محاولات عديدة ورؤى مختلفة تولتها وزارات متعاقبة، لإدخال تعديلات تضمن منظومة تموين تحظى بقبول المواطن ويتم من خلالها توفير السلع الاستراتيجية التي هي أولى احتياجات المواطن، فضلًا عن توصيل الدعم لمستحقيه، إلا أنه ما بين فترة وأخرى تظهر ثغرة تعكر صفو كل الجهود، ولعل آخرها انتشار زيت كريه الرائحة والطعم يباع في منافذ التموين أثار غضب الكثيرين.
واشتكى المواطنون ببعض محافظات الجمهورية، من زيت التموين الذي يحمل اسم" كهرمانة" الذي تنتجه إحدي الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، واصفين إياه بأنه كريه الرائحة وذو لون داكن، بالرغم من وجود نفس الزيت " كهرمانة "، في محافظات أخرى برائحة جيدة ولون فاتح ولكن بفارق 5 جنيهات عن النوع السيئ لنفس الشركة وهو ما لفت انتباه المواطنين.
تقول " أسماء محمد " من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية: إن زيت التموين له رائحة نفاذة وكريهة تترك أثرا سلبيا على المأكولات.
وتضيف: مضطرة أشتريه لأنه أرخص أنواع الزيوت في التموين حيث يبلغ سعر الزجاجة 12 جنيهًا، في الوقت الذي تبدأ أسعار الزيوت الأخرى من 17 جنيها وحتى 22 جنيها مثل زيت "تحيا مصر".
وأوضحت" نهلة "، من محافظة بورسعيد، أن زيت كهرمانة ينتشر بنوعين واحد يباع بالمنافذ بـ 12 جنيها، ويكون داكن اللون ورائحته لا تطاق، في حين أنه يوجد نفس الزيت بـ 17 جنيها ونضيف جدًا، معلقة اللي يقدر يشتري الغالي بياخده ويدفع الـ 5 جنيهات الفرق بس ليه الكيل بمكيالين وإزاي شركة واحدة تنتج منتج درجتين؟
وأشارت" رانيا "، من سكان الجيزة أن الزيت المتوفر من"كهرمانة" جيد من حيث اللون والرائحة وسعره 12 جنيها، علي خلاف نفس الزيت الذي تراه عند حماتها في محافظة المنصورة حيث لونه الداكن ورائحته النفاذة!
فيما أوضح (ع/ ر) أحد أصحاب منافذ جمعيتي بالشرقية، أن البائعين والبقالين مخيرون في الشراء من المخازن التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، ما بين زيت كهرمانة الذي يتم توريده من شركة إسكندرية للزيوت " فاتح اللون وعديم الرائحة "بالإضافة إلي أن العبوة محكمة الغلق ذات خامة أقوى، وبين نفس الزيت "كهرمانة " الذي يتم توريده من شركة الشرقية للزيوت والصابون، داكن اللون ذو الرائحة النفاذة والعبوة غير محكمة الغلق، لافتا إلى أنه يتم دفع 4 جنيهات " دخان " على زيت إسكندرية، في مقابل جنيه واحدا على زيت الشرقية في المخازن أثناء شراء الحصة، في حين توحيد السعر 12 جنيها للعبوتين.
وفي السياق أشارت (ف/م) إحدي أصحاب منافذ جمعيتي، إلى أن زيت كهرمانة الغامق يواجه رفضا من المستهلك الذي يفضل الزيت الفاتح، مما يضطرنا لإرضائه على حساب مكسبنا " علشان الأمور تمشي " -حسبما وصفت.
وتابعت: نتكبد قيمة مصاريف الدخان بالمخزن، والنقل حتى منافذ جمعيتي ومحال بقالة التموين ، في حين أننا نستلمه ب 11جنيها و 75 قرشا ، وهامش ربحنا بيكون من خلال خصم 25 قرشا على كل سلعة تموينية للبائع أو البقال مع خصم جنيه علي كل بطاقة ،وعلقت :الأول كان الفرد ليه 21 جنيها بياخد زيت وسكر بـ 15 جنيها " مع مكرونة أو أي سلعة تانيه، لكن دلوقتي الفرد بياخد "عبوة زيت وكيس سكر بـ20 جنيها " ويطلع لينا مكسب كويس ، ودلوقتي إتبدل الحال للأسوأ للبياع والمستهلك.
وقال "خالد مصطفي، مدير مشروع جمعيتي بالشرقية: أن لون الزيت مرتبط بثقافة المواطن، معلقا :المهم السلع التموينية تتوفر.
ومن جهته صرح مصدر مسئول بشركة "مصر للزيوت والصابون بالشرقية "أن الشركة توزع حوالي 60 طن زيت يوميا، فضلا عن الزيت الذي يتم توزيعه بالقاهرة، مرجعا اللون الداكن بزيت كهرمانة بشركة الشرقية إلي زيت الصويا الذي يتم خلطه مع زيت عباد الشمس بنسبة يتم تحديدها بمعايير ومواصفات مصرية قياسية لايجوز التراجع أو الخروج عنها مع احتمالية سوء التخزين لدى البائعين والمخازن، معلقا: أن اللون بالمواصفات المصرية 7 % في حين أن الشركة تنتج الزيت بمواصفات 3% مع تعديل نسبة الحموضة به، وفي حال عدم مطابقة المواصفات فإن الشركة العامة لاتتسلم الزيت.
وأرجع الدكتور مجدي نزيه، أستاذ المعهد القومي للتغذية، السبب وراء الرائحة غير المحببة للزيت لعملية تكريره، ناصحًا القلي به والتحمير ولكن لمرة واحدة فقط مع عدم التكرار.
