الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"يفديكي بالدم جيش الكنانة".. بطولات لا تنسى لـ4 من شهداء الوطن.. "الدرديري" ضحى بنفسه لإنقاذ جنوده.. "أبو المعاطي" قائد موقعة الثأر بالنقب.. "حجاجي" بطل الميدان.. "شريف عمر" أبناء الكبار على خط النار

شهداء الوطن
شهداء الوطن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"ويحميك بالدم جيش الكنانة".. هكذا هم شهداء الوطن يستقبلون بأجسادهم سهام الغدر، لحماية أوطانهم، مُسجلين ملاحم خالدة فى صفحات المجد والعزة، بعد ان بذلوا أرواحهم ليعبروا بمصر إلي بر الأمان، فتحية للشهيد.. كل شهيد يؤكد يوما بعد يوم ولاءه لهذا الوطن الغالي.
الشهيد مصطفى حجاجى.. السطور لا تكفيه حقه:

دائما تختلف قصص الشهداء من شهيد لأخر بحسب ما قدموه من تضحيات، وكل تضحية يسجلها التاريخ بحسب ما يسجله الراوى، ويبقى دائما الاسم خالدا فى صفحات السجلات العسكرية، وشهداء الحرب على الارهاب فى سيناء دائما ما تجد اسمائهم لا تكفيها السطور فقط من شدة تضحياتهم ولا اللافتات فى الميادين ولكن تبقى رسالة العطاء التى تظهر اثناء التضحيات من اجل بقاء الاخرين، فالشهداء اوجه مختلفة لعملة واحدة وهى بقاء الوطن

ومن بين هؤلاء الابطال قاد بكل ما تحمل الكلمة من معنى وهو الشهيد الرائد بطل مصطفى حجاجى حلمى محمد الذى استشهد فى 18 يوليو 2015 فى ثانى ايام عيد الفطر اثناء استهداف كمين ابو رفاعى فى سيناء، والغريب فى هذه اليوم انه نفس اليوم الذى تخرج الشهيد فيه من الكلية الحربية عام 2009 وكان الاول على دفعته 103 صاحب التاريخ الكبير من التضحيات اثناء الحرب على الارهاب فى سيناء.

وقال المهندس وائل حجاجى شقيق الشهيد، انه كان دائم الحرص على تجميع ابناء دفعته من اجل المشاركة فى اعمال الخير، وكان من المفترض ان يعود الى بلدته قرية الشغب بالاقصر فى اجازة العيد من اجل البحث شريكة حياته ولكن ذلك لم يتحقق ونال ما كان دائما يريد ان يناله وهى الشهادة، حيث ان شقيق الشهيد هو الذى طلب نقله الى سيناء خاصة بعد استشهاد المقدم أحمد الدرديري ابن مدينة إسنا المجاورة لقريتهم، الذي استشهد في الهجمات الإرهابية التي استهدفت كمائن عدة بشمال سيناء فى 1 يوليو 2015 وطلب من قيادته أن يحل مكان الشهيد الدرديري بالكمين، قائلا« اطلب من قيادته وجوه مكان الدرديرى للاخذ بثاره لانه من نفس بلده على الرغم من شقيقى كان مرشحا لمنصب افضل واعلى داخل القوات المسلحة الا انه تسلم موقع عمله بالكمين حتى لحق بابن بلده في الشهادة ونالها»

واضاف المهندس وائل حجاجى ان شقيقه الشهيد رفض ابلاغ اسرته بالذهاب الى سيناء خاصة وانه كان قائد لسرية مشاة ميكانيكا بالقنطرةولكنه ابلغ اثنين من قريته وطلب منهم عدم ابلاغ اسرته حتى لا يزداد قلقهم عليه مشيرا الى انه عاد اخر مرة الى مكان سريته واجمع متعلقاته بالكامل ووضعها فى سيارته الخاصة به واغلقها واعطى مفتاحها الى احد زملائها وطلب منه ان يسلم المفتاح الى اسرته لانه ذاهب الى سيناء وقال نصا" انا الشهيد اللى عليا الدور" وبالفعل احضر زملاءه السيارة الخاصة به وكانت بها جميع متعلقاته كما وضعها بنفسه.

