الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"الغرباء" و"المهاجرون".. قصة "خفافيش الظلام" في مدينة الضباب

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف تنظيم "داعش" عبر موقع التواصل الاجتماعي "التليجرام"، أمس الأربعاء، هوية منفذ هجوم لندن الذي استهدف محيط مجلس العموم البريطاني، "تريفور بروكس"، المكني بأبو عزالدين، المتحدث باسم جماعة الغرباء والمهاجرين "المحظورة"، ليعود الحديث مجددًا عن الجماعتين الإرهابيتين، باعتبارهما بوابة التطرف في مدينة الضباب منذ تأسيسهما.
بدأت جماعة المهاجرين نشاطها ببريطانيا في الثمانينات من القرن الماضي. على يد "عمر بكري محمد"، سوري المولد عام 1986 إلى أن غادر إلى لبنان. بينما ظل الداعية المتطرف أنجم شودري في بريطانيا وهو وجه الجماعة التي أعادت تقديم نفسها في صورة جماعات أخرى، مثل "الإسلام للمملكة المتحدة" و"الحاجة للخلافة".
وتورطت "المهاجرون"، في سلسلة من الهجمات الإرهابية في بريطانيا، عام 1997 عندما استهدف أحد عناصر الجماعة ضابط شرطة بريطاني، وتوسع خلال الجماعات العديدة التي نشأت عنه، وهي نفس المجموعة التي انضم اليها القيادي "ابو عز الدين" الذي كان يعمل في مدينة مولنبيك البلجيكية، وهي اكبر مدن أوروبا.
وكان الحدث الأكثر إثارة للجدل لهذه الجماعة، هو قيام بعض أفرادها بحرق الخشخاش في ذكرى ضحايا الحرب بالقرب من ألبرت هول، تم حظر هذه الجماعة أيضًا بعد سنة من النشاطات التي أحدثت ضجيجًا إعلاميًا، بعد قرار من وزيرة الأمن القومي تيريسا ماي.
ومؤخرًا قامت جماعة "المهاجرون"، بحشد صفوفه تحت منظمة جديدة تدعى "الحاجة للخليفة"، والتي تدعو الأمة الإسلامية للعمل من أجل إقامة خلافة إسلامية لكي يتحول الشرق والغرب إلى "دار الإسلام"، تم حظر هذه المنظمة الجديدة إلى جانب مشروع الشريعة وجمعية الدعوة الإسلامية المرتبطة بتنظيم "المهاجرون" في يونيو 2014.
بينما تعد "الغرباء" من أخطر التنظيمات المسلحة في أوروبا، وقبل تغير اسمه من "أنصار الإسلام"، إلى "الغرباء"، تحت زعامة الناشط في تنظيم "المهاجرون"، أبو عز الدين "عمر بروكس" ذو الأصول الجامايكية، كان في بدايته خاضع لراية "القاعدة" ونجح في ضم العشرات من الأجانب لصفوف تنظيم القاعدة، إلا أنه أصابه الخمول بعض الشيء كباقي تنظيمات القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر.
عاد التنظيم للظهور مرة أخرى ليتصدر المشهد بعد مبايعته تنظيم داعش، والقيام بأول عملياته في باريس باستهداف صحفيي مجلة "شارلى إبدو" التي رسمت صورًا مسيئة للإسلام.
والتنظيم في الأساس جماعة سلفية كردية سيطرت على مناطق شمال العراق قبل الغزو الأمريكي، وانتقل التنظيم إلى أوروبا على يد نجم الدين أحمد فرج الملقب بـ"الملا كريكر" الذي قضى أكثر من 20 عامًا داخل النرويج، إلى أن انتقلت زعامة تنظيم "الغرباء" إلى "أبو عز الدين"، ومن ثم توطدت العلاقة بينه وبين عمر بكري في أواخر التسعينات حين التقيا في مسجد فينسبوري بارك.
في الوقت نفسه، تم تأسيس جماعة أخرى سميت بـ"الفرقة الناجية" بزعامة "أبو عزير" الذي أعلن قائلًا: "نحن لم نعد نعيش معكم بسلام، لقد رفعت راية الجهاد في بريطانيا، إن الهجمات ستتواصل في بريطانيا"، وظلت تلك الجماعات تستمر في ادعاءات عدم ارتباطها ببعضها، ولكنها كانت تتظاهر معًا، في أي تهديدات يتم توجيهها للندن.