الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

سلاح السخرية الذي أطاح بـ"مرسي وجماعته"

استخدمه المصريون على الـ«فيس بوك»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعداد: أ.د. شريف درويش اللبان: وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الإعلامية بالمركز العربي للبحوث
د. إنجى محمد سامي، حاصلة على الدكتوراه من كلية الإعلام جامعة القاهرة

صفحة «أنا إخوان.. أنا مقطف بودان» نشرت 88 كاريكاتيرًا عن «الإرهابية»
«كرسي» تعبيرًا عن السلطة.. و«الزيت والسكر» عن الرشوة السياسية.. و«الغرق» تعنى الضياع
«عادل جرجس» فضح أكاذيب الإخوان عن «القدس» بعبارة «لف وارجع تاني»

تقوم نظرية السخرية على الاستهزاء بالأشخاص، والجماعات، والأعداء الذين يدبرون المؤمرات للدولة المصرية، باستغلال ميل الشعب المصرى بطبيعته إلى السخرية، ويمكن مشاهدة استخدام المصريين سلاح السخرية، فى الرسومات على جدران المعابد، والبرديات الفرعونية القديمة التى كان يسخر فيها المصريون القدامى من أعدائهم، فيظهرونهم غايةً فى الضعف والهزال وذوى شعر طويل يجعلهم أقرب للنساء منهم إلى الرجال، ويظهر القادة العسكريين المصريين غايةً فى القوة وهم يمسكونهم من شعرهم فى مشهد يُعد استعراضًا للقوة بامتياز.
السخرية تُعد سلاحًا مقبولًا لدى المصريين ضد أعداء الدولة المصرية على مر الزمان أيًّا كانوا، سواء كانوا من الهكسوس أم التتار أم المغول أو الصليبيين أو غيرهم، كما كان سلاحُ السخرية سلاحًا فاعلًا ضد جماعة الإخوان إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسى ومكتب الإرشاد الذين أثبتوا أن ولاء الجماعة ليس لمصر بل لتنظيم دولى لا نعلم عنه شيئًا، والذين أثبتوا عداءهم الشديد لهذا الشعب الذى انتخبهم وأوصلهم بأكثرية إلى البرلمان، وأوصل مرسى إلى سُدة الحكم فى مصر، والآن هم يذيقون هذا الشعب الويل من قتلٍ وتفجيرٍ وإرهاب عقابًا له على ثورته عليهم.
ويُعنى هذا البحث بتحليل صفحة من صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» أثناء حُكم الجماعة للدولة المصرية، وهذه الصفحة هى صفحة «أنا إخوان أنا مقطف بودان»، التى نشرت ٨٨ كاريكاتيرًا يتعلق بجماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي، وهى الرسوم التى اقتبستها الصفحة من رسامين فى جرائد أخرى، وجاء البعض الآخر من إنتاج الشباب القائمين على الصفحة.

أولًا: المضامين الساخرة فى صفحة «أنا إخوان أنا مقطف بودان»
سخرت الصفحة من الرئيس المعزول محمد مرسي، وجماعة الإخوان، بشكلٍ واضح من خلال الكاريكاتير والمواد الصحفية الأخرى، وأبرزها مواد الرأى، مثل المقالات التى يكتبها مجموعة من الشباب القائمين على الصفحة، وكذلك نشر الأخبار التى تتعلق بأكاذيب الإخوان وفضحهم أمام الرأى العام والتصوير الحى من قلب الحدث.
ومن بين أهم الرسوم الكاريكاتيرية التى تناولتها الصفحة وناقشت عديدًا من القضايا المهمة كاريكاتير يسخر من مرسى وتحدثه باللغة الإنجليزية؛ حيث يوضح الرسام تبعية مرسى لمرشد الجماعة، فنجد الكاريكاتير بعنوان «الرئاسة تطلب من الجامعة الأمريكية أستاذًا فى اللغة الإنجليزية لمنح الرئيس كورسًا مكثفًا»، وفى التعليق على الرسم نجد مرسى يتحدث مع المرشد، ويقول له «المستر روحنى من الكورس، وقالى ماتجيشى تانى لو أبو الهول فهم ماليزى تبقى أنت تتكلم إنجليزي»، ويوضح هذا الكاريكاتير الغباء الذى يصاحب مرسى، وكذلك تبعيته للمرشد، وعدم تمكن رئيس جمهورية مصر من التحدث باللغة الإنجليزية، على الرغم من ابتعاثه إلى الولايات المتحدة على حساب الدولة المصرية.
