الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

سبيكة الزئبق القاتلة.. تستخدم في حشو الأسنان.. سامة ومحظورة عالميًا وينتعش سوقها في العيادات الشعبية والمستشفيات الحكومية.. طبيب: سعرها رخيص.. وتقارير: تُدمر الجهاز العصبي والكلى والكبد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سبيكة الزئبق القاتلة، خطر جديد يهاجم المصري، تستخدم بكثرة في حشو الأسنان، سامة ومحظورة عالميًا وينتعش سوقها في عيادات الأطباء الخاصة والشعبية والمستشفيات الحكومية، البعض قال: "نلجأ إليها لرخص سعرها"، والبعض ردد: "مربحة ومكاسبها كثيرة"، غير أن دراسات حديثة أكدت أنها كارثة على الصحة، حيث تُدمر الجهاز العصبي والكلى وتنهي على الكبد.





وتعرف السبيكة بـ"أملغم الزئبق" وتؤكد الدرسات أنه منذ الثمانينيات والعالم حظر استخدامها لخطورتها البالغة على الصحة، وحشو أملغم الزئبق عبارة عن سبيكة من مجموعة من المعادن بها 50% من عنصر الزئبق السام والفضة بنسبة تقترب من 30% والقصدير بنسبة تصل إلى 15% ونحاس يصل إلى 8% ومعادن أخرى بنسب أقل، وهى مادة محرمة دوليًا تم منعها فى كل دول العالم إلا أنها ما زالت تستخدم فى مصر بشكل عادى جدا وفى المستشفيات الحكومية رغم تحذير منظمة الصحة العالمية من خطورة الزئبق وسُميته. 
قال سيد صادق، موظف، مقيم بالجيزة، إنه قام بحشو 5 أسنان لديه عند ثلاثة من أطباء، واستخدموا له حشو الأملغم الزئبقى ذو اللون الفضى، مؤكدًا أن حشو الضرس الواحد تكلف 150 جنيهًا و200 جنيه حسب الطبيب، موضحًا أن الطبيب لم يعرض عليه إلا هذا الحشو ولا يعلم أنه خطر ويوجد له بدائل أخرى آمنة. 
وأضاف الدكتور مصطفى ماجد، استشاري أمراض الفم والأسنان، أن حشو الأملغم الزئبقى، ما زال يستخدم فى مصر بالطبع عند بعض الأطباء وأنه لا يستخدمه إلا نادرًا جدًا ويؤكد للمريض الذى يطلبه قبل استخدامه أن له آثارًا صحية خطرة وله عيوب ومساوئ، مؤكدًا أن هناك الكثير يستخدمونه فى مصر وبكثرة.
وقال الدكتور أحمد أبو طالب، الخبير الدوائي، إن الحشو بأملغم الزئبق، هو نظريات قديمة كانت تستخدم بالفعل، موضحًا أنها غير مستخدمة حاليا فى كافة الدول المتقدمة، مشيرًا إلى أن الزئبق الموجود بالحشو يتأكل على المدى الزمنى الطويل ويؤدى إلى التسمم.
وأوضح أبو طالب، أن حشوات الأملغم عيوبها كثيرة وخطيرة لكنها رخيصة الثمن وتظل فترات طويلة فى الأسنان دون أن تتآكل، ولكن لا توجد دولة فى العالم حاليًا تستخدمه.


