الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فرعون مصر!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم مرور أكثر من أسبوعين على الكشف الأثرى المثير للجدل بالمطرية سواء من ناحية استخراجه بطريقة بدائية مهينة، أو من ناحية الخلاف حول تحديد هوية صاحبه حتى الآن، هل هو للملك رمسيس الثانى، فرعون موسى، أم لـ«بسماتيك الأول» مؤسس عصر النهضة؟! 
ربما يكون ذلك الجدل هو أعظم أسرار الحضارة الفرعونية القديمة، لتظل محل دراسة وتمحيص من علماء العالم حتى إن القرآن الكريم لم يذكر اسم فرعون موسى أو الرجل الذى آمن من قوم فرعون أو حتى عزيز مصر الذى اشترى يوسف ورباه فى بيته، أو امرأته التى راودت يوسف عن نفسه «زليخة» أو شخصية ملك مصر الذى جعل من يوسف أمينًا على خزائن مصر، وغير ذلك من الأمثلة الكثير، ولعل السبب.
كما يقول وزير الآثار الأسبق زاهى حواس، هو إعطاء العقل البشرى مساحة من التفكير؛ لتعقل الرواية القرآنية بدلًا من تحديدها فى نطاق أشخاص بأسمائهم، والبعد عن المعنى الشمولى للرواية، وجعلها قصة دارت أحداثها بين أشخاص بعينهم، والله أعلم.
وخلال متابعتى لما كتب عن كشف المطرية، وردود الفعل حوله، لفت نظرى رواية نشرها أحد المشايخ على صفحته، وأعجبنى ما ورد فيها من عبر وحكم وآية الله تعالى فى حياة «فرعون مصر» وموته. 
تقول الرواية: أتى شيخ إلى مصر وزار الأهرامات، وعند زيارته لمومياء فرعون كان يسمع أحد المرشدين يشرح لسياح وزوار عرب قصة هذا الفرعون بانبهار شديد، والتعلم من قصة حياته ووفاته، فاستأذن المرشد وقال له: «أحسنت أخى، ولكن هناك ١٠ حقائق تعلمتها من حكايتك عن فرعون، الأولى: أن قدر الله نافذ لا محالة، فقد ذبح آلاف الأطفال كى لا يأتى موسى، وعندما جاء رباه فى بيته!
الثانية: أن القلوب بيد الله لا بيد الناس، فعندما حرم موسى من قلب أمه، رقق الله عليه قلب زوجة فرعون وأعطاه الله فوق أمه أمًا أخرى!
الثالثة: أنه ليس بإمكان أحد أن يفسد أحدًا، ففى القصر الذى كان يقول فيه من يقول: «أنا ربكم الأعلى»، كانت آسيا فى الغرفة المجاورة تقول: سبحان ربى الأعلى!
الرابعة: أن للبيوت أسرارًا، وأن بإمكان امرأة وزوجها أن يعيشا تحت سقف واحد، ويكونا غريبين، فالذى يجمع بين الزّوجين ذات القلب لا ذات السقف.
الخامسة: أن جيشًا بكامل قوته يعجز عن رد مؤمن عن إيمانه، فلا السحرة أرهبهم جيش فرعون، ولا الماشطة أخافها زيته المغلى!
السادسة: الدم لا يصير ماء، وأن أختًا صغيرة أعادت أخاها إلى أمه حين قالت «هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ»، وأن موسى كان أخًا نبيلًا إلى الحد الذى لم يتحرَّج فيه أن يعترف بأن أخاه أفصح منه لسانًا».
السابعة: تعلمت أن العبيد يصنعون جلّاديهم بأيديهم، وأنه لم يكن بإمكان فرعون أن يمتطى ظهور قومه، لولا أنهم أناخوا وأركبوه «فاستخف قومه فأطاعوه»!
الثامنة: تعلمت أن الله إذا أراد أن ينصر عبدًا نصره بـ«عصا» لم تكن منها منفعة سوى أن يتكئ عليها، ويهش بها على غنمه، وأنه إذا أراد أن يهزم عبدًا هزمه وهو بين رجاله وجيشه!
التاسعة: كل ما فى الأرض أسباب تجرى على الناس ولا تجرى على الله، وأن النهر الذى من المفترض أن يغرق الأطفال صار «ساعى بريد» يحمل طردًا فيه طفل كان فرعون يبحث عنه! وأن البحر الذى لا يعبر إلا بالسفن عبره القوم مشيًا على الأقدام بعد أن صار طريقًا يبسًا!
العاشرة: منه تعلمت أن كل ما فى الأرض جند من جنود الله، وأنه سبحانه هو من يختار سلاح المعركة، وأن فرعون حين جاء بجيشه كان الله قادرًا على أن يأتى له بجيش مثله، لكنه أهون على الله من هذا، فقتله تعالى بالماء الذى جعل منه كل شىء حى!
سبحان الله المعجز.. سبحان الله الواحد القهار.