وركزت الصفحة فى عديدٍ من الرسوم على توضيح تبعية مرسى للمرشد وخيرت الشاطر وحجمه الحقيقى فى إدارة البلاد، ومن ذلك كاريكاتير يجسد مرسى يجلس فوق كرسى العرش وهو حجمه صغير جدًا، ويقف بجانبه المرشد وهو ضخم، وكاريكاتير يجسد مرسى وهو يكتب خطاب حب، للسخرية من خطابه الذى تحدث فيه عن الأحضان والحب الذى سنعالج به مشكلاتنا، وكاريكاتير آخر يصور مرسى وهو يرقص وبديع يطبل له، وكاريكاتير يجسد مرسى وهو فى صورة عفريت ثورة ٢٥ يناير ويقول: «شبيك لبيك فتنة ولا فوضى ولا إرهاب»، وهو الكاريكاتير نفسه الذى يجسد شيخ الأزهر بجانب البابا، للتأكيد على أن الوحدة الوطنية فى مصر لن تتأثر بألاعيب مرسى وسرقة الثورة.
وتظهر شخصية «أساحبي» فى كثير من الرسوم التى تناولت الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعى، ومنها على سبيل المثال:
كاريكاتير لشخصية «أساحبي» وهو يتحدث مع سيدة تمثل مصر ويقوم «أساحبي» بدور الطبيب ويقول للسيدة «عندك أخونة فى المفاصل».
كاريكاتير لمذيعة تسأل حرامي: «مصر قبل الثورة غير مصر بعد الثورة؟» فيرد الحرامى ويقول: «طبعًا.. الأول كنا بنشتغل بالليل دلوقت ليل ونهار»، وهنا يرد «أساحبي» ويقول: «وعشان كدا حسينا بالتغيير».
«أساحبي» وهو يقول الوصايا العشر التقليدية: لا تقتل، لا تكذب، لا تسرق،... الخ، ويستطرد: «كان ممكن اختصارها فى وصية واحدة وهى لا تكن إخوان مسلمين»، ليوضح ذلك الكاريكاتير ارتكاب الجماعة لجرائم القتل والسرقة والكذب... الخ.
كاريكاتير لمرسى وهو يتحدث مع «أساحبي» ويقول له: «أنا نجحت بالعافية ومحدش يجيبلى شوية توقيعات ويقولى مع السلامة»، فيرد أساحبى ويقول: «يعنى إيه» ثم يكمل مرسى: «يعنى خلو عندكو دم استنوا لما خيرت يلم فلوسه اللى صرفها عليا وعلى الحملة بتاعتي»، ويكشف ذلك الكاريكاتير بكلمات بسيطة ألاعيب الإخوان فى التعامل مع الحملة الرئاسية، وعدم خوفهم على مصلحة البلاد.
كاريكاتير يصور تيارات الإسلام السياسى وهى تقوم بتغيير ملامح الرسوم الفرعونية لتجعل السيدات يرتدين نقابًا والرجال يرتدون الزى الإسلامي، وهنا يسخر «أساحبي» ويقول للذى يقوم بتغيير الرسوم: «إلحق يا حاج فى فرعون بشورت هناك أهوه».
وسخرت الصفحة فى عديدٍ من الرسومات التى نشرتها من مرسى وعدم إحساسه بالمسئولية ومن ذلك: رسمٌ يجسد مرسى وهو يجلس على شاطئ وأمامه شخص يغرق وهو يقول له: «يا راجل تغرق إيه أنت هتسمع كلام الإعلام الفاسد»، وهو الكاريكاتير الذى يرمز إلى أن البلاد تغرق وتنهار وهو وجماعته يتمسكون بأنه كلام الإعلام المأجور الفاسد ولا يواجهون الحقيقة، وكاريكاتير آخر لمرسى وهو يقول: «والله أنا فضيحة»، وكاريكاتير يجسد مرسى وهو يعلن عن عرض النهضة، وهو «اخطف جندى واحصل على اتنين هدية مع ضمان حسن التفاوض والمعاملة»، وهو الكاريكاتير الذى يوضح مسئوليتهم عن خطف الجنود الذى تم بعلم مرسي، وكاريكاتير يسخر من مرسى وشرعيته الوهمية، فيجسده وهو يحمل صندوقًا لتلميع الأحذية ويرتدى ملابس مهلهلة ويقول: «أنا جاى بالصندوق».
