الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أمهات وأرامل "شهداء الوطن": "ولادنا مش أغلى من مصر"

أمهات «شهداء الوطن»
أمهات «شهداء الوطن»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعداد: حاتم حمدان وعلى عبدالمعتمد محمد نور وشيماء عماد وحسنى دويدار وأحمد عبدالخالق وأحمدى حامد وأبوالسعود أبوالفتوح ومحمد العدوى وأحمد أبوالقاسم ورامى القناوى وأسماء أبوسكينة ومحمد المواردي

يرحل الشهداء أبطالا لينعم غيرهم بالعيش فى سلام، يظلون فخرًا للوطن ولآبائهم ولأمهاتهم وأبنائهم، ورغم صعوبة الفراق خاصة على الأمهات إلا أنهم بقوة وثبات يقولون «أبناءنا فداءً لمصر».
من الشهداء من يعرف أنه سيترك ابنه الرضيع وأمه وحيدة، لكنهم لا يؤثرون أنفسهم على الوطن. 
فى عيد الأم «البوابة»، التقت أمهات وأرامل الشهداء لتحتفل مصر كلها معهن بعيدهن، فلو كن فقدن أبناءهن فكل أبناء مصر أبناء لهن، حيث قالت حرم الشهيد المقدم نبيل السيد ضابط شرطة، «زوجى استشهد غدرًا عندما هاجمه إرهابيون أثناء عودته من عمله فى ١٤ أغسطس ٢٠١٣ بميدان لبنان بالجيزة»، وأضافت الفراق صعب وأدعو الله أن يصبر أمهات الشهداء وزوجاتهم ويعينهم على تربية أولادهم وعلى حمل المسئولية، وأكدت «مصر بلدنا أم الدنيا ستظل أبية بجهود أولادها». 

ووجهت حديثها للرئيس السيسى قائلة «ربنا يعينك يا ريس ويقدرك على مكافحة الإرهاب»، وأضافت أن الدولة تقف بجانبنا وتوفر لنا الراحة فى مراحل التعليم المختلفة والأدوية والترفيه. 
من جانبها قالت سحر عبدالعزيز زوجة الشهيد اللواء أحمد زكى لطيف «استشهد زوجى فى ٢٠١٤ إثر انفجار عبوة بدائية الصنع وضعها مجهول أسفل سيارة الشرطة المخصصة له أثناء توقفها أسفل منزلنا بالحى السادس بقسم شرطة ثان أكتوبر وربنا يصبر كل أم وأخت وزوجة لشهيد وربنا يحفظ مصر وجيشها وشرطتها وقيادتها الحكيمة». 
وأضافت «إحنا مبنخافش وولادنا مش بيخافوا وبلدنا فى رباط إلى يوم الدين»، والرئيس يقف بجانبنا فى كل شىء. 
من ناحيتها قالت ابتسام على موسى والدة الشهيد أسامة كامل نقيب شرطة بمركز شرطة قليوب، «ابنى استشهد إثر تعرضه لهجوم مسلح من قبل مجهولين على طريق مصر الإسكندرية الزراعي، أثناء قيامه بحملة أمنية على الطريق، واستشهد قبيل فرحه بشهرين وربنا يحفظ بلدنا والرئيس والجيش والشرطة». 
وأكدت والدة الشهيد أن الدولة المصرية تقف بكامل طاقتها بجوار أهالى الشهداء، موجهة حديثها للرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلة «ربنا ينصرك ياريس وينصر الجيش والشرطة على الإرهاب وربنا يحمى بلدنا». 
وقالت الدكتورة نجوى أحمد والدة الشهيد المقدم طارق نور الذى استشهد أثناء تأدية عملة أمام مبنى الأمن الوطنى بشبرا الخيمة: «ربنا يحفظ بلدنا مصر»، وأضافت «ابنى الوحيد استشهد وأنا راضية بقضاء ربنا وأطالب الشباب بالصبر والوقوف جنب البلد حتى تمر من أزمتها». 
وقالت والدة الشهيد محمد جمال «رسالتى لجميع أهالى الشهداء كل سنة وأنتم بخير، ودائمًا تفتخروا بالشهداء الأبطال الذين استشهدوا دفاعًا عن الأرض والعرض». 
وأضافت والدة الشهيد أن نجلها استشهد منذ ٤ سنوات فى أحداث العنف التى وقعت أمام سجن بورسعيد عقب النطق بالحكم فى قضية بورسعيد، أثناء عمله فى مأمورية تأمين السجن، لافتة إلى أنها احتسبت نجلها الشهيد عند الله، وتتمنى التوفيق لأبطال الجيش والشرطة المرابطين على الحدود. 
