الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في عيد الأم..لا أعرف أمًا سوى جدتي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الأم اللي ربت مش اللي حملت وولدت، الأم اللي سهرت وبكت وعالجت وعلمت وحرمت نفسها عشان تشوف فرحة عين حفيدها" بتلك الكلمات بدأ أحمد محمد، في سرد تفاصيل حكايته التي بدأت في بيت جدته منذ أن كان عمره 7 أيام، حين استصدر أبويه قرارهما بالانفصال وإنهاء الحياة الزوجية وترك الرضيع يصرخ علي كتف الجدة التي فشلت كل مساعيها في الصلح بين الزوجين.
7 أيام لا أكثر حرم الرضيع من حنان أبيه حيث يقول أحمد:"أبي وأمي انفصلا بعد أسبوع من ميلادي بسبب بخل أبي وصغر سن أمي التي لم تتحمل الحياة على هذا النحو، تم الطلاق واستقر الأمر على حضانتي مع أمي، ولكن وبعد 6 أشهر تقدم عريس لأمي وكان ابن حلال بعد خطبتها بثلاثة أيام تزوج أبي وتنازل كل منهما عن حضانتي لجدتي لأمي وجدي المسنين –حسب وراية جدتي.
وأتبع أحمد حديثه: كانت جدتي تجوب الصيدليات للبحث عن لبن مدعم في ذلك الوقت بعد حرماني من صدر أمي، وكان الجد المصاب بشلل نصفي لا يتواني عن تقديم كل احتياجاتي ومداعبتي وتوفير كل الألعاب الممكنة، خرجت للحياة وأنا أعلم أن جدتي هى أمي وأن جدي هو أبي خاصة بعد انشغال الأبوين في حياتهما الجديدة.
"جدتي لم تدخر جهدا لتعويضي عن أمي لم أشعر بالاحتياج يومًا ورغم ظروفهم المعيشية البسيطة إلا أنهم أصروا على تقديم أوراق المدرسة في سن الخامسة لمدرسة التجريبية لتلقي تعليم راقي من أجل ضمان مستقبل أفضل يساعدني على إكمال المسير في حياة مبهمة" حسب أحمد.
ولأن الطفل لم يعرف سوى ملامح جدته يقول..للأسف لم أشعر بأمي لم تربطني بها أي مشاعر لأنها اضطرت للانصياع لزوج فرض عليها نسياني والتركيز مع أخوتي الجدد، حتى في مرضها كنت أزورها من أجل صلة الرحم ولكني لم أكن أشعر بالانزعاج لمرضها بينما كنت أبكي الدماء إذا ما اشتكت جدتي من مجرد نوبات صداع.
ويضيف أحمد في رسالته: لن أنسى ذلك المشهد الذى كانت تحملني فيه فوق عنقها في كل مكان وتقدمني للناس على أني ولدها، تجوب المحال لالتقاط أرقي الملابس لي، يشهد الله ما رأيت عزا ولا حنان ولا دفى إلا في حضنك يا ماما فاطمة.
أنا الآن أبلغ من العمر19 عاما، طالب بكلية الآداب، يتيم الأبوين، توفي الجد منذ 10 أعوام وأكملت الجدة المسيرة بمعاش الجد حتى توفت منذ عام، وتسود الدنيا في وجهي وأشعر وكأن قيامتي قامت بفراقها، لأصطدم بالمفاجئة الأكبر أن جدتي ورثتني نصيبها وكتبت لي كل ما يخص أمي من ميراث كما فوجئت بوجود مبلغ 300ألف جنيه في دفتر توفير كان جدي قد أعده لأجلي لمجابهة الغد وأعباءه، في حين نسى أبي وأمي ملامحي بإنشغالهما بأخوتي الجددوجامعات خاصة وحياة مرفهة استبعدت أنا منها بطلقة عند مأدون.
اكتب إليكم اليوم عرفانا بجميل جدتي وجدي وأدعوا لهما ليلا ونهارا بالرحمة والمغفرة فضلًأ عن أني اشتريت لهما جهاز طبي بإسمهما كصدقة جارية واسيفاء الأوراق لعمل عمرة لهما، ربما يكون هذا جزء صغير من جميل سيظل مطوقا لرقبتي ما حييت..
واختتم الشاب كلماته..الله يرحمهم ويجعل مثواهم الجنة كما ربياني صغيرا وستراني كبيرا.