رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

خبير أمني: أيديولوجيا التطرف تغذيها الصراعات على ثروات أفريقيا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور زكريا عثمان رئيس المركز التشادي للدراسات الاستراتيجية أن تنظيم " بوكو حرام " المتطرف ظاهرة لن تنتهي في مناطق وسط افريقيا، لانها تجاوزت حدود أيديولوجيا التطرف وارتبطت بمصالح دول ومجموعات اقتصادية كبرى تتمحور صراعاتها حول الثروات التي تمتلكها دول القارة الافريقية، والتي أصبحت ضرورة استراتيجية فيما يمكن أن نطلق عليه " حروب النانو تكنولوجي ".
وبوكو حرام جماعة دينية نيجيرية مسلحة، وتعنى بلغة الهاوسا " تحريم التعليم الغربي، تأسست عام 2004 على يد محمد يوسف، وتشكلت من مجموعة من الطلاب، تخلوا عن الدراسة، وأقامت الجماعة قاعدة لها فى قرية كاناما بولاية يوبه شمال شرقى نيجيريا على الحدود مع النيجر، وانطلقت عملياتها الارهابية بعد مقتل مؤسسها عام 2009 لتشمل دول حوض تشاد " الكاميرون والنيجر ونيجيريا وتشاد " بالاضافة إلى مالي.
وأوضح عثمان في حوار مع موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) في انجمينا أن بوكو حرام تمثل وجها زائفا لما يطلق عليه البعض " التطرف الاسلامي "، لأن القضية أصبحت ابعد من مجرد صراع أفكار دينية أو طائفية كما بدأ، مشيرا إلى أن بوكو حرام لم تعد تنظيما واحدا تحركه معتقدات وتفسيرات للدين، وإنما أصبح ثلاثة تنظيمات تحمل نفس الاسم احداها عصابات اجرامية تمارس القتل والسرقة والاغتصاب وكل أنواع التجارة غير المشروعة.
ونوه عثمان وهو مستشار لخمس رؤساء افارقة في شئون الارهاب إلى أن وجود الصين في أفريقيا خاصة مناطق الثروات يعتبر سببا رئيسيا في تصاعد وانتشار تنظيم بوكو حرام، حيث تشتعل الصراعات بين الصين من جهة وأوروبا وامريكا من جهة لرسم مناطق النفوذ، والتمركز حول مواقع الثروات المعدنية التي تمثل سلاحا استراتيجيا يحدد معادلات القوة في المستقبل.
وكشف الخبير الأمني أن هناك 17 معدنا نفيسا تحرك مناطق الحروب في مناطق افريقيا على رأسها " اليورانيوم" المتواجد بكثرة خاصة في منطقة " أم رارين" شمال النيجر، والبترول الكثيف في منطقة شرق النيجر ومناطق "بومايا" جنوب تشاد ومناطق "تاوديني" شمالي مالي، موضحا أن هناك مادتين تمثلان عصب حروب المستقبل " النانو تكنولوجي" وهما مادة " الكولتان" و" النوبيوم"، واللتان تدخلان في معظم الصناعات التقنية الحديثة وأجهزة الاتصالات، بالاضافة إلى مادة " زيكركون" التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم.
وأشار إلى أن الصراع الديني بدأ في مرحلة الستينيات من القرن الماضي بمناطق أفريقيا خاصة نيجيريا، وأخذ طابعا طائفيا طرفاه السنة والشيعة، واستمر هذا الصراع فكريا سلميا حيث كان أتباع الصوفية يمثلون 90 في المائة بينما يمثل أتباع السلفية 10 في المائة فقط، لذلك لم يتحول الصراع إلى دوائر العنف، إلا أن تصاعد وانتشار أنصار السلفية الذين باتوا يشكلون 40 في المائة من المسلمين السنة في مناطق وسط افريقيا، بالاضافة إلى عوامل الفقر والقهر ودخول المصالح الاقتصادية على خط الصراع أدى إلى تطور الصراع ليدخل دائرة العنف الدموي.
وأعرب عثمان عن اعتقاده بأن السبب الأول في وجود حركة إسلامية بمثل هذا التطرف والتعصب في نيجيريا هو دخول حلقات أولى لجماعة الإخوان المسلمين إلى نيجيريا عبر الطلبة الإخوان العائدين من الدراسة في مصر، والذين تشبعوا بأفكار تنظيم الاخوان الذي أسس لانتشار الجماعات الإسلامية المتطرفة في بلدان عديد من العالم، حيث كانت البدايات في ظهور تنظيم "ازالة البدع واقامة السنة " بقيادة مؤسس تنظيم الاخوان في نيجيريا ابراهيم الزكزكي، ثم ظهرت حركة اليوسيفية بقيادة محمد يوسف التي تحولت إلى " بوكو حرام" لتمارس أقصى درجات العنف في عهد زعيمها الجديد ابو بكر شيكاوا، الذي أعطى البيعة لتنظيم القاعدة ثم لتنظيم داعش الارهابي.
تجدر الاشارة إلى أن تصاعد أعمال العنف في دول حوض تشاد ادى إلى تضافر جهود تلك الدول، في محاولة لتقليص نفوذ " بوكو حرام "، حيث تم تأسيس "القوة الإفريقية" رسميا في مايو 2015، بقيادة مركزية مقرها العاصمة التشادية انجامينا، وتضم أكثر من 10 آلاف مقاتل من كل من الكاميرون والنيجر ونيجيريا وتشاد وبنين.
وتغطّي القوة 3 مناطق عسكرية تمتدّ الأولى من شمالي الكاميرون وصولا إلى بحر تشاد، فيما تشمل الثانية مدينة “جامبارو” شمال شرقي نيجيريا، والثالثة في مدينة “باجا” بالحيّز الجغرافي نفسه، وكان من أهم أهداف هذه القوة خلق مناخ آمن في المناطق المتضررة من أنشطة المجموعات المسلحة، وتيسير العمليات الانسانية لمساعدة السكان المستهدفين.