وقص شقيقه اخر ايام استشهاده قائلًا «الشهيد كان من المفترض ان يحصل على راحة راحة اثناء اسبوع استشهاده ولكنه رفض النزول بسبب وجود زميل له كان يرغب فى رؤية ابنته وقام باستبدال الراحة معه حتى انه اثناء حضوره الجنازة قال لنا "الشهيد كان يحب عمله ويحب الجميع وكان يقوم بعمل كل شىء بنفسه لدرجه انه كان يشارك فى اصلاح المعدات".

واشار الى ان احد المجندين كان معه لحظة الشهادة، وقال ان هناك قذيفة سقطت فجاة على الكمين والوحيد الذى نطق الشهادة اكثر من مرة هو الشهيد مصطفى حجاجى وكان ثانى ايام العيد، وكان دائما يحرص على الصوم وخاصة اثنين وخميس طوال العام وانه عند ابلاغه باستشهاد شقيقه فى سيناء لم يصدق واخطرهم ان شقيقه ليس متواجدا بسيناء ولكن كان الخبر صحيحا ولم يبلغنا به.

وتابع " ان الشهيد له 5 اشقاء منهم 3 مهندسين وطبيبة، الى جانب اصغر اشقاءه الذى التحق بالكلية الحربية بناء على رغبة والدته التى اصرت على ذلك وقالت "انه هيجيب حق اخوه الشهيد"، مؤكدا ان هناك مبنى داخل الكلية الحربية باسم شقيقة الى جانب وضع اسمه على مدرسة داخل القرية.

والشهيد حجاجى، كان قريبا من الجميع ومحبوبا لجميع افراد اسرته واخر لقاءه بهم قام بدعوتهم على افطار رمضان واعد الفطار بنفسه لجميع عائلته، كما انه فى وسط الميدان كان قائد بما تحمل الكلمة من معنى وملتزما بالعسكرية المصرية وقريبا من افراد سريته وشيعت جنازته فى مشهد يصعب وصفه، ولكن سيرته بقيت فى سطور التاريخ مضيئة.

الشهيد حازم أبو المعاطي.. مات الجدع وسط الأبطال

في معركة الكرامة.. قصص وبطولات للشهيد «حازم أبو المعاطي» في «ملحمة» الـ 20 دقيقة تصدى للعناصر الإرهابية بكل شجاهة في كمين «النقب» ومصر أخذت ثأر شهدائها

«مات الجدع وسط الأبطال، دافع عن أرضه من الإرهاب، قال لعساكره أضرب يا واد، دي أرضك وده عرضك أوعاك تهرب أو تخاف».

يومًا بعد يوم يقدم رجال الشرطة والقوات المسلحة، أرواحهم فداء لمصر ولشعبها، يستشهد العديد منهم من أجل حماية الأرض والعرض، يواجهون مخاطر وتحديات كثيرة، في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وانتشار الفكر المتطرف في العديد من الدول.

الرائد الشهيد البطل حازم أسامة أبو المعاطي، قائد كمين النقب بالوادي الجديد، استشهد هو و8 آخرين من أبطال قوات الشرطة البواسل، وذلك بعد قيام مجموعة إرهابية بمهاجمة كمين النقب في محافظ الوادي الجديد، وعلى بعد 80 كيلو من مدينة الخارجة، في 16 – 1 – 2017.

وكان من المقرر أن ينزل الشهيد أجازته يوم 17 يناير، أي بعد يوم واحد فقط من استشهاده، لكن الله عز وجل أراد أن يلتقيه، بدلا من أن يلتقي الشهيد أسرته وأهله وأقاربه وأصدقائه.