وفى السياق ذاته قالت والدة الشهيد محمد جودة إنها تتمنى مقابلة الرئيس السيسى لأمر شخصى لن تفصح عنه سوى أمام الرئيس شخصيًا، وأضافت، أنها لطالما ناشدت وسائل الإعلام إيصال رسالتها للرئيس لتلبية رغبتها وقابلته ودائمًا كانت تبوء محاولتها بالفشل، لافتة إلى أنها تتمنى شيئا واحدا فقط وهو موافقة الرئيس على مقابلتها. 
وأضافت والدة الشهيد، أن نجلها استشهد أثناء فض اعتصام رابعة العدوية إبان أحداث العنف التى قامت بها جماعة الإخوان الإرهابية. 

فيما قالت حرم الشهيد أحمد أبوالدهب الضابط بإدارة شرطة النجدة الذى استشهد إثر إصابته بطلق خرطوش بالرأس وذلك أثناء محاولته ضبط ثلاثة أشخاص سرقوا مواطنة بالإكراه، وأضافت كل عام وأمهات الشهداء طيبين وبخير، موجهة حديثها لأم الشهيد «إحنا أولادكم ربنا يصبركم ويعوضكم خيرا».
من جانبها قالت حرم الشهيد رفعت الحسيني، مفتش مباحث مدينة القصير، والذى استشهد إثر مطاردة عصابة تخصصت فى عمليات السطو المسلح على محطات الوقود، وسرقة القضبان الحديدية، وتبادل المتهمون وقوات الشرطة إطلاق الرصاص، وأصيب المقدم بطلقتين أودت بحياته، «شهداؤنا فى الجنة نتقابل معاهم قريبًا».
وأضافت «يارب نكون قدمنا ولو جزءا بسيطا لبلدنا وفى انتظار أن تأخذ القيادة السياسية حق ولاد مصر من الإرهاب، مناشدة الرئيس أن يستكمل فى تطهير البلاد والقضاء على الإرهاب، مؤكدة أن كل المصريين وخاصة أهالى الشهداء وراء الرئيس للقضاء على الإرهاب. 
من جانبها قالت والدة الملازم أول محمد ياسر ضابط قسم ثان شبرا الخيمة والذى استشهد أثناء ضبطه تشكيلًا عصابيًا لسرقة السيارات بدائرة القسم فأصيب بعدة طلقات، «إن ابنى فى الجنة مع زملائه ومصر ولادة وجيشها وشرطتها حاميها وأشكر القيادة السياسية فى الدولة وولادنا هيكملوا من بعد الشهداء هنفدى بلدنا بأرواحنا». 

وفى ذات السياق قالت السيدة شيريهان أحمد عبدالنعيم حرم الرائد الشهيد هشام طعمة الذى استشهد فى فبراير ٢٠١٣ فى اشتباكات بمحافظة بنى سويف فى عهد المعزول محمد مرسى «ربنا يرحم شهداءنا ويصبرنا كلنا، هشام مات فى عز شبابه كان بيفض اشتباكات ببندر بنى سويف أيام الفوضى فى عهد المعزول محمد مرسى»، وأضافت «مصر ستكون أفضل طالما ولادها قلبهم على بعض، ودائما الجيش والشرطة إيد واحدة وبلدنا هتفضل وستظل باقية». 
وأضافت ضحينا بأغلى ما نملك وضحى الكثير من أجل مصر لنصل إلى ما وصلنا إليه ولولا إصرار الجيش على تطهير البلاد من الإرهاب ما قامت لنا قائمة.
ووجهت زوجة الشهيد الشكر للرئيس السيسى متمنية دوام التوفيق له وللقيادة بالدولة. 
أما والدة الشهيد فؤاد مبروك محمد فقالت «فؤاد كان كويس وعارف ربنا وكان يصلى كل فرض فى ميعاده، كل الناس كانت بتحبه، ساب لنا طفلين سنة وثلاث سنين، وأهل البحيرة كلهم يعرفوه بأخلاقه وشهامته». 
وفى نفس السياق قالت سعدية عوض سالم والدة الشهيد سعيد محمد بركات عمرة إنها دائمًا تفتخر بنجلها البطل الذى استشهد فى العريش بتاريخ ٤ فبراير ٢٠١٧. 
واستكملت أن نجلها استشهد دفاعًا عن مصر، وسطر بطولات عدة ضد العناصر التكفيرية التى تهدد أمن البلاد بمثلث رفح والعريش والشيخ زويد، لافتة إلى أنه كان دائمًا يعدها برحلة عمرة هى ووالده، راجية من المسئولين الموافقة على تنفيذ أمنيتها فى زيارة الكعبة المشرفة، وأضافت أقول لأم كل شهيد «كل سنة وأنتِ طيبة يا أم البطل الذى استشهد دفاعًا عن الأرض والعرض والكرامة الوطنية فى الحرب على الإرهاب والعناصر التكفيرية».
