السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

"المنشطات الرياضية".. "فنكوش" كمال الأجسام

يلجأ إليها الشباب تحت وهم بناء العضلات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«المنشطات الرياضية» ظاهرة خطيرة، اجتاحت مصر خلال الفترة الأخيرة، بعد أن لجأ إليها الكثير من المهووسين بممارسة الألعاب الرياضية، وتحديدا كمال الأجسام بجميع أنواعها، خاصة بين الشباب ممن تتراوح أعمارهم ما بين الـ ٢٠ و٣٠ عاما، ظنا منهم أنه الطريق الأسهل والأقرب للحصول على الجسم الرياضى السليم، إلى جانب إسراعه فى الحصول على «فورمة» الجسم المطلوبة وتحسين الأداء الرياضى، كتكبير العضلات وقوتها، دون أن يعرف متعاطوها أنها مواد غير قانونية، فهى بالأساس مواد تنتج فى الجسم طبيعيا وتقوم بتحفيز بناء أنسجته وتطورها، ولكن يقوم متعاطوها بتزويد أجسامهم بها من مصدر خارجى، عبر الحقن والحبوب، وبتركيز مرتفع جدا.
ومع أن بعض المنشطات قد تزيد حجم العضلات، إلا أن ثمن ذلك يكون غاليا، وتشمل تلك المنشطات الرياضية التستوستيرون والأندروستينيدون والغونداتروبين والأرثوبيوتين والكرياتين ومشروبات الطاقة التى تحتوى على منبهات مثل الكافيين والأمفيتامين والأفيدرين، وهى مواد لها الكثير من الآثار الضارة على الجسم، كالمشاكل بالقلب والهلاوس الدماغية وأيضًا الإدمان.
الغريب أن هذه المنشطات لا تقتصر على الذكور فقط، بل يستخدمها الإناث أيضا بغرض بناء الجسم وتقوية البنيان فى الألعاب الرياضية المختلفة وتجهل الكثيرات منهن العواقب التى تنتج من استخدامها والتى قد تؤدى إلى الوفاة. 
الأغرب أن الكثير ممن يتعاطون تلك المواد، لا يعرفون أن الرياضى الناجح يبنى جسمه بشكل سليم، ويعتمد فى المقام الأول على التمرين المتوازن المستمر، والغذاء المتكامل المتزن تحت إشراف طبى يعود على الجسم بالفائدة، ويجب ألا يعتبر الرياضى استخدام الآخرين لهذه العقاقير مبررا له لاستخدامها، فالرياضة رسالة ويجب عليه أن يقوم بدوره فى نشر الوعى الصحيح بين زملائه وفى ناديه ومجتمعه.
من جانبه قال الكابتن أشرف زكى لاعب منتخب مصر لكمال الأجسام والحاصل على بطولة العالم فى تصريحات خاصة لـ «البوابة»، إن تلك المنشطات لها مضاعفات كبيرة وتؤثر بالسلب على صحة الإنسان، موضحا أن السبب الرئيسى فى هذا يرجع إلى أن تجارة المنشطات فى مصر أقوى من تجارة المخدرات بالنسبة للتجار. فالتاجر يقوم بشراء نوع ما، جملته ٩٠ جنيها مثلا من الخارج ثم يبيعها للاعب بأكثر من ٢٠٠٠ جنيه، مؤكدا أن المشكلة أكبر من المال، لأن التاجر يجلب المادة أو الهرمون بتركيز أقل، والمادة المستخدمة لا تصلح للاستخدام الآدمى نهائيا، فمثلا النسبة النقية من تلك الزيوت نفترض ٣٠٪ والنسبة المتبقية تكون ٧٠٪ شوائب وسموما لا يستطيع الجسم التخلص منها، وبالتالى تعمل على إجهاد الكبد والكلى وبالضغط على الغدد ومضاعفات أخرى.
وأكد أنه قد حدث ذلك بالفعل العام الماضى، وتسببت تلك المواد القاتلة فى وفاة ٩ من الرياضيين الذين قاموا باستخدام تلك المنشطات، معبرا عن أسفه لعدم وجود رقابة ووعى بين الشباب عن تلك السموم المنتشرة بينهم. وأوضح «زكى»، أن استخدام المنشطات الرياضية السليمة لا بد أن يكون بنسب محددة يمكن السماح بها وتحت إشراف طبى، مشيرا إلى أن الهرمون الخارجى من الممكن أن يكون عاملا مساعدا واتباعه بنظام علاجى معين لفترة محددة، مؤكدا أن الإفراط فى استخدام تلك المنشطات بالتأكيد سوف يعمل بنتيجة عكسية تمامًا.