والشهيد من مواليد منطقة «الورديان» بالإسكندرية، من مواليد عام 1987، وتخرج من الشرطة دفعة عام 2008، تزوج عقب تخرجه، ولديه طفلان هما «مهند 5 سنوات – وفرح 3 سنوات»، وقد عمل الشهيد بقسمي شرطة الدخيلة ومينا البصل قبل أن ينقل للعمل بمديرية أمن الوادي الجديد منذ عامين.

كان من المقرر أن تنتهي خدمته في الوادي الجديد نهاية العام الحالي ليعود مرة أخري لاستلام عمله بالإسكندرية، وكانت آخر زيارة للشهيد لأسرته وأهله قبل استشهاده بـ10 أيام واطمأن علي أولاده في مكالمة هاتفية مع زوجته قبل ساعة من الحادث.

واشتهر الشهيد بأخلاقه واحترامه، وفور علم الأهل والأصدقاء والأقارب والجيران بخبر استشهاده، «اتشح» منطقته في حزن شديد علي فراق الأبن الغالي، مشهد مأساوي لعائلة الشهيد وزوجته التي تركها حبا في الرفيق الأعلي.

وقال العميد حسام أبو المعاطي، والده، أن ابنه استشهد في الساعة السابعة والنصف مساءً، حيث حيث قام الشهيد بالاشتباك مع العناصر الإرهابية لمدة 20 دقيقة، ورفض أن يترك موقع الكمين هو وعساكره، وظل يتعامل مع العناصر الإرهابية لآخر قطرة نفس، حتى استشهد ومعه 8آخرين من أبطال الكمين البواسل.

وأضاف أن الشهيد قام بالدفاع عن الكمين لكل بسالة وشجاعة، ونجح في قتل أثنين من العناصر الإرهابية من من قاموا بالهجوم علي الكمين، كما قمت العساكر بالتعامل الشجاع مع تلك العناصر الإرهابية، التي لا تعرف دين أو إنسانية، لكن الله أراد أن يستشهدوا في سبيل الدفاع عن مصر وشعبها.

وتحدث العميد حسام أبو المعاطي، عن الساعات الأخيرة قبل وفاة الشهيد، حيث أوضح أن «حازم»، قام بالإتصال بوالدته في نفس يوم استشهاده، بالإضافة إلي أنه قام بالإتصال بزوجته قبل استشهدة بفترة ليست بكبيرة، ليطمئن عليها وعلي أولده.

وقال العميد حسام أبو المعاطي: «عندما أتى جثمان الشهيد من الوادي الجديد إلي الإسكندرية، وقفتُ مرفوع الرأس لأن أبني شهيد وسينتقل إلي الرفيق الأعلي، إلي منازل الشهداء»، وتم تأدية صلاة الجنازة على «حازم» بحضور قيادت أمنية وعسكرية وتنفيذية والعشرات من محبي الشهيد، وارتفعت حينها أصوات الهتافات، «لا اله الا الله الشهيد حبيب الله، القصاص القصاص، الله أكبر، في الجنة ياشهيد».

وتحدث والد الشهيد، عن الهويات المفضلة للشهيد حازم، حيث أوضح أنه كان يُحب أن «يصطاد»، وكان يمتلك بندقية «رش»، يقوم من خلالها بعمليات صيد متنوعة، وكان يقوم بـ «التنشين» علي الأهداف بكل دفة عالية، وكان مميزا في «الرمي»، ونتيجة ذلك قام الشهيد بإصطياد عنصرين إرهابيين أثناء الهجوم علي الكمين الذي كان يتوالاه. 

وعقب مقتل الشهيد والأبطال الثمانية الآخرين في كمين النقب، تشكلت مجموعة عمل مشتركة من قبل القوات المسلحة والشطرة، لرصد والتعامل مع العناصر الإرهابية التي قامت بتلك العملية الغادرة، وبعد توفر المعلومات وعمليات الرصد المتنوعة، استطاعت قوات الأمن بتحديد منطقة تجمع تلك العناصر الإرهابية التي قامت بتلك العملية الغادرة.

