا تاريخ النضال والتحرر فى مصر منهم محمد عبده، ورفاعة الطهطاوى، والشيخ حسن العطار، كل هؤلاء تربوا على تلك المناهج التى نربى عليها أبناءنا الآن، فكانت تنمى عند هؤلاء وتربى عندهم وسطية الإسلام، وتعطيهم جرعة قوية فى قيمة الوطن والمحافظة عليه، وكيف يكون الدفاع عنه جزءا من عقيدة المسلم، ومن هنا بذل هؤلاء العلماء الوطنيون الغالي والنفيس حتى حرروا بلادهم من الاستعمار، كل هؤلاء ثقافتهم أزهرية محضة وتربوا على مناهج الأزهر، تلك المناهج الوسطية التى أنتجت تلك العقول النيرة.
وحينما تعود إلى تاريخ الأزهر، تجد كثيرًا من قادة الأمم فى العالم الإسلامى من خريجى كليات الأزهر «أصول الدين، الشريعة، اللغة العربية»..إلخ، فكثير من ملوك العالم ورؤسائه تخرجوا فى هذه البوتقة وتربوا على المناهج التى تتهم الآن بأنها متشددة، بل إن كثيرًا من الدول الإسلامية تقر أن خريجى الأزهر من أبنائها أسهموا بجهد كبير فى تنمية مجتمعاتهم مثل «ماليزيا، إندونيسيا، بروناى».. إلخ، بل إن رئيس العراق الحالى هو خريج كلية أصول الدين قسم العقيدة والفلسفة، لو كانت مناهج الأزهر ربت فيها نوعًا من التشدد لما أصبح رئيسًا للبلاد.
■ ماذا عن اتهام داعش بكونها ذات خلفية إسلامية قوامها التراث؟
- هذا ضلال مبين، الدواعش أصحاب أيديولوجية فكرية لا تمت للشريعة الإسلامية التى تقبل التعايش مع الآخر وتحتضنه، والرسول أسس أول دولة قامت على مبدأ المواطنة، لم يصمت النبى عن التآخى فقط، بل وضع وثيقة المدينة التى تنص على أن المسلمين واليهود أمة واحدة، وقرر حرية العقيدة، وأى اتهام للشريعة الإسلامية بأنها هى التي شكلت فكر الدواعش اتهام باطل، فلهم أيديولوجية سياسية كما أنهم ينفذون أجندة خارجية، يخدمون الاستعمار باسم الإسلام، والإسلام بريء من أفعال الإجرام التى يقومون بها، موقف الشريعة منهم هو أنهم مفسدون فى الأرض ومحاربون لله ولرسوله، فعلى الجميع أن يتكاتف للوقوف ضد هؤلاء.
■ كيف يدافع الأزهر عن منهجية جامعى الحديث خاصة أن البعض ينادى بتنحيتهم والاكتفاء بالقرآن؟
- إذا كانت الأمة ابتليت فى جانب بالتشدد والغلو والتطرف، فإنها ابتليت فى الجانب الآخر بالانحراف الفكرى والإلحاد والتطرف فى الهجوم على الثوابت، فمثل هذه الفئة تمثل هذا الجانب، فلدينا السنة الصحيحة الثابتة عن الرسول، والتى نقلت إلينا نقلًا متواترًا وبإسناد حسن، لذلك علماؤنا فى القديم كفونا المؤنة، فوضع علماء الأمة من موازين النقد ما لا تعرفه أمة من الأمم، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، والعلماء كما أوردوا لنا الصحيح أوردوا لنا المكذوب على الرسول، وحينما نفتح باب الطعن فى أصح الكتب بعد القرآن، أو نقبل الطعن فى الرواة الذين نقلوا الأحاديث الصحيحة البعيدة عن الغث، سنمنح هؤلاء معول هدمٍ ويفتح باب طعن على نقلة القرآن.
