الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

التاريخ الأسود لـ"أبوالعلا عبدربه" قاتل فرج فودة

القتيل السادس فى سوريا بعد رفاعى طه وأبوالفرج وأمين عبدالله

أبوالعلا عبدربه و
أبوالعلا عبدربه و فرج فودة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رفض وجوده في «البناء والتنمية» وسافر لسوريا والتحق بـ «داعش»
وافق فى السجن على مبادرة وقف العنف
آخر محطة له فى القاهرة جنازة والد طارق الزمر
أسس تنظيم السودان لإرسال أفراده لتنفيذ عمليات داخل مصر
تحالف مع لجان التوعية للإخوان
ذكرت مصادر جهادية لـ«البوابة» أن أبو العلا الذى قتل عصر الثلاثاء بين رمال سوريا أعلن استقالته من الجماعة الإسلامية فور وفاة والد طارق الزمر القيادى بالجماعة الإسلامية، حيث قام هو بالإشراف على غسل الشيخ عبد الموجود الزمر، وسافر بعدها إلى السودان، ومنها إلى تركيا وتسلل بعدها إلى سوريا. 

البدايات والنهايات 
وانضم فى بداية تواجده فى سوريا إلى تنظيم داعش، ولكن نزعات التكفير وتحيزات التنظيم ضد المصريين جعلته ينتقل إلى جبهة النصرة، وبعد فك الارتباط بالقاعدة انضم إلى تنظيم «أحرار الشام»، ومنها إلى جبهات القتال المتعددة التى تشرف عليها فصائل جيش الإسلام التابعة للجولانى.
حكم بالمؤبد على أبو العلا عبد ربه بتهمة المشاركة فى مقتل فرج فودة عام ١٩٩٢، لكنه خرج من السجن بموجب عفو رئاسى عرف إعلاميا بالمجموعة ١٧ الذى صدر فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، وأصدره فى الأساس حبيب العدلى قبل ٢٥ يناير. 
وكانت آخر كلماته قبل السفر إلى سوريا بعد جنازة والد الزمر: «لم أعد أطيق الحياة فى القاهرة، كنت فى السجن مطمئنا وآمنا، أستطيع أن أستيقظ وأنا حر، أقول ما أريد أصنع الطعام لإخوانى الآن، وبعد رحيل الإخوان وسفر الإخوة إلى تركيا وقطر لم يعد للحياة أى طعم»، كانت تلك الكلمات التى ودع بها القاهرة لعناصر الجماعة الإسلامية، وسافر إلى سوريا، ويومها أخبرهم أنه استقال من الجماعة، وقدم كشف حساب له عن كل الماضى حتى لا تحاسب الجماعة عليه. 
وآخر ما كتبه عبد ربه على صفحته، انتقد فيه فكرة العمل السياسى وتأسيس الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، مشيرا إلى قصف مسجد لجماعة التبليغ والدعوة قتل فيه أكثر من خمسين مصليا، وقال: «أنت تتعلق بخيط عنكبوت فأنتم فى وهم، كفاكم استسلاما، الحرب تشمل كل مسلم ودورك قادم قادم». 