وقالت نجاح عبدالصمد والدة شهيد بنى سويف حسام حسن عبدالمعتمد بوجه لم تفارقه الابتسامة رغم ما يعتصر قلبها من ألم إن ابنها أحد أبطال كمين الغاز بالعريش، وبدأت حديثها «كلنا فدا مصر وفدا الجيش المصري، وابنى مش خسارة فى مصر، أبكى كل يوم ولكن ليس بكاء المعترض بل بكاء الفراق».
وأضافت، أن نجلها التحق بسلاح المشاة ميكانيكا بالقوات المسلحة بالعريش عقب حصوله على شهادة الدبلوم وكان سعيدا، وعندما حاول والده السعى لنقله رفض وكان دائما ما يطمئننا عليه ويتصل بنا بين الحين والآخر ليؤكد لنا أن الوضع آمن وألا نصدق الشائعات، حتى جاءت آخر إجازة له وقبل أن يسافر وللمرة الأولى طلب منى الدعاء له وقال لى بالحرف الواحد «ما تزعليش يا أمى أنا عايزك تفرحى أنت هاتبقى أم الشهيد وأنا هاجى ملفوف بعلم مصر، فأصابنى الذعر من حديثه وطلبت منه ألا يسافر، لكنه رفض وطمأننى وسافر إلى خدمته ولم نعلم حتى جاءنا الخبر المشئوم باستشهاد نجلنا فى العريش».
واستطردت بعيون باكية «بدعى له فى كل وقت وصورته لا تفارقنى وأنا عارفة أنه فى الجنة بس الفراق صعب».

أكدت والدة الشهيد عمرو شكري، الذى استشهد فى كمين بالعريش أنه منذ أن استشهد نجلها عمرو وهم فى خير وفير متمنية أن تقدم إخوته الثلاثة شهداء فى سبيل الله والوطن، كما تمنت أن تكون هى وزوجها من الشهداء وذلك لجمال وثمرة المكانة العالية للشهيد عند المولى عز وجل. مؤكدة أنهم أننا فى خير منذ استشهاد «عمرو» داعية الله أن يكمله ليوم الدين، ويكفينا شرفًا أن الناس ما زالت فاكرانا وفاكرة «عمرو» وبتدعيله وتدعيلنا بالصبر، ويكفينا أن الله سبحانه وتعالى قربنا منه جدا منذ استشهاد «عمرو»، شاب فى مقتبل العمر ولكن إرادة ربنا أن اصطفاه ليكون عنده كما اختارنا نحن ليشفع لنا بفضل الشهيد، وهذا هو الخير ليوم الدين بإذن الله.
وقالت والدة الشهيد «عمرو» تعليقًا على إطلاق اسم ابنها على إحدى المدارس «منبهرة جدا، وإحساسى أن هذا التقدير وإطلاق اسم نجلى على مدرسته تخليدا لذكراه كبير جدًا، معللة بأن الشهيد عمرو جعل لهم مكانة عالية وعزة وفخرا». 
تقول نوال أحمد عثمان أم الشهيد «على عبدالوهاب أحمد عثمان» شهيد العريش والكائنة بقرية بنى محمديات، لدى ٥ أولاد بخلاف الشهيد أحدهم طفلة فى الصف الثالث الابتدائى وهم «رأفت ٣٠ سنة، وكمال ٢٨ سنة، وأحمد ٢٥ سنة، ومدحت ٢١ سنة، وشيماء ٣ ابتدائى» ومقيمون بقرية بنى محمديات بمركز أبنوب وينادينى الأهالى بـ«أم البطل» منذ استشهاد ابنى المجند «على عبدالوهاب أحمد عثمان». 
واستشهد فى ناحية العريش بمحافظة شمال سيناء، فى ٢٩ يناير ٢٠١٥، وعرفنا باستشهاده بوقوف عشرات من ضباط الجيش والشرطة وعدد من القيادات وبكاء الأهالى أمام المنزل، ونظرنا إلى نعش محمول ومكتوب عليه «الشهيد على عبدالوهاب أحمد عثمان»، ولأنى لا أتمكن من القراءة فقلت لأخيه أحمد مكتوب إيه على النعش فقال: أخويا على استشهد فى العريش وجايبين جثمانه يا أمي.. فسقطت على الأرض ولم أشعر إلا عقب إفاقتي.
