السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الروايات الأكثر مبيعًا.. محاولة أخيرة لإنقاذ المسرح.. مناضل عنتر: كسرت الحاجز بين الرقص المعاصر وجمهور المسرح.. فهمي الخولي: سرقة النصوص الأجنبية هددت الكتابة المسرحية

أشهرها «١٩٨٤».. «الفيل الأزرق» و«1919»

الروايات الأكثر مبيعًا
الروايات الأكثر مبيعًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«عنتر»: كسرت الحاجز بين الرقص المعاصر وجمهور المسرح
«الخولى»: سرقة النصوص الأجنبية هددت الكتابة المسرحية
شهد المسرح المصرى فى الآونة الأخيرة إقبالًا كبيرًا على الأعمال الأدبية الأكثر مبيعًا، والتى يتم شراؤها من قبل بعض المخرجين المسرحيين، وتحويلها لنص مسرحى، ومن ثم عرضها.
لم تكن هذه الظاهرة منتشرة فى السابق بقدر انتشارها فى السنوات التى تلت ثورة يناير، فى كل أشكال المسرح، بما فيها عروض الرقص الحديث، التى تميزت دائمًا بعدم الاعتماد على كتابة درامية فى الأساس، حيث قدمت فرقة الرقص الحديث بالأوبرا عرض «الفيل الأزرق» و«١٩١٩»، وهما روايتان حققتا مبيعات ضخمة للكاتب أحمد مراد.
فيما عرضت مسرحيات أخرى للأعمال الأدبية الرائجة، منها مسرحية الرمادى للمخرجة عبير على، والتى اعتمدت بشكل أساسى على رواية الكاتب البريطانى جورج أوريل ١٩٨٤، والتى حققت مبيعات كبيرة عقب صدور طبعتها العربية فى مصر، كما أعلنت أنها بصدد الانتهاء من مسرحية مأخوذة عن رواية «ثلاثية غرناطة»، للكاتبة الراحلة رضوى عاشور.
فيما يستعد مسرح السلام لاستقبال العرض المسرحى «قواعد العشق الأربعين» للمخرج عادل حسان، والذى يحمل نفس اسم رواية للكاتبة التركية إليف شافاق.
فى هذا الصدد، تلتقى «البوابة» مع عدد من المسرحيين لمحاولة استخلاص عدة إجابات بشأن التساؤلات التى تطرحها هذه الظاهرة، فيما إذا كان تحويل هذه الروايات بسبب حالة فقر تشهدها الكتابة المسرحية فى مصر، أم تأتى بشكل إيجابى يدل على عودة تلاحم الأدب بالمسرح مرة أخرى مثلما كان يحدث فى أزمنة بعيدة.

أزمة النصوص
فى البداية، قال المخرج المسرحى فهمى الخولى، إن ما يُشاع فى الأوساط المسرحية بأن التأليف المسرحى المصرى فى أزمة ما هو إلا أكذوبة، مؤكدًا أنه عندما كان عضوًا فى لجنة تحكيم فى جائزة ساويرس الثقافية، عُرضت عليه مجموعة جيدة جدًا من النصوص المسرحية الشابة، التى تُنبئ بجيل جديد من الشباب المسرحى الواعى، مضيفًا أن أكذوبة أزمة النصوص المسرحية ظهرت وانتشرت فى مرحلة الستينيات، فرغم أن المسرح فى تلك الفترة كان فى أحسن حالاته، بظهور كتاب عظام، مثل عبدالرحمن الشرقاوى وصلاح عبدالصبور ومحمود دياب، غير أن ذلك الأمر شاع وأصبح أشبه بالحقيقة المثبتة.
وأكد أن الأزمة الحقيقية تتمثل فى الكُتاب الذين يسرقون نصوصًا أجنبية وينسبونها إلى أنفسهم، أما عن ظاهرة تحويل النصوص الأدبية الحائزة شهرة كبيرة لعروض مسرحية، قال إن ذلك الأمر ما هو إلا بحث عن المستحبات، ونوع من أنواع التجديد حتى لا يمل الجمهور من النصوص المعروفة، وأن ذلك الأمر لا يضر الحركة المسرحية، وإنما يثريها ويجعلها متنوعة.

الحاجز النفسي
فيما رأى المخرج المسرحى ومصمم الرقصات مناضل عنتر من خلال تجربته فى فرقة الرقص المسرحى الحديث المصرى، أنه حاول كسر الحاجز النفسى لدى المتلقى المصرى تجاه عروض الرقص الحديث والمعاصر، من خلال تقديم روايات معروفة وذات باع، لأحمد مراد، وذلك لتصبح جسر تفاهم بين الراقصين والمشاهدين، مضيفًا أن المتلقى المصرى يتعامل مع الرقص المعاصر على أنه فن ينتمى إلى الصفوة، وهذا ما حاول التعامل معه من خلال عرض «شغل عفاريت» الذى يُقدم الآن على خشبة مسرح الطليعة.

تراجع صناعة الأدب
من جانبه، أوضح الكاتب المسرحى على أبوسالم أن صناعة الأدب قد تراجعت بشكل كبير فى السنوات الخمس الماضية، سواء من خلال زخم الإنتاج الروائى أو الإقبال عليه، عن طريق قنواته الشرعية من خلال دور النشر المُصرح بها، أو حتى عن طريق مطابع «تحت السلم»، كما يطلق عليها.
وأضاف «قد نُرجع ذلك الأمر إلى وسائل التواصل الاجتماعى، التى خلقت عالمها ونجومها من كُتاب شباب، بعيدًا عن جند الأدب القدامى، هذا ما أدى إلى رواج أنواع جديدة من أدب الرعب والمغامرة، وأدب الـPop Art والأدب الديستوبى السياسى، ذلك الأمر الذى رمى بظلاله على ألوان كثيرة من الفنون، من أهمها المسرح، مثل: «أولاد حارتنا» 
وأكد «أبوسالم» أن ظاهرة مسرحة الأعمال الأدبية ترجع لعدة أمور، أهمها ندرة الكتاب المسرحيين، والاستسهال واستحضار نصوص معروفة ومحبوبة، لتكون عامل جذب للجمهور، مشيرًا إلى أن مسرحة الرواية ليست بالأمر السيئ أو المضر، ولكن المشكلة تنحصر فى عملية التحويل نفسها، والتى غالبًا تقوم على يد المخرج المسرحى، وليس على يد كاتب درامى متخصص، فالمخرج المسرحى غير قادر إلا على فهم المستوى السطحى من النصوص، وذلك على عكس الكاتب الدرامى القادر على بناء نص مسرحى قوى.