الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دور مشرف للجيش المصري في حركات التحرُّر العربي الإفريقي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يأتِ ترتيب الجيش المصرى كأقوى عاشر جيش فى العالم من فراغ، ولكنه جاء بسبب الإرث العظيم منذ أن أطلق النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، على هذا الجيش العظيم أنهم «خير أجناد الأرض»، والتاريخ يشهد أن جيش مصر كان، ولا يزال، وسيظل بإذن الله، سندًا وعونًا لأمته العربية والإفريقية، وأنه جزء من حماية الأمن القومى المصرى والعربى والإفريقى.
ففى البداية انحازت طلائع ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ «الضباط المصريين الأحرار» لقضية الشعب الفلسطينى قبل ثورتهم بخمس سنوات، ففى سبتمبر ١٩٤٧ قررت لجنة الضباط الأحرار مساندة حركة المقاومة العربية فى فلسطين، وأرسلت بعض أعضائها كمتطوعين، وانضم بعض هؤلاء فى دمشق إلى جيش الإنقاذ العربى بقيادة فوزى القاوقجي، وقال جمال عبدالناصر لزملائه: «لو فُرض القتال فى فلسطين، فإن ذلك لن يكون مجرد حرب فى أرض عربية، بل سيكون واجبًا مقدسًا للدفاع عن النفس».
لقد أصبحت الذكرى الـ٤٥ لوفاة الزعيم جمال عبدالناصر فى ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠، ذكرى لثورة ٢٣ يوليو التى صارت نموذجا لثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، والتى حماها وحرسها جيش مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى جعل انطلاق مصر من قلب القارة الإفريقية، والتى كانت المحور الثانى بعد المحور العربى ضمن النشاط المصرى الذى وضعه جمال عبدالناصر، وكان دور مصر الحيوى الداعم لحركات التحرر والاستقلال لشعوب القارة التى تجاوزت ٢٠٠ مليون نسمة.
وقد حرص عبدالناصر على أن تكون مصر نصيرًا مباشرًا للاستقلال، خاصة لدولة السودان الشقيقة فى يناير ١٩٥٥، متوازية مع جلاء الإنجليز عن مصر فى عام ١٩٥٤ وترك عبدالناصر للأشقاء فى السودان أسلحة الجيش المصرى الثقيلة، وساعد العديد من الدول الإفريقية والعربية المحتلة بالسلاح والتدريب العسكرى لكل حركات التحرر التى بلغت ٢٢ حركة وعندما كسرت مصر احتكار الغرب للسلاح، وحصلت على صفقة السلاح التشيكية، تبرعت مصر بالأسلحة الأوروبية لحركات التحرر العربية والإفريقية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: فى عام ١٩٥٨ هددت تركيا بغزو سوريا، فأرسل الرئيس جمال عبدالناصر الجيش المصرى لحماية الدولة العربية السورية ولم ينل اليمن الجنوبى استقلاله إلا بفضل تواجد الجيش المصرى هناك، مما جعل بريطانيا تعلن الحرب على مصر.
وعندما قامت ثورة ليبيا فى الأول من سبتمبر ١٩٦٠ هدّدت تركيا بعودة الحكم الملكى بزعامة إدريس السنوسى، فاستغاث قائد الثورة الليبية العقيد القذافى بالجيش المصرى لحماية الثورة، ولبى الجيش المصرى النداء.
وفى عام ١٩٦١ هدّد الرئيس العراقى عبدالكريم قاسم دولة الكويت الشقيقة بغزوها، فطالبت الكويت المساندة من مصر، فأرسل الرئيس جمال عبدالناصر الجيش المصرى لحماية الشرعية فى الكويت، وتكرر المشهد فى بداية التسعينيات، عندما قام صدام حسين باحتلال الكويت وتهديد السعودية والإمارات، فقام الرئيس مبارك بإرسال القوات المسلحة لتعمل مع قوات التحالف، وبالفعل تم تحرير الكويت على يد الجيش المصرى، وقام بحماية السعودية والإمارات.
وعندما اشتعلت الأزمة فى نيجيريا، وهددت بتفككها، استغاثت نيجيريا بجيش مصر لحمايتها من التفكك، وظل الجيش المصرى فى نيجيريا من ١٩٦٨ وحتى ١٩٧٠. وعندما شبّت الأزمة بين كل من المغرب والجزائر وأيضًا بين قطر والسعودية عام ١٩٩٦، وكذلك الأزمة بين الأردن وفلسطين فى سبتمبر ١٩٧٠، كان للجيش المصرى دور محورى فى حل هذه الأزمة بين الدول العربية الشقيقة.
وكان انتصار الجيش المصرى فى أكتوبر ١٩٧٣ ميلادًا جديدًا للتضامن العربى فى معركة الكرامة والنصر.
وعلى مدار أكثر من ٥٠ عامًا لم تتخلَّ مصر وجيشها العظيم عن نصرة الأشقاء فى الدول العربية مثل سوريا وليبيا والجزائر والمغرب ودول الخليج واليمن والسودان وسلطنة عمان، أو الدول الإفريقية الشقيقة، مثل نيجيريا والصومال والكونغو.. ولم يتدخل الجيش المصرى على الإطلاق فى الشئون الداخلية للدول العربية أو الإفريقية، وتلك مصداقية جيش خير أجناد الأرض التى يتمتع بها منفردًا..
ويعد جيش مصر من أكبر جيوش العالم مساهمة فى حفظ السلام فى العالم.