وأكد أن استخدام تلك المنشطات، خاصة غير الصالحة للاستخدام الآدمى يعمل على ضغط الدم وزيادة إنزيمات الكبد، وبالتالى ينتج عنها مرض الكلى والتأثير على القلب والجسم بشكل عام والتأثير على البروستاتا، وفى الغالب تؤدى إلى الضعف الجنسى، مطالبا بضرورة وجود رقابة من وزارة الصحة بشكل متكرر لمحاربة هؤلاء التجار حرصًا على صحة الشباب.
وقال «زكى»، إن الشباب بشكل عام الذين تتراوح أعمارهم ما بين ٢٠ و٣٠ عاما هم الأكثر إقبالا علي استخدام المنشطات ويقبلون على «الأمينو والسى فور وواى بروتين ونوفيبر جلوتومين» للعضلات، وهى مجموعة يتم تزييفها من قبل التجار لكى تقل التكلفة ويزيد المكسب.
وأكد أن الأمريكان والغرب بشكل عام يعتمدون على النظام الغذائى الصحيح للأطفال منذ الصغر، فإذا اعتمد اللاعب على التغذية السليمة والفيتامينات الصحية بشكل مستمر، سيكون هناك أبطال بشكل صحيح وغير ضار.
وأوضح «زكى» أنه يتم صنعها بشكل لا يصلح للاستخدام الآدمى فى الصين ويزيفون الغلاف بأنه صنع فى ألمانيا، وأيضا فى «تايلاند وجبل على» بالإمارات، مشيرا إلى أن فرنسا قامت بالقبض على بعض التجار المصريين الذين ذهبوا للبحث عن تلك المواد، وأوضح أن أكثر المناطق بمصر التى ينتشر بها التجار هى «البساتين» التى يشتهر بها كبار مافيا تجار المنشطات الرياضية وإمبابة والجيزة بشكل عام ومن الصعب التفرقة بين المنشط الأصلى والمضروب. 
وقال «زكى» إن «الأمينو» من أكثر المنشطات استخداما بين الشباب، وهو عبارة عن حبوب مغلفة بمواد يتم تزييفها من قبل التجار ويعتمدون على مواد غير علمية، فهو بالأساس لا يجب استعماله لمن يعانون من أمراض الكلى والكبد والرئتين والقلب، مشيرا إلى أن له تأثيرا على المعدة أيضا قائلا: «أنصح كل لاعب بعدم استخدام حبوب الأمينو بشكل نهائى وبديله BCAA، لأن الجسم لا ينتجه ومصرح به دوليا والأفضل هو تناول المكملات الغذائية والفيتامينات واتباع نظام غذائى بشكل منتظم». 
لافتا إلي أن تلك الحقن مصنوعة بالأساس كعلاج للذكور والإناث المصابين بالعقم وتعمل على ارتفاع وعلاج نسبة الحيوان المنوى بالنسبة للرجل، ولكن سوء استخدامها يؤدى إلى نتيجة عكسية، موضحا أنه سلاح ذو حدين، و٩٠٪ من ممارسى كمال الأجسام فى مصر يعتمدون على تلك المنشطات والقليل من يدركون تلك الخطورة.
بينما أكد الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسى، أن من يتعاطون تلك المنشطات الرياضية المضرة لديهم شعور زائد بالدونية، ويشعرون بأنهم أقل من الآخرين، وبالتالى يلجأون إلى أى وسيلة تجعلهم يعوضون هذا الخلل.
وقال إن أى شخصية تميل إلى الاستعراض بين الناس وإغراء الفتيات ولفت أنظارهم يكون بدافع أن أشكالهم غير محبوبة، مؤكدا أنها عملية تعويضية بحتة، ولفت الانتباه إليه، وأن أغلب الأشخاص المعتمدين على تلك المنشطات الضارة غير ناجحين فى عملهم، عكس الرياضيين الذين يعتمدون على النظام الغذائى السليم منذ الصغر. 
كما قال الدكتور محمد نمر استشارى الباطنة بجامعة الزقازيق لـ «البوابة» إن تلك المنشطات تسبب خللا فى النسب الطبيعية لمكونات البروتين بالجسم، مشيرا إلى أن هذه الهرمونات التى يتعاطونها عبر المنشطات لبناء العضلات تؤثر على الغدة النخامية وعلى الخصيتين، لأن بعضها يحتوى علي هرمون الأستروجين أو التوستيرون مع المنشطات، فينتج عنها خلل بالغدد الصماء التى تفرز الكميات المناسبة وهى تحمل بجهد على عضلات القلب وأيضا سهولة الإصابة بفشل كلوى وكبدى، بالتأكيد تؤدى إلى الوفاة. 
وأخيرا قال الدكتور مجدى نزيه أستاذ بالمعهد القومى للتغذية، إن البديل الأساسى لتلك المنشطات الخطرة، هو الاكتفاء بالاحتياجات الغذائية للجسم من المصادر الطبيعية، والالتزام بنظام غذائى مناسب لكل فئة عمرية.