الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أسرار تنشر لأول مرة عن مكاتب الإخوان في لندن

إبراهيم منير، عضو
إبراهيم منير، عضو مجلس الشورى العالمي لجماعة الإخوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتكون إدارة مكتب الإخوان بلندن من ثلاث غرف، أحدها يقبع فيها، إبراهيم منير، عضو مجلس الشورى العالمي لجماعة الإخوان المسلمين، بعد هروبه من مصر قبل أكثر من أربعين عامًا، وضع عليه لافتة «خدمات إعلامية» ليخفي نشاطه الحقيقي في إدارة شئون التنظيم الدولي.
موظفوه خليط من إخوان العالم، فما أن تدخل مكتب «الجماعة» في لندن حتى ترى البنغالي والأفغاني والتشكيل الأكبر من إخوان مصر، تتم إدارة العمل عبر أقسام تقوم بكتابة التقارير اليومية التي ترفع للتنظيم بالقاهرة، فضلًا عن دوره في التواصل مع إخوان أوروبا.
عرض «منير» على التنظيم بالقاهرة فور عزل محمد مرسي، يوم الثالث من يوليه الماضي، نقل مكتبهم الإعلامي للندن، فرفضوا حتى فعلوا ذلك مرغمين فيما بعد القبض على أغلب قيادات الجماعة في إطار التصعيد المتبادل مع الدولة.
يقوم مكتب لندن بإدارة شئون التنظيم عبر التنسيق مع الإخوان في الداخل والخارج، ويلعب محمود الإبياري مساعد «منير» ويده اليمنى دورًا كبيرًا في التنسيق ومحاولة لملمة شمله.
أتاح لهم وجودهم في لندن منذ عشرات السنين على خلفية محاكمات الرئيس جمال عبدالناصر للإخوان في الستينات من القرن الماضي التأثر بالثقافة الأوروبية ولذلك حذروا إخوان مصر أولًا من التمادي في غضبهم ومحاولة إسقاط الدولة ومن قبل في إدارتهم لها، كما أنهم أصحاب نظرية القبول بأي تسوية سياسية تحفظ للتنظيم بقاءه والتي يقف خيرت الشاطر وإخوانه أمامها مما يضطر «منير» بحكم تربيته التنظيمية أن يسمع ويطيع لمرشده ونوابه وأعضاء مكتب الإرشاد على الرغم من أن صلاحياته تجاههم أكبر وأعظم.
مثل مكتب لندن عصب التنظيم بعد ثورة 30 يونيه سواء من خلال إدارته من قلب العاصمة البريطانية أو توفير غطاء للمطلوبين أو الهاربين من العدالة على خلفية القتل المنظم والتحريض عليه أثناء اعتصام رابعة العدوية وما بعده؛ فغالبًا ما تأخذ القرارات في أروقته وتنظيم المظاهرات والفعاليات من داخلة، كما تكتب البيانات بداخله أيضًا حتى تشعر بطريقة مختلفة على مستوى الصياغة عن التي كانت تكتب بها البيانات داخل مكتب القاهرة.
مثل قرار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ضربة قوية للإخوان بلندن بخصوص فتح تحقيق حول نشاط التنظيم على أراضي بريطانيا وهو ما مثل صدمة قوية أيضًا لذراع التنظيم في أوروبا وهو ما يتيح لـ «منير» أن يمارس ضغوطًا على القيادات الموجودة على أراضيه في محاولة للبحث عن تسوية سياسية في ظل الضغوط الدولية التي تمارس على الجماعة في الداخل والخارج.
تقرير ياسر السري: "كانت الحصة الأخيرة في مدرسة المقريزي بمصر الجديدة قد انتهت، وبدأ التلاميذ في الخروج من باب المدرسة، عندما استقرت شظايا الانفجار في جسد صغير نحيف يحمل اسم «شيماء»، فصعدت للسماء ملاكًا مع الصديقين والشهداء.