ولفت الدكتور هشام سرور، أستاذ الكيمياء الفيزيائية والبيئية، إلى أن الأملغم هو خلطة من الزئبق غالبا ما يكون بنسبة 50% او أكبر قليلا مع الفضة ثم يضاف اليها عناصر أخرى تكون مطحونة أشهرها صوديوم ونحاس وقصدير تضاف للزئبق السائل فتصنع مادة صلبة مقاومة للتآكل وذات خصائص ميكانيكية عالية تتحمل عمليات الأكل ومن مميزات الأملغم انه مقاوم للبكتيريا بالإضافة إلى خفض تكلفته وسهولة تشكيله من عجينة الى جسم صلب عالى المقاومة.
أضاف سرور، يرجع استعمال الأملغم من أيام الصينيين القدماء، ودائما ما كانت تثار تخوفات منه خاصة أنه يحتوى نصفه على الزئبق وهو عنصر شديد السمية وتراكمي يتراكم في دهون الجسم والكبد حتى يصل الى الجرعة المميتة ولكن أغلب الجهات العلمية كانت تؤكد أنه لا خطورة من أملغم الزئبق وأن سمية الزئبق تكون عندما يكون عنصر وحيد وسائل، أما الأملغم فهو سبيكة بخصائص مختلفة وتكون غير نشطة كيميائيًا ولكن هناك دراسات رصدت ارتفاع امراض الكلى عند أطباء الاسنان ودراسات أخرى رصدت وجود الزئبق في البان أمهات الأطفال التي عولجت أسنانها بحشوة الأملغم.
تابع سرور، أن الدراسات تؤكد أن تأثير السُمية بدأ عند تحضير الأملغم ببخار الزئبق وهو سائل وبعضها بتأثير أكسيد الزئبق واثناء تركيب الحشوة او تشكيلها، وهناك دراسة اكدت على وجود نسبة عنصر الزئبق في الدم 4 أضعاف ممن حشو أسنانهم بالأملغم عن الأصحاء الذين لم يتعرضوا لحشوات الاسنان، وقد وتابع:" شاركت انا وزملاء لى في عام 2001 فى تحليل عينات لرسالة دكتوراه كانت تأخذ عينات من لعاب ودم مرضى عولجوا بألغم الزئبق والمفاجأة أننا وجدنا اثر لعناصر عدة مثل الفضة والنحاس وان كانت كمية الزئبق الأقل في اللعاب اضعاف ما في الدم وهذا كان مؤشر على خطورة هذه الحشوة، هذا إلى جانب تحذير علماء البيئة من الاستخدام المفرط من الزئبق ويكفى ما يأتي للإنسان من الصرف الصناعي الذى يتركز فى أجسام الاسماك ثم إلى أجسامنا.
وأكد الدكتور محمد سعد، أستاذ الكيمياء الحيوية والبيئية بجامعة القاهرة، أن هناك دراسات عديدة تثبت أن الزئبق ينطلق من الحشو منها دراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية تؤكد أن حشوة واحدة من أملغم الزئبق تطلق ما بين 3 الى 17 ميكروجرام من الزئبق يوميا، مضيفا أن دراسة اخرى دانماركية أجريت على 100 امرأة و100 رجل أثبتت وجود نسب عالية من الزئبق فى دمائهم جميعا والنسبة اكبر فى من هم لديهم أكثر من 4 حشوات من املغم الزئبق فى اسنانهم.
وأكد سعد، أن هناك حشوات آمنة أخرى ورخيصة مثل حشو الأملغم لكنها آمنة منها حشو الكمبوزايت وهو خليط من مادتي الريزن والسليكا ولها لون الأسنان، مؤكدًا أن الدراسات الألمانية أكدت أنه لا بد من خلع حشوات الأملغم كل 7 سنوات إذا اضطر بعض الفقراء إلى تركيبها لخطورة انطلاق أبخرة الزئبق منها، موضحًا أن علماء أمريكيون وسويديون وألمان فحصوا جثث مجموعة من البشر كانت لديهم حشوات الأملغم فى أسنانهم فوجدوا كميات من الزئبق فى أدمغتهم.
تابع سعد، أن ظهور أعراض وتأثير الزئبق يتوقف على عمر الشخص والجرعة والغذاء الذى يستهلكه ومدة التعرض، مضيفًا أن الزئبق يسبب تدمير خلايا المخ بعد أن يتراكم بها ما يزيد من سرعة غضب الشخص وانفعاله، ويهاجم الجهاز المناعي فيصيب الشخص بأمراض الحساسية والربو وغيرها من الأمراض، وقد يؤثر الزئبق على وظائف الكلى فى تنقية الدم من السموم.
بينما الدكتور محمد عز العرب، مؤسس ورئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، أن الزئبق من المعادن الثقيلة التي لا يتخلص منها الجسم بسهولة ويترسب فى أجزاء من الجسم ويكون لها تأثيرات على الجهاز العصبي وقد تسبب الاختلال العقلي ورعشة وتؤدى إلى تدهور الكبد وقد تترسب على الكلى على المدى الطويل.
أضاف، أن الجسم لا يمكنه التخلص من المعادن الثقيلة بأي الطرق العادية وتظل به لمدة طويلة ولها تأثيراتها السلبية وتأثيرها الأكبر على الجهاز العصبي والكلى والكبد، مؤكدًا أن مصر ليس بها جهات إشرافية وتفتيش مستمر على المراكز الخاصة للتفتيش عليها والتأكد من إجراءات التعقيم.