الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

رفيق فرج فودة يتحدث لـ"البوابة" .. "حنا": مقتل "عبدربه" في سوريا يؤكد فشل مبادرات الصلح مع الإسلاميين.. اعترافات الإخوان بالقصور "تحايل".. وأي مهادنة معهم خيانة للوطن

 إسحق حنا رفيق المفكر
إسحق حنا رفيق المفكر المعروف فرج فودة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحن أمام جيل من الإرهابيين تم تفريخه على يد مشايخ التطرُّف .. الدولة لم تتبنَّ أفكار «فودة».. ولو عاش لتحسَّر على كتاباته بعد ظهور «داعش»
عاد فرج فودة مجددًا إلى دائرة الضوء، بعد مصرع قاتله أبوالعلا عبدربه، منذ أيام، على أرض سوريا، إثر معارك بين تنظيم «أحرار الشام» الإرهابى وبين قوات الجيش السورى.
الفارق بين الواقعتين أكثر من أربعة وعشرين عامًا، إذ كان استشهاد فرج فودة أمام أعين المارة بمصر الجديدة فى القاهرة، قرب مقر الجمعية المصرية للتنوير التى أسسها، حين غادرها فى إحدى ليالى يونيو 1992، ليعترض طريقه رجلان، أطلقا عليه الرصاص، وفرا هاربَين، أحدهما الإرهابى الشاب آنذاك أبوالعلا عبدربه، والذى ظل فى السجن إلى أن أفرج عنه المعزول محمد مرسى، لينتشر خبر مصرعه فى سوريا منذ أيام.
«البوابة» التقت المهندس إسحاق حنا، المنسق العام للجمعية، والذى كان من أقرب المقربين للمفكر الراحل حتى آخر لحظات حياته، والذى أكد لنا أن وفاة «عبدربه» فى سوريا تثبت زيف كل المراجعات التى أعلن عنها الإسلاميون، بداية من مبادرة وقف العنف للجماعة الإسلامية فى الثمانينيات، وحتى الوثائق التى كشفت عنها جماعة الإخوان قبل أيام، وأقرت فيها بإخفاقاتها، فإلى نص الحوار.
■ كيف رأيت خبر وفاة أبوالعلا عبدربه فى سوريا ضمن صفوف «أحرار الشام»؟ 
- هذا بالطبع يؤكد ما كنا نقوله على مدار أعوام من أن هذه مجموعات لا تقبل الصلح، ومتشبعة بحب القتل والخراب، وأى مهادنة معهم تعنى خيانة الوطن، وإلا لماذا يغادر شخص بلده ليشارك فى خراب بلد آخر؟
■ هل وفاة «عبدربه» فى سوريا، وبهذه الطريقة، انتصار لأفكار فرج فودة؟ 
- لا أعتقد ذلك، فانتصار الأفكار يكون بتطبيقها، أو السعى لتبنيها، وهذا لم يحدث حتى الآن، سواء على المستوى الشعبى أو الرسمى، فنحن ما زلنا فى عصور ظلام. 
■ هل هذا يعنى أن الدولة المصرية لم تتبنَّ أفكارًا تنويرية من قبيل ما صاغه فرج فودة؟ 
- بالتأكيد، والدليل على ذلك أنها هادنت الجماعة الإسلامية، رغم كل ما تمارسه من تحايل، وسمحت للإخوان بلعب السياسة حتى وصلوا لرأس السلطة، وكادوا أن يهدموا الدولة، وفى المقابل ما زالت تماطل فى محاكماتهم. أىّ محاكمات تستغرق ست سنوات فى تهم خيانة ظاهرة لكل ذى عينين؟
■ إذًا، كيف ترى الوسيلة المثلى للتعامل مع متهمى الإخوان والإسلاميين عمومًا؟ 
- محاكمات ثورية تبت فى الوضع، وتكون رادعة لكل متطرف، فتمنع ظهور مزيد من المتشددين، أما الآن فنحن أمام محاكمات باهتة لا تخيف كل من يسعى لحمل السلاح أو يضر بالشعب، ونتيجة هذا ما يسمى اللجان النوعية التى تشكلت من شباب متحمس مغيب. 
■ على ذكر اللجان النوعية، هل نحن أمام جيل جديد من المتشددين؟
- للأسف هذا صحيح، فنحن أمام جيل تم تفريخه من الدروس الدينية لمشايخ التطرف، وبعض هؤلاء الشباب يعيشون بيننا، ويتخفى لحمل السلاح أو ينتظر الفرصة لمغادرة البلاد إلى سوريا أو العراق. 
■ عودة إلى الجماعة الإسلامية ومبادرتها، أنت غير واثق من صدق هذه المبادرة؟ 
- من اليوم الأول وأنا أرفضها، ولا أثق بأن يتحول شخص مقتنع بالقتل والتخريب إلى شخص سوى يتمنى الخير للناس، وللأسف نحن لا نتعلم من تاريخنا ونصدق كل من يخدعنا بكلماته، فهذه الجماعات تتقن التقية والإخفاء للعيش بيننا، لكن من داخلها تتمنى لنا الشر، وهذا فيما أعتقد، يمتد إلى ما أعلنت عنه جماعة الإخوان منذ يومين من وثائق. 
■ تقصد وثيقة تقييم أداء الجماعة فى ست سنوات، التى أعلن عنها شباب الجماعة؟
- بالضبط، فهذه الوثيقة نابعة من ذكاء إخوانى للتحايل وكسب الأرضية التى فقدوها، فهم يلعبون على العاطفة الشعبية، ويحاولون إقناع الناس بأنهم كانوا مخطئين، فيما تؤكد كل التجارب أن العنف والتطرف بات قائمًا فى وجدانهم، ولن يتخلصوا منه كما حدث مع أبوالعلا عبدربه. 
■ بعض قيادات الجماعة الإسلامية ترى «عبدربه» شهيدًا، كيف ترى ذلك؟ 
- هذا يؤكد أن جميعهم ينتظر الفرصة ليصبح جهاديًا يحمل السلاح ويقاتل الشعوب والدول، وهؤلاء الذين ينعونه ويرونه شهيدًا هم مشاريع إرهابيين يحملون لنا كراهية. 
■ إذًا، كيف نتعامل مع هؤلاء؟ 
- أولًا نتبنى أفكارًا تنويرية، ونأخذ خطوات جدية فى تجديد الخطاب الدينى، سواء المسلم أو المسيحى، لنصل إلى المعنى الحقيقى لا الشكلى للتعايش الذى طالما كان يتناوله فرج فودة فى كتبه. 
■ أخيرًا، هل ترى أن تنبؤات فرج فودة تتحقق فى زمننا هذا؟ 
- للأسف، فهو حذّر من وهم الدولة الإسلامية ومن التفسيرات المخلة للنصوص الدينية، وهو ما نعايش تبعاته الآن، بعد ظهور تنظيم «داعش».. أعتقد أنه لو كان بيننا اليوم لقال إن ما بذله من مجهود ضاع، لأنه حذّر فى كتب مثل «قبل السقوط» من سقوط وشيك فى أفكار الإسلاميين، وهو ما يحدث بالفعل فى الدول العربية عمومًا، سوريا والعراق ومصر خصوصًا.