ظهر هذا الرجل بكل قسوة وجلافة ليقول: لم نكن نقصد الطفلة بل قصدنا الطاغوت "عاطف صدقي"، كان ممن فكر ودبر لتلك العملية فقتل كيف دبر؟
لجأ كالعادة إلى بريطانيا فآوته فاتخذ منها منبرًا للدفاع عن رفقائه القتلة من تنظيمي الجهاد والجماعة الإسلامية، وسمحت له لندن بفتح مكتب أسماه "المقريزي"، اسم على غير مسمى.
كانت لندن على يقين بحقيقة نشاطه السري ورفقائه لكنه بات ضيفًا دائمًا على جهاز المخابرات البريطانية، ذات يوم أرادت القاعدة التخلص من عدوها اللدود أحمد شاة مسعود قبل تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر بيومين فقط.
أرسلت القاعدة شابين مغربيين يحملان كاميرات مفخخة متوجهين لإجراء لقاء صحفي مع شاة مسعود في بلدة "خواجة بهاء الدين" الواقعة في ولاية تخار الشمالية قرب طاجيكستان، وعندما هم مسعود بالاستعداد لإجراء الحوار انفجرت الكاميرات ولقي مصرعه.
وقعت الــ"سي آي إيه" على رسالة كان أرسلها السري للسفارة الباكستانية، مدير المرصد الإسلامي، تطالب التسهيل للقتلة بإجراء الحوار، لكن لندن صمت أذنيها وخرج السري كشعرة من الدقيق المعجون بالدماء.
بعد ثورة يونيو فتح التنظيم الدولي للإخوان أذرعه للسري بعدما أطلق أحكامه التكفيرية على التنظيم بعدما وصل مرسي للحكم فبات الأعداء أصدقاء في سبيل إشعال الحرائق في الوطن.
إن الوقت حان للمواجهة الشاملة التي لا هوادة فيها، فليس هناك حل إلا أن يتحرك شباب الإخوان مع شباب السلفيين شباب التوحيد والسنة الخالصة من الجهاديين، ويبدأوا في مزاحمة العلمانيين الكفرة بالقوة ومجابهة الكفر بإرهاب الإسلام، هكذا قال "السري" الذي قدر الله أن يكون له من اسمه نصيب.
دعا السري قيادات تنظيم «الجهاد» فى أوروبا، جماعة الإخوان المسلمين، والتيار السلفى، للخروج في ثورة إسلامية بعد ما سموه «فشل ثورة 25 يناير»، التي اختلطت فيها الرايات الإسلامية بالعلمانية والليبرالية «الكافرة»، وقالوا: «إن الدولة المصرية سقطت وحان الوقت لاستخدام القوة بلا هوادة ضد القوى العلمانية الكافرة».
كلف السري من قبل جمع أمين، القيادي الإخواني القطبي والذى يدير التنظيم من لندن بتولي الملف الأمنى وتدريب بعض العناصر التي يتم استخدامها وقت الحاجة.
تولى السري ملفات التكفيريين في مصر والعالم للدفاع عنهم إعلاميا وقضائيا بتكليف محامين جهاديين في تلك البلدان يستطيع السري أن يضمن ولاءهم مقابل حفنة دولارات يرسلها لهم بطرقه السرية.
إعلانه عن اعتقال الإرهابي ثروت شحاتة في مصر يكشف عن مدى صلات السري بأفرع القاعدة فمن أدرى السري باعتقال شحاتة وهو المقيم في لندن قبل الإعلان عن ذلك رسميا، لا شك أن الرجل كان يدرك أنه بمجرد إعلانه توريط له في علاقاته بالتكفيريين إلا أن فضل أن ذلك على ألا تعطى الأجهزة الأمنية في مصر الفرصة الكافية للضغط على القيادي الأخطر شحاتة للحصول على معلومات تكشف دوره في قيادة تنظيمات إرهابية وعن علاقات بميليشيات القاعدة في ليبيا.