الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

خبراء: بريطانيا ستراجع موقفها من منابع الإرهاب وعلى رأسها "الإخوان"

 بوريس جونسون، وزير
بوريس جونسون، وزير خارجية بريطانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عكس الهجوم الإرهابي الذى استهدف محيط مجلس العموم البريطاني أمس الأربعاء، كذب ما أدعته بريطانيا من أنها محصنة ضد الإرهاب، وهو ما يبدو متناقضا طبقا لآراء عدد من الخبراء السياسيين مع التصريحات التي أدلى بها بوريس جونسون، وزير خارجية بريطانيا على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، والذى عقد على مدار يومين بواشنطن.
"جونسون" أكد خلال كلمته أن بريطانيا محصنة وآمنة ضد الإرهاب، وهو ما يؤكد أن تنظيم "داعش" يوجه رسالة قوية إلى بريطانيا لتخويفها بعد مشاركتها في مؤتمر التحالف الدولي لمواجهة داعش، كما سيحسم موقفها المتردد من مواجهة التنظيم لإتخاذ إجراءات تصعيدية اتجاه التنظيمات الإرهابية، بما فيها الإخوان التي كانت الحاضنة الفكرية لتنظيم" داعش".
الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجماعة القاهرة يقول إن توقيت الهجوم الإرهابي له دلالات داخلية وخارجية كبيرة، أولها أنه يعصف برسائل الطمأنة من جانب بريطانيا، وثانيا أنه يؤكد أن تنظيم " داعش" دخل في مواجهة حقيقية مع قوات التحالف وأبرزها بريطانيا، بعد أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا بعمليات إنزال لـ400 من قوات المشاة في منطقة الرقا بسوريا، بالإضافة إلى نشر بطاريات دفاع، وكذلك نشر ألف جندي في منطقة شمال سوريا.
وأضاف" فهمى"، لـ"البوابة"، أن "داعش" يواجه مأزقا استراتيجيا حقيقي، وأن الهجوم على بريطانيا لن يكون الأخير، ولكنه سيمتد لكل البلدان المشاركة في التحالف، كما سيجعل موقف بريطانيا قويا اتجاه منابع الإرهاب بعد أن كان رخوا خلال الفترة المقبلة، وحول استهداف الهجوم لمحيط مجلس العموم البريطاني تحديدا ولدلالة ذلك سياسيا.
واستطرد" فهمى" أن المستهدف كان رئيس الوزراء لأن تاريخها غير مشرف مع عمليات العنف، وكان يتم فتح تحقيقات بشأنها ويتم اغلاقها، وهو ما يدفع بريطانيا إلى القيام بتنفيذ عمليات رادعة للإرهاب ومراجعة السياسات الأمنية ردا على ضرب لندن من الداخل، ومواجهة ظاهرة المقاتلين، وهذا سيظهرفى تراجع بريطانيا عن دعم الإخوان وجماعات الإسلام السياسي وسيتم مناقشة كل هذا في مجلس العموم البريطانيا، لأن الهجوم الإرهابي ليس مجرد مشهد عبثي، لكنه سيتبعه سلسلة من الهجمات، كما سيكون له انعكاسات كبيرة حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي.
كما رفض "فهمى" استدعاء لفظ " الذئاب المنفردة" التي روجت له عددا كبيرا من وسائل الإعلام، واصفا المصطلح بأنه سطحي، ولا يناسب أهمية الحادث الإرهابى الذى يدخل ضمن استراتيجية عالمية للتنظيمات الإرهابية لمواجهة أوروبا لمشاركتها في التحالف الدولي للقضاء على "داعش". 
وأضاف فهمى أن بريطانيا سيكون لها إجراءات رداعة بالتزامن مع دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها لمواجهة الإرهاب، ولوقف تزايد معدلات العنف، والتنسيق بين أمريكا وبريطانيا في حلف الناتو، وانعكاس ذلك على احتمال قيام بريطانيا باستفتاء جديد.
في السياق ذاته قال الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية بجماعة القاهرة أن بريطانيا لن تكون بعد الحادث الإرهابي كما كانت قبله، لأنها ستتخذ خطوات رادعة وتشديدات أمنية كبيرة، لأن من قام بالحادث الإرهابي كان يوجه رسالة قوية أن العملية الإرهابية مقننة للغاية وقادر على الوصول لعمق بريطانيا من الداخل، وهو ما سيجعل الأخيرة تتخذ إجراءات مشابهه لما اتخذها الرئيس الأمريكي لمكافحة ظاهرة الإرهاب.
وأضاف" سلامة" أن هذا الهجوم يمنح جرس إنذار لباقى الدول الأوربية سينعكس بدوره على نظم التأشيرات، وحمل الأجهزة على الطائرات، وسيكون له انعكاس سيئ على مراجعة علاقة بريطانيا بالشعوب الأخرى الداعمة للإرهاب.