■ فى الآونة الأخيرة كثر الحديث عن الإلحاد داخل جامعة الأزهر خاصة فى بعض الكليات الشرعية.. ما تعليقك؟
- لم نجد فى الكليات الشرعية أو العملية طالبًا من طلاب الأزهر اتهم بالإلحاد، ووجود حفنة ظهرت على شاشات التلفاز تدعو للإلحاد أو تعتنق أفكارًا إلحادية، لا يمثل ظاهرة فى مصر، وسبب اقتناع الفكر الإلحادى ليس فى فكر الأزهر، وإنما وجدوا أبواقا وأصواتا ممولة من الخارج لاعتناق الفكر الإلحادى، كالجمعيات التى تتبنى الفكر الإلحادى فى الخارج، تلك زينت للشباب والشابات أن التحلل من قيود الدين هو النافذة الوحيدة للاستمتاع بالحياة.
■ ماذا عن الدعوات المطالبة بعزل شيخ الأزهر؟
- الأزهر الشريف فى هذه الفترة أكرمه الله بخيرة العلماء الدكتور أحمد الطيب، حيث أتى فى فترة كانت مصر أحوج ما يكون لوجود رجل حكيم مثله، ومن ينكر جهوده فهو جاحد، فشيخ الأزهر أعلن عدم دخوله أى أحزاب سياسية، وجعل من الأزهر بابًا مفتوحًا للجميع وهو مستقل بنص الدستور ومسئول عن الشريعة الإسلامية.
■ رغم كم الخريجين السنوى من الأزهر، إلا أننا نجد عجزًا فى أئمة الأوقاف.. ما سبب ذلك؟
- الأزهر والأوقاف مسئولتان عن الدعوة، إلا أن هناك أزمات مالية تحول دون التكامل بين الوعظ والأئمة فيما يخص المساجد، لذا فالدولة مطالبة بتوفير الدعم المالى والدرجات المناسبة لمجمع البحوث والأوقاف كى تمكنهم من أداء مهمتهم على أكمل وجه، وما يشاع فى الإعلام من تناقض وتنافس غير صحيح، فالأوقاف وإن كانت من الجهة الإدارية تابعة لمجلس الوزراء، إلا أنها إدارة تابعة لمؤسسة كبرى هى الأزهر الشريف وتعمل تحت لوائه.
■ ماذا عن الخطاب الدينى، واتهام المؤسسات الدينية بالتقصير؟
- الواقع الذى نعيشه خير ردٍ على من ينكر جهود المؤسسات الدينية فى مصر، خاصة فيما يتعلق بمجال التجديد، فدعوات الانتقاص مغرضة يقف وراءها مغرضون، وكلما ابتعد المرء عن الصورة الحقيقية نسج له الخيال ما يقول، أما من ينظر بحياد إلى المواقف يجد المؤتمرات التى تعقدها المؤسسات الثلاث باختلافها، إلى جانب دور بيت العائلة والقوافل والندوات وخلافه، وما نقوم به من جهود يشاركنا فيها الجيش، ومؤسسات الدولة على تنوعها، وهى جميعها تصب فى صالح ما نسعى إليه من تجديد.
■ ماذا عن قانون تنظيم الفتوى؟
- الوضع الراهن بحاجة إلى مثل تلك القوانين التى تجرم خروج غير المتخصصين على الناس يفتونهم ويشوهون أفكارهم ومعتقداتهم، وهذا القانون تحديدًا يقضى على فوضى الفضائيات، التى باتت أمرًا خطيرًا، يجعل الناس عرضة للبلبلة والتخبط بعرض الآراء المختلفة، وهم متعطشون فقط للرأى الصواب الذى يستندون إليه.
■ ماذا عن الشيعة وظهورهم فى مؤتمرات الأزهر مؤخرا، واعتراض البعض على حضورهم كونهم غير مسلمين؟
- نتعامل مع الشيعة كفرقة مسلمة، ونبين مبادئهم التى يؤمنون بها ونحذر أبناءنا منها، كونها تختلف مع منهج أهل السنة والجماعة، لكننا لا نكفرهم عملًا بقول إمامنا أبوالحسن الأشعرى حينما قال «مقالات الإسلاميين واختلاف المسلمين»، فمبادئهم يحاسبهم عليها الله، وعلينا أن نحصن أبنائنا ونحذرهم من تلك المبادئ فقط.