واستُخدمت الرسوم فى مواقع التواصل الاجتماعى أساليب التفاعل المتاحة مثل الـ«like» والـ«share» والـ«comment» على الكاريكاتير؛ فعلى سبيل المثال جاء رسم جسد مرسى وهو يشنق بعلم مصر، وكان الكاريكاتير بعنوان «مصر أكبر منك بكثير لو موافق دوس لايك».
ويستطيع الرسام من خلال أساليب التفاعل مثل الـ«like» الذى يعد موافقة صريحة من المتلقى الذى يطالع الكاريكاتير، أن يقيس مدى رضا الجمهور عن الفكرة التى يحملها الكاريكاتير، وهى رفض مرسى كرئيس جمهورية، ويستطيع أن يجرى استطلاعًا باستخدام أساليب التفاعل وقراءة التعليقًات، التى تحدد الاتجاه العام للأغلبية سواء بالموافقة أو الرفض.
ومن بين الرسوم كذلك، كاريكاتير يأتى فيه مرسى وهو جالس على كرسى مربوط بحبل، وتحاول يد أن تقطع ذلك الحبل بسكينة، ويأتى فى الكاريكاتير «اللى نفسه الحبل يتقطع يخبط لايك»، وكاريكاتير يجسد المغنية فيروز وهى تغنى «سألتك يا مرسى لوين ريحين»، فيرد عليها مرسى وهو ينظر بغباء ويقول: «اسكتى يا أختى شكلنا تايهين»، وكاريكاتير آخر يصور سيدة فقيرة تحمل طفلها وتقول لمرسى «إنجاز لله» ليوضح ذلك الكاريكاتير أن جميع إنجازاته المزعومة وهمية ولا أساس لها على أرض الواقع.
وظهر على موقع التواصل الاجتماعى شكلٌ جديد من الرسومات، حيث تم دمج الكاريكاتير بالجرافيتى وهو ما سُمى بـ«الجرافيكاتور»، وتولى تصميمه الفنان عادل جرجس، وفيه جرافيكاتور لمرسى وهو يحتضن أمير قطر، ويأتى بعنوان «لماذا يذهب الرئيس إلى قطر سرًا»، وجرافيكاتور آخر يجسد هشام قنديل وهو يقول لمرسى: «إلحقنا يا ريس النيل بيروح مننا.. يا ريس لازم نعمل حاجة»، فيرد مرسى: «هو أنت شايفنى بلعب.. ما أنا قاعد بدعى من الصبح أهو!».
ومن الرسوم أيضًا ما أوضح قيام تيارات الإسلام السياسى بإصدار الفتاوى التى تناسب أغراضهم وأطماعهم فى السلطة فيصور واحدًا منهم يقول للآخر: «نعم ونقول إن التفكير يثير الشهوة»، فيرد عليه «طب إيه رأيك أن نفتى بحُرمة التفكير»، ثم يرد ثالث:«ماذا يعنى تفكير؟»، وهو ما يوضح تصديهم للفتاوى فى مجالات لا يعقلونها. ومن الرسوم ما يوضح ركوب تلك التيارات موجة الثورة، ومن ذلك شخص من تيارات الإسلام السياسى وهو يصعد فوق ظهر شخص يمثل الثورة، ليجلس على كرسى العرش. وصورت الرسوم كذلك مَن يؤيد مرسى والإخوان رغم أفعالهم التى تدمر مصر بالحمار الذى لا يفقه شيئًا، ويسلم عقله للإخوان، ومن ذلك كاريكاتير لحمار يتحدث ويقول: «اعطوا مرسى فرصة وقنديل فرصة.. ربنا لم يخلق العالم فى يوم وليلة على فكرة أنا مش حمار».