حيث تجمعت عدد من العناصر من من قاموا بتلك العملية في محافظة أسيوط، وعلي الفور، تم التعامل معهم، وقامت القوات بأخذ حق ثأر شهداء كمين النقب، لينعم الشهداء بالراحة بعد أن أخذ زملائهم حقهم من تلك العناصر الإجرامية والإرهابية، التي لا تعرف دينًا أو وطنًا.

الشهيد العقيد احمد الدرديري.. ضحي بنفسه ليعيش جنوده

الشهادة في سبيل الوطن شرف لا يضاهيه شرف، ينالها من كتبها الله عز وجل عليه ليكون في مرتبة عالية ومنزلة كبيرة منحها الله سبحانه وتعالي له، فابطال القوات المسلحة الذين يقدمون التضحيات فداء للوطن لم يبخلوا قط بارواحهم ودماءهم في سبيل حماية الوطن، وسجل الشهداء خير شاهدا علي ذلك فكم من بطولات خلدها التاريخ لابطال القوات المسلحة الذين استشهدوا دفاعا عن الارض.

ان الحرب التي يخوضها الجيش المصري الان في سيناء مع الجماهات الارهابية لا تقل ضراوة عن الحروب التي واجهتها مصر علي مر تاريخها بل تزيد عليها لان جيشنا الوطني يحارب عدوا مستترا وليس جيشا نظاميا كما كانت الحروب التقليدية، فالعدو الان يعتمد علي زرع العبوات الناسفة واستخدام السيارات المفخخة التي تستهدف ابناءنا من الضباط والجنود من خلال حرب غير شريفة. 

ومع اصرار وعزيمة الجيش المصري وبسبب عقيدته التي لا تلين اخذت القوات المسلحة علي عاتقها عهدا ان تقطع دابر الارهاب وتستأصل شأفته مهما كلفها من تضحيات في سبيل حماية الوطن.

وفي ذكري يوم الشهيد وتخليدا لبطولاته التقت الاهرام زوجة الشهيد العقيد اركان حرب احمد عبد الحميد الدرديري احد ابطال القوات المسلحة الذي قدم نموذجا رائعا في التضحية والإيثار والذي استشهد في الهجوم الارهابي المسلح علي احد كمائن سيناء، حيث ضحي بنفسه من اجل ان يعيش زملائه وجنوده 
دماثة خلقه وتدينه وبره لوالديه وسلوكه الطيب وسط زملائه وجنوده صفات رائعة تحلي بها الشهيد الراحل الي جانب حبه الشديد لوطنه وبلاده، فكانت البطولات العسكرية لابطال وقادة حرب اكتوبر العظماء، وقد شكلت في وجدان الشهيد الدرديري شغف قوي وحب للحياة العسكرية وهذا ما دفعه للالتحاق بالكلية الحربية حيث كان يعتبر قادة حرب قدوته ومثله الاعلي في التضحية والفداء.

في البداية قالت السيدة ياسمين مصطفي زوجة الشهيد البطل احمد الدرديري، إن الشهيد التحق بالكلية الحربية عام ٩٧ وتخرج عام ٩٩ دفعة ٩٣ حربية سلاح المشاه،التحق بعد التخرج بالجيش الثاني الميداني بمدينة القنطرة في الاسماعلية، ثم سافر الي السودان ليشارك قوات حفظ السلام هناك عام ٢٠٠٥ وذلك عقب زواجه بـ٣ أشهر لمدة عام، ثم عاد بعد ولادة نجله الوحيد عمر بـ٣ أشهر ثم اكمل خدمته في الجيش الثاني الميداني ثم الجيش الثالث الميداني.

واضافت ان البطل الشهيد شارك في التدريبات المشتركة التي نظمتها القوات المسلحة مع المملكة العربية السعودية ضمن قوات المشاه حيث ربطته علاقات وطيدة مع عدد كبير من زملائه الضباط من الجيش السعودي وذلك لدماثة خلقه وطيبته، وبعد انهاء فترة التدريبات المشتركة عاد ليخدم في الكلية الحربية لمدة ٤ سنوات وعقب خدمته بالكلية الحربية التحق بكلية القادة والاركان حصل علي الدورة ٦٣ اركان حرب ليعود مرة اخري الي صفوف الجيش الثاني الميداني بالقنطرة، وخلال هذه الفترة كان قد قدم عدة طلبات افصح فيها عن رغبته الشديدة في المشاركة في العلميات العسكرية في سيناء او ورفح اوالشيخ زويد او العريش وكل ذلك كان سرا دون علمنا علي الاطلاق.