ليلة اغتيال فرج فودة 
ولو رجعنا إلى الوراء قليلا، لوجدنا أبوالعلا عبد ربه يتحرك فى يوم الإثنين ٨ يونيو ١٩٩٢ راصدا الكاتب فرج فودة، وأعطى إشارة البدء والأسلحة والذخائر إلى كل من عبدالشافى رمضان وأشرف السعيد، حيث استقل الاثنان دراجة بخارية، متجهين لتصفية الكاتب فرج فودة أمام الجمعية المصرية للتنوير التى أسسها فى مدينة نصر، ووقف يراقب المشهد من بعيد وفى غضون دقائق معدودة فى السادسة من نفس اليوم تم اغتيال الكاتب. 
لم تكن العملية باحترافية مثل عمليات الإرهاب اليوم، فقد ألقى القبض عليهما على الفور، حيث جرت سيارة خلف الدراجة البخارية واصطدمت بها وسقط الاثنان مصابين، حيث تم اصطحابهما إلى مقر مباحث أمن الدولة بلاظوغلى، وأقرا بمسئوليتهما عن الجريمة، وبقيت الدراجة البخارية التي نفذت بها العملية ما يقرب من عام قابعة فى قسم مدينة نصر بجوار حجز المتهمين، ودخلت مع الخردة بعدها لتباع فى المزاد العلنى. 
وبرر المتهمون فى اعترافهم بالجريمة بأن الكاتب فرج فودة مرتد، وأن هناك فتوى من الشيخ محمد الغزالى وعبد الغفار عزيز ومأمون الهضيبى بتكفير فرج فودة وجواز قتله.
وحكمت المحكمة بإعدام المتهمين الأول والثانى والحكم بالسجن المؤبد على المتهم الثالث أبو العلا عبد ربه، وتردد أبو العلا على معظم السجون المصرية ليفاجأ بتورط زوجته، وهى السيدة جيهان إبراهيم فى القضية التى تحمل رقم ٢٣٥ لسنة ١٩٩٤ أمن دولة عليا، والقضية رقم ٥٦ لسنة ١٩٩٧ إدارة المدعى العام العسكرى، التى حكم عليها بالسجن لمدة ١٥ عامًا، وأودعت بسجن القناطر للنساء، وبتاريخ ٢٤/٦/١٩٩٨ كان يحضر لها زوجها المسجون أبوالعلا عبد ربه من سجن العقرب، وكان يرعى اللواء مصطفى رفعت مدير النشاط الدينى طلباتها، وأسكنها مستشفى سجن القناطر فيما بعد، وخرجت أيضا ولم تستكمل العقوبة.
فأبوالعلا محمد عبدربه، المدان سابقًا بالأشغال الشاقة المؤبدة فى قضية اغتيال الكاتب فرج فودة وحكمين آخرين بالسجن ١٥ عامًا فى قضية أحداث إمبابة والمواجهات مع قوات الأمن فى تسعينيات القرن الماضى، وكان من الحركيين فى السجون المصرية، ويشرف على إدارتها وتحسين العلاقة بين السجناء السياسيين وإدارة السجون، وقد ذكر لأحد قادة الجماعة الإسلامية قبل مقتله بعدة أيام أنه ينتظر راحته الأبدية وأنهم بعدها يستطيعون أن يتخلصوا من عبء الاتهام باغتيال الصحفيين والكتاب، حيث استقال هو من الجماعة، ويسهل إنكار الصلة به. 
ويذكر أن أبو العلا عبد ربه يعد السادس من قائمة المصريين الذين قتلوا فى سوريا والعراق مؤخرا، وكان أولهم القيادى رفاعة طه، ويليه أبو الفرج أحمد سلامة مبروك، وأمين عبد الله المتهم، ثم أبو هيكل المصرى هانى هيكل، ثم أبوالخير المصرى. 
ربيع شلبى، مؤسس حركة أحرار الجماعة الإسلامية، قال: «إن أبوالعلا عبدربه القيادى بالجماعة الإسلامية والهارب من مصر عبر الحدود المصرية السودانية والمنضم إلى جبهة النصرة قتل، مساء الثلاثاء، عبر اشتباكات مع إحدى الفصائل الشيعية المشاركة فى الحرب الدائرة بسوريا وذلك بطلق نارى جاءه فى الصدر وتوفى فى الحال». وأضاف شلبى، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن «عبدربه قاد جيلًا جديدًا من شباب جماعات الإسلام السياسى فى مصر، قبل سفره منها بعدما أفرج عنه الرئيس المعزول محمد مرسى يطلق عليهم الدواعش الجدد»، لافتًا إلى أن الجماعة الإسلامية انقسمت بعد ٣٠ يونيو إلى جبهات عدة أخطرها الدواعش الجدد، الذين كانوا يلقبون من قبل بأمراء الدم، والذين نبذوا مراجعات الجماعة التى جرت فى عام ١٩٩٧، واختاروا العودة إلى ممارسة العنف.
وعن حياة «أبوالعلا» بعد نجاح ثورة ٣٠ يونيو قال شلبى، إن ٨٥ عضوًا من أعضاء الجماعة الإسلامية هربوا إلى خارج البلاد عبر السودان، عقب ٣٠ يونيو مباشرة، وذلك عن طريق الجبال والمدقات الصحراوية التى يحفظها تجار الجمال والمواشى، كان على رأسهم رفاعى طه وأبوالعلا عبدربه، وهم قادة العمل المسلح فى مصر.
ورغم أن «عبدربه» كان خارج البلاد خلال الأربع السنوات الماضية، فمازالت بصمته المعتمة داخل مصر من خلال تشكيل تنظيم يقوده من الخارج، ويتركز أعضاؤه فى المنيا، وأسيوط، والإسماعيلية، والإسكندرية، والسويس، وبورسعيد، وعين شمس، والمطرية، وتحالفت حركة العقاب الثورى مع الإخوان، حسبما أكد شلبى.
واستكمل: «إن عبدربه يشرف على تدريب الشباب الذين يتم تهريبهم إلى السودان، ثم متابعتهم، والتواصل معهم عبر شبكات التواصل الاجتماعى، ومنتديات خاصة بهم، يتم عبرها بث فيديوهات لشرح تنفيذ بعض العمليات». 
وأشار إلى أن تمويل عمليات وتدريبات التشكيلات التى يشرف عليها عبدربه، تأتى من ممدوح على يوسف، الذى أسس شركة سياحية، ثم خرج من مصر إلى تركيا بعد ثورة ٣٠ يونيو.