ومن بين الجرافيكاتور التى تم نشرها على تلك الصفحة، جرافيكاتور يجسد إنجازات سنة مرسى وتتمثل فى: أزمة الكهرباء والسولار، كارثة سد إثيوبيا، إغلاق ٣٠٠٠ مصنع، ارتفاع البطالة لـ١٣٪، ٣٤٦٠ معتقلًا سياسيًا، زيادة السرقة بالإكراه، انخفاض دخل السياحة ٦٠٪، وصول سعر الدولار لـ٧ جنيهات، كوارث سيناء وضياع هيبة مصر، ارتفاع الأسعار من ٣٠ إلى ٤٠٪، ارتفاع نسبة الفقر من ٢٠٪ إلى ٢٥٪، تراجع الاستثمارات الأجنبية ٢٥٪، وصول ديون مصر إلى ٣٨ مليار دولار، خفض التصنيف الائتمانى لمصر ثلاث مرات، انخفاض احتياطى النقد من ٣٦ إلى ١٣ مليارًا، تدهور مصر إلى المركز ١١٦ فى مكافحة الفساد.
كما تم نشر كاريكاتير يجسد مرسى بعنوان من أكاذيب مرسى والإخوان: لن نشارك فى مظاهرات ٢٥ يناير، لن نترشح إلا على ٣٣٪ من مقاعد مجلس الشعب، مشاركة لا مغالبة، لن نترشح للرئاسة، نحمل النهضة لمصر، الدستور لن يُطرح إلا بالتوافق، لن يتم تكميم الأفواه فى عهدى ولن يُقمع الإعلام، سأستعيد حقوق الشهداء، سأحترم الدستور والقانون، سأشكل حكومة ائتلافية، لن يأكل المصريون من الربا، سأرفع مستوى معيشة المواطن.
كما نشرت الصفحة كاريكاتيرًا يجسد مرسى وهو يقود سيارة تمثل مصر وهو يقع بها من أعلى قمة جبل، فى حين يصرخ أتباعه «يا ناس حرام عليكم اصبروا شوية على السواق الجديد أدوله فرصة»، وكاريكاتيرًا لطفل يسأل أبوه «بابا ٥ يونيو بقى ذكرى النكسة.. أومال احنا فى إيه دلوقتي؟، فيرد أبوه «الوكسة يا حبيبي».

ثانيًا: الرموز اللغوية التى تضمنتها الصفحة
جاءت كلمة «أخونة» لتدل على سيطرة الإخوان على المنشآت الحيوية فى البلاد عن طريق تعيين أتباعهم فى المراكز القيادية، وجاءت كلمة «كرسي» لتعبر عن السلطة التى سيطر عليها الإخوان، فعندما جاء فى كاريكاتير على لسان حبيب لحبيبته «بحبك حب الإخوان للكرسي»، نجده يقصد حب الإخوان للسلطة على حساب حب الوطن.
جاءت كلمات مثل «زيت» و«سكر» للتعبير عن الرشوة التى كان يقدمها الإخوان للحصول على الأصوات فى الانتخابات البرلمانية، كما جاءت كلمة «نزاهة» لتوضيح المعنى العكسى، وتعبر عن أنها انتخابات غير نزيهة تعتمد على الزيت والسكر للحصول على الأصوات، وجاءت كلمة «حب» للسخرية من خطابات مرسى التى تحدث فيها عن أن مشاكلنا ستُحَل بالحب، وأشارت كلمة «عفريت الثورة» إلى مرسى لترمز إلى أنه سرق الثورة هو وجماعته، وأوضحت عبارة «أخونة فى المفاصل» أن مفاصل الدولة المصرية مريضة بالإخوان، وعبرت كلمة «غرق» عن الضياع الذى تعيشه مصر فى عهد الإخوان، كما عبرت عبارة «أنا فضيحة» التى جاءت على لسان مرسى عن عدم قدرته على أن يكون رئيسًا للجمهورية، وعبرت كلمة «نهضة» التى سخر منها أكثر من كاريكاتير عن الضياع الذى عاشته مصر بعد محاولة تطبيق مشروع النهضة الوهمي، وجاءت عبارة «إنجاز لله» لتعبر عن أن البلد أصبحت تتسول من مرسى أى إنجاز يقوم به لينقذ البلاد من حالة الضياع، وجاء تساؤل «ما رأيكم أن نفتى بجريمة التفكير؟» لتعبر عن إصدار فتاوى على مزاج التيارات الإسلامية وليس طبقا للشريعة الإسلامية، كما جاءت عبارة «أنا مش حمار» لتعبر عن العكس، وهو أن من يتبع الإخوان ويصدقهم رغم ما فعلوه فى البلاد من تخريب فهو حمار، وجاءت «حكايات قبل النوم» التى يحكيها الشاطر لمرسى لتوضح أن مرسى هو الطفل المدلل لخيرت الشاطر الذى صرف أمواله ليجلس مرسى على كرسى الرئاسة ويتحكم الشاطر فى مفاتيح إدارة البلاد.