وبحسب ما روته زوجته عن طريق زملاء الشهيد المقربين له، انه تمت الموافقة علي طلب الدديري بالفعل لينقل الي الشيخ زويد في شهر أبريل عام ٢٠١٥، حيث اوكل اليه مهمة الاشراف علي تأمين سلسلة كمائن بمدينة الشيخ زويد وهي كمائن سدرة أبو الحجاج اطلق عليها كمائن الزلازل التي كان الهدف من اقامتها قطع الطريق عن الجماعات الارهابية بسبب تكرار الهجوم الارهابي المسلح علي بعض النقاط الامنية.

واضافت ان هذا العمل كان يتطلب من الشهيد المبيت يوميا في كل كمين بالتوالي لافته انه كان يمارس مهام عمله وسط زملائه من الجنود والضباط في جو اسري ويشاركهم افطار رمضان.

وتابعت إنه في يوم ٧/١ /٢٠١٥ حدث هجوم ارهابي علي ٦ كمائن بالتزامن حوالي الساعة السادسة صباحا، حيث اقتحمت الكمين سيارة مفخخة وقامت قوات الكمين بتدميرها قبل وصولها الي الكمين ثم تلي ذلك محاولة اقتحام اخري للكمين بسيارات دفع رباعي تحوي كل سيارة علي ما يقرب من ٢٠ او ٢٥ عنصر ارهابي وكانوا مسلحين باربي جيهات واسلحة قنص واسلحة متعددة، فقام الشهيد احمد بتفجير سيارتين قبل وصولهما الي الكمين حيث استشهد احد زملائه الضباط خلال عملية محاولة اقتحام الكمين، ثم اعقب هذا الهجوم هجوم اخر عن طريق مسلحين علي درجات نارية يحملون الرشاشات وعلي الفور تعاملت معهم كل قوات الكمين حيث صفوا منهم عدد كبير وهنا اصيب احمد في قدمه اليمني وواصل القتال حتي أصيبت قدمه الاخري، وخلال هذه المعركة الضارية اوشكت ذخيرة الكمين ان تنفد فاعطي الشهيد الدرديري اوامره لجنوده ان يحتموا داخل مدرعاتهم ويذهبوا لكمين اخر لامدادهم بالذخيرة حيث رفض الجنود ان يتركوه بمفرده الا انه اصر وطلب منهم ان يحتموا بالمدرعة من النيران الكثيفة الموجهة اليهم من قبل الجماعات الارهابية، حيث ظل احمد مع اثنان من جنوده لحماية ظهر بقية الجنود لحين عودتهم بالدعم والذخيرة وفي لحظة اخترقت رصاصة موجهة من احد قناصة الجماعات الارهابية الي رقبة احمد حتي لفظ انفاسه الاخيرة واودت بحياته في ١٤ رمضان حوالي الساعة العاشرة صباحا.

وقالت زوجته: "كان يشعر في اخر اجازة له معنا انه لن يعود مرة اخري ولم يخبرنا علي الاطلاق انه يشارك في العمليات العسكرية في الشيخ زويد وكل ما نعلمه انه في مدينة القنطرة حيث الهدوء والعمل المستقر بعيدا عن العمليات العسكرية"، مشيرة الي ان اخر ما قاله لها "خلي بالك من عمر وخليه يختم القرآن علشان بمقاش قلقان عليه، وقال لابنه "خلي بالك من ماما وانا مش موجود"، مضيفة انه بعد سفره ب٤ ايام حدث الهجوم علي الكمين ونال الشهادة. 
وبحسب رواية زملائه انه كان يردد ان عساكره وجنوده اغلي من ابنه لانهم امانة في رقبته. 
المقدم شريف محمد عمر.. شهيد في أعلي العليين

دفتر الشهادة يفتح صفحاته ليضم بين جنباته احد خيرة الشباب ليس لأن الشهيد شريف ابن السكندرى الخلوق محمد عمر، المدير الفنى لنادي الاتحاد السكنري اﻷسبق ومدير منتخب مصر العسكرى لكرة القدم وابن شقيقة المحلاوى الأصيل شوقى غريب، ولكن لأنه ابن مصر، المقدم المقاتل الشهيد شريف محمد عمر.

