المسيحيون
لم يحصلوا على حقوقهم حتى الآن.. وعلاج المفاهيم الخاطئة من خلال الدراما
والسينما
قال الشيخ مظهر شاهين، خطيب
التحرير، إن القنوات الدينية فقدت مصداقيتها بعد ثورة ٢٥ يناير، بعد تحريض شيوخ
الفضائيات على الدولة والجيش والشرطة والقضاء، مشيرا إلى أن السلطة قبل الثورة
استغلت ورقة السلفيين لكسر شوكة الإخوان.. وجندت بعض الشيوخ للظهور فى الفضائيات..
لكن الإخوان والسلفيين اتحدوا ضد الدولة والشعب، وأضاف فى حواره لـ «البوابة» أن
المسيحيين لم يحصلوا على كامل حقوقهم حتى الآن.. فإلى نص الحوار.
■ ما مقومات الإعلام الدينى فى هذه
المرحلة؟.. وما أدواته؟
- الإعلام الدينى كان منتشرا بشكل واسع قبل ثورة ٢٥ يناير.. وكانت هناك
قنوات سلفية بحتة مثل «الحكمة».. وأخرى متنوعة قدر الإمكان مثل قناتى «الرحمة»
و«الناس».. وكان الشيوخ يقدمون مادة علمية دينية متنوعة.. لاقت قبولا لدى الجمهور.
ولكن بعد ثورة ٢٥ يناير تحولت
بعض هذه القنوات إلى أبواق سياسية.. وسب وقذف أهل الفن والدعاة وكل المخالفين
لهم.. وكانت هذه الفضائيات تحرض على الشعب والجيش والشرطة والقضاء.. فتحولت إلى
«بلاعات».. مما أفقد الجمهور ثقته فيها وفى المشايخ الذين يظهرون على هذه القنوات.
بسبب مواقفهم.. فبعض المشايخ فضل الوقوف خلف الستار وعدم إبداء مواقف واضحة فى وقت
كان يحتاج فيه الناس لمواقف واضحة.. يحتاجون لدعم الدولة والجيش بشكل واضح.
خطاب موحد
■ هل استخدمت الدولة القنوات
الدينية قبل الثورة؟
- قبل ٢٥ يناير كان الخطاب الإعلامى للإخوان فى واد.. والخطاب الإعلامى
للسلفيين فى واد آخر.. وكانت السلطة تظن أنها تلعب بورقة السلفيين لكسر شوكة
الإخوان فى أى وقت.. وكانوا يجندون بعض المشايخ للظهور على القنوات الدينية لكسب
مساحة شعبية لإضعاف رصيد دعاة الإخوان فى الشارع على أمل أن يتم اللعب فى الوقت
المناسب بهذه الورقة لكسر شوكة الإخوان.
حتى جاءت ثورة يناير.. وفوجئت
الدولة بأن الإخوان وضعوا أيديهم فى أيدى السلفيين وأصبحوا جبهة واحدة.. وظل
السلفيون يلعبون مع الرائجة والرابحة وبحثوا عن حجز أماكن لهم خلال حكم الإخوان
لمصر.. وأصبحت القنوات الدينية وقتها تخدم على المصالح المشتركة بين الإخوان
والسلفيين وأصبحت أهدافهم مشتركة فى مهاجمة الجيش والشرطة والقضاء وعدم قيام ثورة
٣٠ يونيو حتى لا تسحب البساط من تحت أرجلهم.
■ هل انحسر دور الإعلام الدينى فى
الشارع المصري؟
- الآن ليس هناك ما يسمى بالإعلام الدينى.. وإن كان هناك بعض القنوات
الدينية موجودة.. ولكن تأثيرها على الشارع لا يتعدى ٣٪ على أكثر تقدير.
عمرو خالد
■ هل بعض الدعاة المنتمين للإخوان
ما زال لهم تأثير على الشعب؟
- العبرة ليس بالتواجد على الشاشة وإنما بمدى تأثيرك على الناس.. عمرو
خالد أصبح منعدم التأثير الإعلامى على الشارع على الإطلاق..فلم يعد لديه انتشار..
وبرنامجه الأخير فى رمضان الماضى لم يحقق نسبة مشاهدة.. عمرو خالد ٢٠١٦ موجود ومش
موجود فى نفس الوقت.. موجود ببرنامج ولكن ليس موجود بتأثيره الماضي، وهناك برامج
تذاع مرة أسبوعيا وتؤثر بشدة على الحالة العامة وهناك برامج تذاع يوميا وليس لها
تأثير. فعمرو عمل مبادرة اسمها «أخلاقنا» أين هى الآن؟ وما مدى تأثيرها على
الشارع؟ مفيش ولا تتجاوز كونها عنوانا فقط.
الفتنۀ الطائفیۀ
■ برنامج «الصديقان».. هل هو تجربة
أم بناء راسخ افتقده الوطن؟
- أردت أن أكون حجر عثرة أمام من يحاول فتح باب الفتنة الطائفية عن
طريق تقديم برنامج «الصديقان».. عرض لي الفكرة أشرف عبدالمنعم رئيس قناة المحور
حاليا، ودعمها بكل قوة الدكتور حسن راتب رئيس القناة.
هدفى فى البرنامج مناقشة قضايا
على أرض الواقع لها علاقة بالمصريين دون تسمية مسلمين ومسيحيين.. شريكى فى
البرنامج القس اثناسيوس رزق راعى كنيسة ١٥ مايو وهو خلوق ومحترم ومتفاهم جدا لروح
البرنامج.. قعدنا معا على الهوا لمدة ساعتين أكبر رد أن مصر ليس فيها فتنة طائفية
أو تمييز بين مسلم ومسيحى.