كما جاءت عبارة «أنا مش...» لترمز إلى عبارة «أنا مش إخوان» التى تأتى على لسان كل من ينتمى إلى الإخوان ويذكر ذلك، ورمزت كلمة «السواق الجديد» إلى رئيس الجمهورية الجديد مرسى، كما رمزت كلمة «الوكسة» إلى الأيام التى كانت تعيشها مصر فى عهد الإخوان. وجاءت جملة «يالى انتخبت الإخوانى وافتكرته ملاك أهو نجح الإخوان ولسعك على قفاك» لتوضح أن الإخوان لم يوفوا بعهدهم أمام الشعب الذى صدقهم وانتخبهم وأعطاهم صوته، ورمزت كلمة «تمرد» إلى الشعب الذى أدرك حقيقة الإخوان وتمرد عليهم.
جاء جرافيكاتير للفنان عادل جرجس ليوضح نصرة الإخوان الوهمية للقدس وغزة، فجاءت عبارات مثل «لف وارجع تاني» «هانلف وراجعين لا رايحين ولا جايين» لترمز إلى كذبهم ولتفضحهم أمام الرأى العام، حيث أنهم يدعون لنصرة القدس ومحاربة الإرهاب الإسرائيلى، فى حين نجدهم يمارسون الإرهاب تجاه الشعب المصري، وجاءت عبارة نظارات بأشعة تحت الحمراء لرؤية إنجازات مرسى لتوضح أن إنجازات مرسى هى إنجازات وهمية غير مرئية.
ومن الجرافيكاتير للفنان عادل جرجس أيضًا ما يشير إلى أن مرسى هو مهرج ولا يصلح إلا لهذا الدور، فجاء على لسان مرسى تلك العبارات «فودة وعاشور... وشفيق الأمور... وبهجت الدكتور وفتحى سرور... ومحمد الأمين... ومكرم ده مين... والثوار مش أحرار... وعقلى منى طار... واللى مالوش لازمة هيضرب بالجزمة... إذا كان فلول أو بياكل فول... واللى قتل الشهيد معرفهوش... واللى خطف الضابط ماشفتهوش...»، وكلها عبارات تدل على أنه لا علاقة له بالمهام الرئاسية، مما تدل على ديكتاتوريته فى التعامل مع الثوار، وبروده فى التعامل مع حقوق الشهداء، طالما أنهم لا ينتمون لجماعته.