رفض اﻷب التحدث عن ابنه حاول أن يظهر متماسكا وذكر فقط اخر ما قاله وهو يودع ابنه وقرة عينه إبراهيم فى الجنازة العسكرية التى شارك فيها اﻵلاف باكيا:إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون.

قصة استشهاد البطل تثبت أن ارض سيناء الطاهرة مروية بدماء اﻷبطال من كل المحافظات،دليل حي ينفى مايردده الموتورون ان أبناء الكبار والمشاهير لا يذهبون إلى أرض المعركة، لا يذهب إلى سيناء إلا أولاد الفلاحين، أما أولاد علية القوم فلا يذهبون، وعندما تم تحديد المهمة قال له قائده المباشر المكان دة ما يبقاش بعيد عليك يا شريف. 
"ما فيش حاجة بعيدة يا افندم".. بهذه الكلمات اتم الشهيد البطل المقاتل شريف محمد عمر اخر كلام يقوله منذ عام بالتمام قبل أن يغادر دنيانا وهو يستأذ في تفتيش مكان شديد الخطورة. وكأنه كان يقول دا الجنة هناك يا افندم لو سمحت ما تأخرنيش، كان طلب الشهيد بإلحاح لم اعتده عليه من قبل حيث كان شديد الهدوء والطاعة.

كانت قدم الشهيد أول قدم تطأ هذا المكان منذ بدء العمليات في سيناء، بكل شجاعة دخل المكان وكشف أسراره وما كان مخبأ به ولكنه لم يخرج كما دخل. دخل وقدمه تطأ الأرض فخرجت تطأ السماء، دخل وهو بيننا فخرج وهو بين الأنبياء والصديقين والشهداء، فما ان دخل المنزل الا وانفجرت عبوة ناسفة،ثم حاول الارهابيون إيذاء البطل بعد ان فاضت روحه حيث لم يكن أحد يجرؤ أن يقترب منه او من رجاله وهو حي، ثبت الرجال المقاتلون الذين كانوا من حوله حتى لا يمس جسده الطاهر بأذى، ولم تمنع كثافة النيران حول جسده الطاهر أن يستمر البطل المقاتل" محمد الجارحي" في الدفاع عنه ولا حتى اختراق الطلقات لجسده، لم تمنع الطلقات التى كانت تلاحق البطل المقاتل "عمر عابد "في حصد أرواح التكفيرين الذين ظهروا من خلف المنزل واحد تلو الاخر. انهم جيش مصر خير اجناد الارض.

فى طريق المداهمة برفح، رأى المقدم الشهيد سيدتين من بعد وكاد احد الجنود ان يصوب سلاحه تجاههم فلا شك انهم ينقلون اخبارهم من هذه المنطقة لكن البطل الشهيد رفض وقال "من امتي جيش مصر بيقتل نساء"، هؤلاء النساء اللاتي اعفى عنهم كانوا سبب استشهاده وفقا لاعترافات المقبوض عليهم بعد ذلك وهم من ابلغوا بدخوله المنزل الذي انفجر فور عبوره بوابته.