فالباب الوحيد الذى يحاول أعداء
مصر الدخول من خلاله لإحداث فوضى أو تقسيم مصر هو باب الفتنة الطائفية.. فحاولوا
العبث بأمن البلد عام ٢٠١٠ منذ حادثة كنيسة القديسين فى الإسكندرية وأحداث الكشح
بمحافظة المنيا.. ثم جاءت ثورة يناير فأصبحت فرصة عظيمة لفتح باب الفتنة الطائفية
على مصراعيه، فرأينا إحراق عدد كبير جدا من الكنائس وتهجير المسيحيين فى بعض قرى
الصعيد على أمل إشعال نار الفتنة الطائفية وتقسيم مصر إلى ثلاث دويلات.. ولكن
المسيحيين هم أول وأقوى من تصدوا لهذه الفتنة الطائفية، وأكدوا أنهم على علاقة
وثيقة بالمسلمين فى مصر، ورفضوا التدخل الأجنبى فى مصر.
حقوق الأقباط
■ هل حصل الأقباط على حقوقهم كشريك
فى الوطن؟
- الأخوة المسيحيون لم يحصلوا على كامل حقوقهم حتى الآن.. ربما القانون
الأخير لدور العبادة الموحد وبناء الكنائس كان خطوة مهمة جدا.. أقل حق من حقوق
المسيحى أن توفر له دار عبادة بالقرب من مكان معيشته.. لكن حقوق المسيحيين فى
الحصول على الوظائف والوصول للقيادة والحقوق القضائية ما زالت تحتاج إلى إعادة نظر
وترميم كى يأخذ المسيحيون حقهم بشكل كامل.
■ ما أهم القيم التى تركز عليها فى
البرنامج؟
- أهم القيم المشتركة التى يحاول البرنامج إبرازها للجميع، هى أن الدين
لله والوطن للجميع، وبالتالى ستسود المحبة وروح السلام بين المواطنين وتفشل دعاوى
التكفير ونشر روح العداء بشكل أكبر عندما نتذكر أننا مصريون فقط.
■ هل برنامج «الصديقان» تجربة
مماثلة لتجربة القمص جرجيوس والشيخ عبد البر خلال ثورة ١٩١٩؟
- أتمنى أن تكون نفس التجربة.. أتمنى أن يكون لنا دور فى بناء الوطن
وتصحيح المفاهيم وترسيخ بعض القيم مثل الحرية فى العبادة والمواطنة الحقيقية
والتعامل مع بعضنا البعض على أساس أخلاقى وأن يكون لنا دور فى الدفاع عن بلدنا
باعتبارها بتاعتنا كلنا.. لا فرق بين مسلم ومسيحى.
■ هل تتحدث بلسان الواعظ أم
الإعلامى أم الثوري؟
- الثورية عندى ليست هى الأساس.. فأنا فى الأصل داعية.. قد أستفيد من
الثورة فى بعض الأمور مثل الجرأة فى العرض وعدم الخوف من مواجهة الباطل وعدم
التراجع عن فكر طالما اقتنعت به.
تجدید الخطاب الدینى
■ كيف يمكن تجديد الخطاب الدينى؟
- أؤمن أن الخطاب الدينى إذا لم يكن متعلقا بمشاكل الناس الحقيقية فلا
قيمة له ولا تأثير.. بمعنى أن مشاكل المجتمع مثل الطلاق الشفوى وتعدد الزوجات وملك
اليمين فى بعض البلاد الإسلامية ومعاملة غير المسلم.. إذا لم يجد الخطاب الدينى
حلولا عصرية لتلك المشاكل توافق بين مراد الله عز وجل من الشرع الحنيف ومع ما
يتناسب مع المجتمع فى هذا العصر يبقى الخطاب الدينى «ملوش لزمة».
لا بد أن يكون هدف المجدد هو حل
المشكلة بالفعل.. ويجب دراسة المستهدفين من تجديد الخطاب الدينى فلا بد من حل هذه
المشكلة ووصول هذا التجديد إليهم.. سواء عن طريق الترجمة إلى اللغة التى يتحدثون
بها أو شراء مساحات فى الصحف العالمية.. لتوصيل رسائلك.
دراما وسینما
■ هل يمكن علاج المفاهيم الدينية
الخاطئة الشائعة عن طريق الدراما والسينما؟
- نعم.. فغالبية الشباب لا يحضرون دروسا دينية فى المساجد ولا يشاهدون
برامج دينية والحل للوصول لهم برسالة ما يمكن أن تكون فى دراما رمضان مثلا.. يمكن
عمل مسلسل عن إرهابى انضم للإرهاب ومعاناته ثم تاب وندم على ما فعل لتعريف الشباب
كيف تبدأ وتنتهى هذه الأشياء.. يمكن أن يكون نجم محبوب شعبيا مثل محمد رمضان أن
يكون بطلا لهذا العمل
■ هل ينجذب المشاهد الآن للمشاهير؟
- لم يعد المشاهد ينبهر بنجومية الشخص كما كان يحدث فى الماضى.. كم من نجوم حاليا يظهرون فى وسائل الإعلام لا يحققون أى مشاهدة.. المشاهد بعد ثورة يناير اكتسب أمورا كثيرة جدا.. من الصادق ومن الكاذب ومن مهتم بشكل حقيقى بتوصيل رسالة علمية حقيقية.. من الذى يحمل هم البلد بجد.. مش اللى طالع يقول كلمتين عايز يسترزق ويروح.. الآن أصبح اهتمام المشاهد بما يقال أهم من النجم نفسه بدليل أن الشيخ محمد حسان أو عمرو خالد لو ظهر حاليا لن يحقق نسبة مشاهدة مثل الماضى.