ثالثًا: الرموز غير اللغوية التى تضمنتها الصفحة
جاء «الرجل البدين» الذى يعانى من سِمنة مفرطة ليرمز إلى الإخوان وتكويشهم على خيرات البلاد، وجاء رسم «مرسى وهو صغير الحجم» أمام المرشد لترمز إلى حجمه الحقيقى أمام المرشد الذى يدير البلاد، كما رمز رسم «الأسرة وهى تجرى فى كل اتجاه بعد رجوع التيار الكهربائى للقيام بالأعمال قبل انقطاع التيار مرة أخرى» لترمز إلى الأزمة وتفاقمها فى عهد مرسي، كما رمز رسم «الكرسي» وهو كبير جدًا ويجلس عليه مرسى وحجمه صغير جدًا إلى أنه غير قادر على تولى المهام الرئاسية، وهو الرسم الذى جاء فيها بديع وهو يقف بجانبه لتوضح أن المرشد هو الذى يدير البلاد، وجاءت «عبوات الزيت والسكر» لترمز إلى الرشاوى التى كان يتم تقديمها للحصول على الأصوات فى الانتخابات البرلمانية، وجاء تجسيد مرسى على شكل «عفريت» يخرج من مصباح مكتوب عليه ٢٥ يناير، لتشير إلى أن مرسى وجماعته هم من سرقوا الثورة، وقاموا بإثارة الفتنة والفوضى وارتكاب الجرائم الإرهابية، كما جاء رسم «مصر وهى لا تقوى على الحركة وتتكأ على عكاز»، لتدل على حال مصر بعد أخونتها، ورمز الكاريكاتير الذى صور أفراد الأسرة يجرون فى كل اتجاه عند إذاعة خطاب مرسى إلى عدم رغبة أى فرد من أفراد الأسرة سماع خطابه الهزلي، ورمز رسم مرسى وهو يقود بلدوزر يدوس به على أى فرد يحمل كلمة «لا» على ديكتاتورية مرسى وعنفه وإرهابه فى التعامل مع معارضيه، كما رمز الكاريكاتير الذى صور شخصًا يغرق ويستنجد بمرسى الذى يقول له «يا راجل تغرق إيه أنت هتسمع كلام الإعلام الفاسد؟» إلى حال المواطن الذى يغرق فى عهد مرسى وعدم إحساس مرسى بأى مسئولية تجاهه، ورمزت «الذقن والجلباب القصير الذى يرتدى أسفله البنطلون والحذاء المفتوح» إلى انتماء الشخص إلى تيارات الإسلام السياسي، وهو الشيء نفسه مع «الحجاب» و«النقاب» اللذين رمزا إلى انتماء السيدة إلى جماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي، كما رمز «السيف» و«السكينة» و«المسدس» و«البندقية» و«القنابل» إلى الإرهاب والبلطجة من قبل التيارات المتأسلمة تجاه الشعب، ورمز «اللون الأحمر» إلى الدم، ورمزت «السمنة المفرطة» إلى أفراد التيارات المتأسلمة التى نهبت خيرات البلاد من كل اتجاه.
ورمزت «السيدة الفقيرة المريضة» لمصر التى تترجى مرسى لتحقيق أى إنجاز ملموس، فى حين رمزت «السيارة» و«الأتوبيس» إلى مصر والسائق الذى لا يعرف قيادة السيارات إلى مرسي، كما رمز «الحمار» إلى أتباع الإخوان ومن يصدقهم، كما رمز «الحمار» مرةً أخرى إلى النهضة التى لا تتحرك من مكانها، ورمزت صورة الإخوانى الذى يركب على ظهر شخص يمثل الثورة التى سرقتها الجماعة من الشعب المصرى والوصول إلى السلطة، ورمزت صورة «العفريت» الذى يجرى وراء مرسى إلى «تمرد» التى خلعت مرسى بتأييد من الشعب المصرى، ورمز «الأسد» إلى الشعب و«الخروف» إلى الإخوان، كما رمز الكاريكاتير الذى يجسد «مرشد الإخوان وهو يمد مرسى على رجليه»، ويقول له «شقا عمرى ضاااع» إلى ضياع السلطة من الإخوان، ومن يد المرشد على يد مرسى الذى ثار عليه الشعب بقيادة حملة «تمرد».

رابعًا: آليات الإضحاك وأساليب الإقناع:
بالنسبة لآليات الإضحاك، جاءت المفارقة فى المرتبة الأولى ضمن آليات الإضحاك المستخدمة فى الرسم بواقع ٤٠ تكرارًا، تليها النكتة المكتوبة كتعليق بواقع ٣٨ تكرارًا، ثم الشكل المضحك بالرسم بواقع ٣١ تكرارًا، ثم أوضاع الجسم وحركاته بواقع ٢٩ تكرارًا، ثم التضارب فى الكلمات والمواقف بواقع ٢٠ تكرارًا، ثم التهويل بواقع ١١ تكرارًا، ثم مراوغة المنطق بواقع ٩ تكرارات، ثم فهم الأمور بحرفية لا تفيد المقصود بواقع ٥ تكرارات، وأخيرًا جاء سوء الفهم بواقع ٣ تكرارات.
وبالنسبة لأساليب الإقناع، جاء التجسيد فى المرتبة الأولى كأسلوب من أساليب الإقناع المستخدمة بواقع ٦٨ تكرارًا، فى حين جاء التلاعب اللفظى فى المرتبة الثانية بواقع ٦٠ تكرارًا، وجاء الاستناد إلى الوقائع والأحداث الحية فى المرتبة الثالثة بواقع ٥٩ تكرارًا، فى حين جاء التشخيص فى المرتبة الرابعة بواقع ٤٠ تكرارًا، وجاءت الأمثال والحكم فى المرتبة الخامسة بواقع ٢١ تكرارًا، وجاءت الرموز الدينية فى المرتبة الخامسة بواقع ١٢ تكرارًا، وأخيرًا جاء ذكر وعود سابقة على لسان الشخص أو الجماعة بواقع ١٠ تكرارات.

خامسًا: السمات السلبية للإسلام السياسى فى الرسم:
جاءت سمة الكذب فى مقدمة السمات السلبية لتيارات الإسلام السياسى بواقع ٦٣ تكرارًا، تليها الازدواجية بواقع ٥٩ تكرارًا، ثم الخيانة بواقع ٤٨ تكرارًا، تليها التبعية بواقع ٣٠ تكرارًا، يليها غياب العقلانية بواقع ٢٥ تكرارًا، ثم الرجوع فى القرار بواقع ٢٠ تكرارًا، ثم الأنانية بواقع ١٩ تكرارًا، ثم الاستبداد بواقع ١٤ تكرارًا، ثم الديكتاتورية بواقع ١١ تكرارًا، ثم تغيير الموقف على حسب المصلحة بواقع ١٠ تكرارات، ثم النفاق بواقع ٥ تكرارات ثم التسرع فى اتخاذ القرار بواقع ٤ تكرارات، وجاء فى نفس المرحلة الغباء السياسى، وهو ما ارتبط بالتسرع فى اتخاذ القرار، وذلك بواقع ٤ تكرارات.

سادسًا: الشكل أو المظهر الخارجى مع الرسم:
جاءت صفة البدانة فى المرتبة الأولى بواقع ٧٨ تكرارًا وهو ما له دلالاته التى تتمثل فى نهب خيرًات البلاد وثرواتها، وجاء إطلاق اللحية فى المرتبة الثانية بواقع ٧٠ تكرارًا، وجاء ارتداء الزى الإسلامى فى المرتبة الثالثة بواقع ٦٥ تكرارًا، وجاء ظهور الوجه بصورة عابسة فى المرتبة الرابعة بواقع ٦٠ تكرارًا، كما جاءت علامة الصلاة فى المرتبة الخامسة بواقع ٥٩ تكرارًا، وجاءت صفة القبح فى المرتبة السادسة بواقع ٥٨ تكرارًا، وجاء الوجه الذى يرسمه الرسام وتبدو عليه أمارات الغباء فى المرتبة السابعة بواقع ٥٠ تكرارًا، ثم جاء ارتداء ملابس غير لائقة فى المرتبة الثامنة بواقع ٤٠ تكرارًا، وجاءت المرأة المنتقبة فى المرتبة التاسعة بواقع ٢٢ تكرارًا، وجاءت المرأة المحجبة فى المرتبة العاشرة بواقع ٢٠ تكرارًا، ثم جاء الجسم النحيف بواقع ١١ تكرارًا، وجاء الوجه الضاحك أخيرًا بواقع ٥ تكرارات.

سابعًا: اتجاه الرسام نحو الإسلام السياسي:
سيطر الاتجاه السلبى على نشر الرسوم الكاريكاتيرية فى صفحة «أنا مش إخوان أنا مقطف بودان»، وذلك فى جميع الرسوم التى تم تحليلها وخلت تمامًا من أى اتجاه إيجابى. جاءت الأحداث الواقعية فى مقدمة أسانيد الرسام فى تبنى اتجاهه بالسلب، وذلك بواقع ٤٠ تكرارًا، تليها الوعود التى قطعها شخص على نفسه أو جماعة على نفسها ولم يتم الالتزام بها بواقع ٣٠ تكرارًا، ثم الأحداث التاريخية والوقائع، وذلك بواقع ١٠ تكرارات، وأخيرًا الخبرة الشخصية بواقع ٨ تكرارات.