بطولة المقدم شريف ابن العائلة الشهيرة، والده وخاله محمد عمر وشوقى غريب من نجوم الدائرة المستديرة، أما اﻷم السيدة ايمان غريب، تحدثت بكلمات من القلب، شريف ابنى بطل وشرفنا كلنا،وهو ليس استثناء،ً بل تأكيدًا على أن جيش مصر لا يفرق بين أبنائه فى الخدمة الوطنية، وتربى أسوده على الفداء، وهم فى رباط إلى يوم الدين، لا فارق بينهم، صف واحد، القادة يتقدمون الصف، كتفا بكتف مع الصف والجنود، يسابقون نحو الشهادة، ويا لها من شهادة مخضبة بدماء برائحة الجنة، مسك يعطر الوجود.

مر عام وفي يوم ١٦ مارس من العام الماضى وفى اللحظه ٩.٢٠ صباحا اخترقت شاظية الغدر من التفجير العبوة الناسفة بالمنزل الذي داهموه، لتستقر في قلبي قبل قلبك ياشريف يابني وكانت النهايه الجميله طبعا عشان شريف راجل وبطل قولولي معناها ايه لما ظابط قائد يترك الدنيا كلها وراء ظهره ويدخل بيت ملغم علي مسئوليته الشخصيه ليحمي بلده واستشهد من الانفجار عبوة ناسفة.. افتدي البلد بعمره بعذاب فراق اهله ليه ابنى قائد، ويابطل ابن مصر هنيئا لك الجنه والشهاده مكافأه ليك ولينا من ربنا صحبانه وتعالي في الفردوس الاعلي ياحبيبي باذن الله الي ان نلقاك قريبا باذن الله.
لسة فاكرة زي دلوقتي يوم ١٥ مارس كان اخر كلام بيني وبينك ياشريف كان اخر مره اسمع صوتك وقولتلي انك هاتبقي الصبح شهيد صح ياحبيبي..ربنا استجاب لطلبك وبقيت شهيد وبقيت انا ام الشهيد البطل المقدم /شريف محمد عمر..حرقة قلبي عليك يابني معقول سنه من غير ما اسمع صوتك..يارب الصبر من عندك علي فراق ابني يارب تقرب ايامي ليه وابقي جنبه...وفى نفس اليوم فضلت اردد لنفسي:"انا دلوقتي في انتظار اجمل خبر "..خبر استشهادك يابطل.
ام الشهيد لم تتوقف يوما عن مخاطبة الابن الذى نجح قبل استشهاده فى رفح من تعطيل ١٩ عبوة ناسفة، وتتحدث مخاطبة الابن البطل: "زي دلوقتي ياحبيبي جالي خبر هو حلو ومش حلو جالي خبر زفتك للجنه ياشريف في نعيم الله يابني وكده خلاص هانبتدي عمرك الحقيقي سنه اولي شهاده يابطل ياسيادة المقدم الشهيد / البطل شريف محمد عمر..في امان الله يابن عمري."
وعن أخر دعوة قالتها اﻷم للبطل الشهيد قبل سفره، كلمنى ودعيت له:" يا رب أشوفك فى أعلى العليين وفى السماء العلي"، ما كنتش أعرف ان ربنا هايتقبل منى وتبقى عريس الجنة.
البطل متزوج وله ابنتان فى عمر و٤ و٥ سنوات، من الضباط المتميزين حيث قضى 6 سنوات من خدمته مدرسا فى كلية الضباط الاحتياط، قبل أن ينتقل الى رفح لمدة عام،وكلما تسأله هتتنقل امتى ؟يرد،أنا مش هانزل من سينا الا وأنا ملفوف بعلم مصر.
تحكى أم البطل أصعب لحظة تمر بها وهى تري كيف تقف ابنته فريدة وحيدة فى الشقة او في الشرفة تحادث صورة والدها الشهيد، وتروى كيف قامت مدرسة بتمثيل عمل فنى عن بطولة اﻷب وممارسة عملية لقصة استشهاد الشهيد شريف الذى اطلق اسمه على مدرسة الرمل الإعدادية بنات مع توزيع مطويات نبذة عن حياته وعرض تقديمى له واستعراض "سلم على الشهدا اللي معاك " ليتعرف الجيل الجديد وينشئ على تقدير تضحية اﻷبطال الذين ضحوا بحياتهم ليعيش الوطن.