السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

خطيب الدقهلية: عدو واحد داخل البلاد أخطر من ألف خارجه

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية خلال خطبة اليوم الموحدة، بعنوان "سماحة الإسلام ونبذ العنف"، أن رسولنا صلى الله علسه وسلم قد وضع أمارة وعلامة للمسلم إسلاما صحيحا وتدينا نقيا ليس فيه غش ولا تزوير فقال "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده".
واضاف: "أول إمارة وهى الإسلام العملى أو ترجمة عملية للتدين الصحيح إن يكون مسالما متسامحا مع الآخرين ليس مصدر عنف ولا أذى ولا ترويع ولا عنصرية ولا طائفية فنحن نرى من يرفعون شعارات إسلامية ومظاهر التدين وربما يحافظون على الصلوات وقيام الليل والسنن ثم نرى منهم قتلة وفجرة يقتلون إبنائنا من جنود الجيش والشرطة لانهم يحمون الوطن كما حدث ويحدث فى سيناء الطاهرة التى دنسها هؤلاء الخوارج، وهؤلاء خوارج مجرمين مصيرهم جهنم خالدين فيها بنص القران (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد ه له عذابا عظيما) فسماحة الإسلام سلوك عملى نراه واقعا فى حياتنا ومعيار التدين الصحيح إن نرى إثره فى تسامحك فى كل شئون حياتك، واذا كان الله قال لنبيه ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفوا عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الامر فمجرد الغلظة والجفوة مع الآخرين منهى عنها لانها لاتؤدى الغرض منها بل ينفر الناس من هذا الاسلوب واذا كان الله عاتب نبينا لانه عبس وتولى مع عبد الله بن أم مكتوم وقال سبحانه (وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة) فقدم القول الحسن للناس جميعا قبل إقامة الصلاة وهذا دليل وبرهان التسامح وإذا كان هذا فى الأقوال فما بالكم بالافعال أن حتى التبسم فى الوجه والبشاشة صدقة وسلوك حسن من الإنسان".
وتابع: "شريعة الإسلام تقوم على التيسير ورفع الحرج وعلى التخفيف واليسر فى كل شيء فى العبادات والمعاملات فما آكثر الآيات التى تذكر ذلك يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر - يريد الله أن يخفف عنكم - وماجعل عليكم فى الدين من حرج والله لايكلف نفسا إلا وسعها فهو خالق الانسان ويعلم طبيعته ونفسه الإمارة بالسوء وصراع غرائزه فشرع له من الشرائع مايتناسب مع هذه الطبيعة حيث شرع له ماتستقيم به حياته ويؤدى رسالته الدنيوية والأخروية".
وأضاف: "من صفات النبى وأهداف ومقاصد بعثته انه جاء لرفع الحرج ووضع الأغلال والأثقال التى كانت ترافق حياتهم فى الشرائع وعلى العقول ويضع عنه اصرهم والاغلال التى كانت عليهم، فجاءت شريعة الاسلام وسطية لا إفراط ولاتفريط لاهى تهمل العقل والروح ولا الجسد والماديات بل اعطاء كل شيء حقه مصداقا لقوله ص بعثت على الحنيفية السمحة"، واننا رأينا ذلك عمليا فى توجيهه للثلاثة الذين جاؤا يسألون عن عبادته حيث قال احدهم انا اصلى الليل ابدا وقال الثانى وانا اصوم الدهر ولا افطر وقال الثالث وانا اعتزل النساء ولا اتزوج ابدا وكانوا يظنون ان التقوى فى ذلك وان الرهبنة هى من الدين فصحح لهم النبي هذا التدين السطحى وقال لهم اما انا فاخشاكم لله واتقاكم له فانا اصوم وافطر وواقوم وارقد واتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى"، واستطرد قائلا: "بعض الناس يفهم خطأ ويخدع فى شخص متشدد ويظن انه بهذا التشدد محافظا على دينه وينظر لمن ياخذ بالرخص والتيسير على انه متساهلا ومتسيب وهذه نظرة خاطئة فالاول متشدد لضيق افقه وعدم اطلاعه على اراء اخرى والاخر يتبع منهج النبي الوسطى المتسامح ".
واضاف "غالبا يلجأ المتشدد فى الدين والمتعصب الى الجمود والى العنف لتحقيق اهدافه ونرى اعتداءات من المتشددين بحجة تطبيق الدين وبذلك يضعون بذور وشتلات الكراهية فى المجتمع الذى يعيش مضطربا معرضا للخطر بسبب فئة متشددة بعيدة عن فقه التسامح والتعايش مع الاخرين لانه يرى فى نفسه الكبر والاستعلاء وانه مميز ووكيل عن الله فى الارض مع نسيانه ان الله قال ( فلاتزكوا انفسكم هو اعلم بمن اهتدى ) وهذه كانت اكبر مصائب ابليس انه ينظر لنفسه بالخيرية ( انا خير منه ) فالمتشدد المتعصب مصاب بمرض ابليس انا خير منه، والإسلام اليوم يعانى أشد المعاناة من اتباعه ومن داخله والخطر الاشد عليه من الاتباع وليس من الاعداء وصدق هذا القول اللهم قني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم وان المرض الداخلى اخطر الف مرة من الخارجى وقديما قالوا عدوا واحد داخل البيت اخطر من الف عدو خارج البيت، ورحم الله الشيخ الغزالى وهو يقول تأملت تاريخ هذه الامة كثيرا فتأكدت انها لاتصاب من الخارج قبل أن تصاب من الداخل فكيف ننهزم ونطلب من الله النصر وكيف نسيء ونطلب من الله الاحسان، وحينما نرى من يرتكبون العنف ضد ابنائنا من جنود الجيش هم من بنى جلدتنا وياكلون من خير هذ الوطن ويشربون من نيله ولكنهم يغدرون ويطعنون من الخلف بالتحالف مع اعداء مصر، فأى نوعية هؤلاء الذين يرملون النساء وييتمون الاطفال ويخربون فى الوطن بسبب تدين شمال مغشوش وهم مرتزقه يعملون لحساب اعداء مصر، فالانسانية بريئة منهم ومن شرهم وعليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين".
وفى ختام خطبته قال "نسأل الله لجنودنا البواسل الشهداء ابطال الجيش والشرطة والمدنيين ان يسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا".