الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فنانون يشيدون بملتقى البرلس الثالث للرسم على الحوائط والمراكب.. "سرور": مجازفة للخروج عن الشكل النمطي.. "عبدالمحسن": يلقي الضوء على "تيمة" نراها من بعيد ولا نحتك بها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

افتتح الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، مؤخرًا بقصر الفنون بدار الأوبرا المصرية، معرض الدورة الثالثة لملتقى البرلس الدولي للرسم على الحوائط والمراكب، يرافقه الدكتور عبدالوهاب عبدالمحسن رئيس مؤسسة عبدالمحسن للثقافة والفنون، والفنان أحمد عبدالفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض بقطاع الفنون التشكيلية، والدكتورة إيمان عزت قوميسير عام الملتقى.
ولعل الاختلاف في هذا المعرض أن الفنان لم يرسم على التوال أو الأبلاكاج كما هو متبع ولكن وجد الفنان نفسه في مواجهة مع المركب الخشبية التقليدية وأيضًا مسطح متعدد الأوجه، وجاءت تلك التجربة بمثابة تعليم السباحة للمستجدين.
فنجد الفنان يطوع موضوعه ويحاول ترويض المركب واستئناس موضوعه ليستطيع صبهما في قالب فني واحد.
وعن المعرض يقول خالد سرور، رئيس القطاع: إن ذلك المعرض تجربة مميزة وفريدة للمشاركين بسبب المجازفة والخروج عن الشكل النمطي المتعارف عليه لدى عامة الفنانين، وأبهرني أن الفنان استطاع التعامل مع المعطى الجديد بألفة شديدة ساعدته في العملية الإبداعية الخاصة به.
أما الدكتور عبدالوهاب عبدالمحسن، رئيس المؤسسة فيقول: يعتبر هذا الحدث كمعرض نوعي ليقوم بتحريك الركود السائد في الحركة التشكيلية ويلقي الضوء على "تيمة" دائمًا ما نراها من بعيد ولا نحتك بها ولا بأهلها سوى في المنتزهات، ألا وهي المركب الصغير وحياة الصيادين، وكذلك ترمز إلى الهجرة غير الشرعية وتعد كمصدر دخل لشريحة معينة ليست صغيرة من الشعب بحكم المناطق الساحلية التي تميز مصر، والمعرض يعتبر مثيرًا للخيال بالنسبة إلى الفنانين ويضم الملتقى أربعون فنانًا من أربعة عشر دولة منهم مقدونيا، الهند، السنغال، كوريا، البرتغال، صربيا، الأردن، السودان، السعودية، تونس، ويؤدي الملتقى رسالته كل عام وهي تربية جيل جديد يجيد التعامل بالفن وروح التعاون ونبذ العنف والأفكار المتطرفة.
وتقول إيمان عزت قوميسير عام الملتقى: إن زيادة عدد الفنانين هذا العام لم يمثل عبئا على إدارة الملتقى حيث تواجدت روح التعاون والمحبة بين الفنانين على مختلف جنسياتهم وأرى أن تيمة المركب هذا العام أصبحت مألوفة أكثر مما سبق.
وعن توقعاتها عن الدورة الرابعة قالت: إلى الآن لم يتخذ القرار ببقاء المركب كوحدة أساسية لم يتم إضافة شيء آخر معه أو يتم التغيير كليًا، ولكن ربما يقل عدد الفنانين وأيضًا لن تتم تكرار مشاركة الفنان في أكثر من دورة أو اثنتين على الأكثر حث أن طبيعة العمل في الملتقى قد لا يجيده كل الفنانين وأيضًا الاحتكاك المباشر بين الفنان والمتلقى في تعليم وتعلم الفن مسألة ليست سهلة.
أما إسلام عبادة (نحات) فيقول: قمت بتحويل المركب إلى فورم نحتي ولم أنظر إليه على أنه مركب خشبي وعن زيادة عدد الفنانين يقول: إن ذلك مفيد لنقل الثقافات المختلفة للفنانين وأيضًا الاستفادة العملية من الاستخدامات الحديثة للتقنيات الفنية.
وعن المعرض تقول الفنانة جيهان فايز: إن لها رأي مختلف، فترى أن مؤسسة عبدالوهاب عبدالمحسن الثقافية قدمت شيئًا مختلفًا عن المعتاد حيث ذهبت بالفنان إلى الإنسان البسيط على الرغم من تدني ثقافتة البصرية ويعد ذلك كشمعة مضيئة في وسط البحر المظلم وبعد زيارة الفنانين وتجميلهم لمنازل الصيادين ومدى فرحتهم بما قدم لم.
أما صاحب حارة الورد؛ الفنان عادل مصطفى فيقول عن عمله بالمعرض: لقد استوحيت فكرته من أطفال البرلس بوجوههم البريئة التي لم تصبها عوامل الحياة بالاكتئاب وصورهم كـ"الكيوبيد" رمزًا للحب والجمال بالمنطقة.
وحول تجربة الفنانة هالة الشافعي تقول عنها: إنها تجربة فريدة من نوعها حيث إنني دائما أستخدم ألوان الباستل للتعبير عن موضوعاتي، ولأول مرة أقوم باستخدام ألوان الاكريلك لتنفيذ أعمالي وأردت عمل شيء مختلف لم أستخدم فيه الفرشاة العادية حيث قمت بسكب الألوان مباشرة على السطح لتعطي إحساس عفوي جميل محمل بالفرحة وطعم الحياة.
بينما قال الفنان كلاي قاسم: إن فلسفة عملي تعتمد على رمز السمكة والتي تمثل الخير والرزق لدى المصريين وتعامل مع المركب على أنه مسطح عادي جدًا وجعلت كل تركيزي على السمكة كرمز للخير.
أما الفنان خالد ذكي فلم يكن أحد المشاركين في الملتقى ولكنه يقول عن التجربة: إنها رائعة وذو مستوى عالمي وعلى الرغم من سفرياتي الكثيرة فلم أجد مثل تلك الفكرة وإن كنت أرى أنها لم تأخذ الاهتمام الإعلامي كما ينبغي، وأيضا وجود هذا الكم الهائل من الطاقة والإبداع حيث اتحد الفنانين جميعهم مصور ونحات وحفار في هذا الملتقى، وأشاد ذكي بعمل الفنان إسلام عبادة وقال لو إنني شاركت بعمل نحتي لفعلت كما فعل عبادة.
ويقول الفنان عمر الفيومي: إن الفكرة بالكامل ممتازة وأنه معجب بها حيث اختلفت الأسطح وربما لا يتاح لأي فنان الرسم على مركب مرة أخرى ويرى أن التطور في الملتقى على مدار الثلاثة دورات مبشر بالخير والنجاح للدورة القادمة.
ويختتم الدكتور أحمد عبدالكريم الكلمة بقوله: إن فكرة المعرض جوهرية وغيرت من نمط حياة الناس في البرلس وأيضًا من طريقة الفنانين في التعامل مع اللوحة، وجعلت الفنان يفكر كثيرًا في كيفية صب فكرته في هذا القالب الجديد المختلف كليًا عما تعود عليه وكذلك ثقافة الفنان ورؤيته للأشياء.