قالت الدكتورة «دولة محمد عبادي»، والدة الشهيد الرائد أحمد فاروق زيدان، الأم المثالية على مستوى الجمهورية لشهداء وزارة الداخلية، العام الماضي، احتسبته شهيدًا لله والوطن، سنتان ونصف مرت على استشهاده وما زالت صورته لم تفارق مخيلتى لحظة واحدة، ولكن عزائى الوحيد أنه بإذن الله، فى مكان أفضل عند الله، مضيفة «احتسبته شهيدًا لله والوطن والواجب، كما احتسبت والده أيضًا شهيدًا منذ ٣١ عاما، وما زلت أتذكر ذكريات عيد الأم حينما كان الشهيد يزورنى ويقدم لى الهدايا». 
وتتذكر الحاجة دولة الذكريات الحزينة والمؤلمة وهى ذكرى، استشهاد نجلها الشهيد الرائد أحمد فاروق، استشهد فى ٣٠ سبتمبر ٢٠١٤، عن عمر يناهز الـ٢٩ عامًا، حيث كان يشغل رئيس مباحث مركز دار السلام بسوهاج، واستشهد أثناء مطاردته لتشكيل عصابي، حيث تمكن من ضبط ١٢ بندقية آلية، وعند قيامه بمطاردة زعيم التشكيل العصابي، تم رصده، وإطلاق النار عليه فاستشهد فى الحال. 
وأسارت إلى أن «نجلها الراحل، كان نعم الابن البار بها، حيث كان يزورها باستمرار ويتحدث معها بالهاتف خلال عمله طالبًا الدعاء منها ولكن قدر الله وما شاء فعل، وأنها راضية مطمئنة بقضاء الله وقدره، ومتأكدة أن ما عند الله أفضل لأن منزلة الشهيد عظيمة». 
وتابع شقيق الشهيد: إنه رغم وفاة الأب ومسئولية الأولاد والتربية، لم يؤثر ذلك على تفوق الوالدة، حيث حصلت على الدكتوراة ووصلت لدرجة أستاذ بمركز البحوث الزراعية ومديرًا للمركز، كما عملت على المحافظة على أرض الميراث.
وأشار المقدم «مصطفي» الشقيق الثانى للشهيد، أن «والدتهم» كان لها دور عظيم وكبير، فى اختيار زوجاتنا وزوجة الراحل أيضًا، حيث تزوج شقيقى الأكبر، دكتورة بكلية الهندسة، بينما تزوجت دكتورة بكلية الخدمة الاجتماعية والدكتورة آية صيدلانية زوجة الشهيد، والذى رزق منها بأحمد ٥ سنوات ونصف، وبنت «لى لي» عامين و٣ أشهر.
وأوضح المقدم «مصطفي» أن مسقط رأس الأسرة، هو عزبة بدران التابعة لمركز الرياض، وكان جدى لوالدى سفيرًا بوزارة الخارجية. 
وقال شقيق الشهيد: إنه سبق أن أدى العمرة، على روحه كهدية فى عيد الأم، مضيفًا أن الأسرة لا تكف عن الدعاء للشهيد. 
وأضاف أنه تم تكريم الدكتورة «دولة»، العام الماضى من قبل رئيس الوزراء ووزير الداخلية، باعتبارها أمًا مثالية لشهداء الشرطة، كما تم تكريمها هذا العام منذ أيام قليلة فى احتفالية يوم الشهيد، بحضور اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ واللواء سامح مسلم مدير الأمن والعميد سامح الطنوبى المستشار العسكري.
«أمل المغربي»، والدة الشهيد النقيب محمد أحمد عبده أحد أبطال معركة «كمين الرفاعي» فى الشيخ زويد بشمال سيناء، والتى أبكت الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال روايتها للحظة استشهاد نجلها فى الندوة التثقيفية الـ٢٤، التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية بعنوان «مجابهة الإرهاب.. إرادة أمة» فى ٩ فبراير الماضي، تحتسبه عندالله شهيدًا وتنتظر لقاءه فى الآخرة ليمسك بيدها ويأخذها إلى الجنة.
«البوابة» انتقلت إلى منزل والدة الشهيد للقائها كإحدى الأمهات المثاليات والتى قدمت نجلها فداء للوطن، حيث قالت «أمل المغربي»، والدة الشهيد محمد أحمد عبده: «أنا عايشة على سيرته الجميلة وحب الناس ليه وتقديرهم لتضحيته من أجل الوطن، وأنا حاسة أن محمد ألبسنى تاج بطولته».
وأضافت: «إن عيد الأم هذا العام ذكرنى بآخر هدية قدمها لى ابنى، كانت ٣ هدايا كل منها باسم أخواته على نفقته الخاصة، وكانت هديته عبارة عن فرن كهربائى أستخدمه حتى الآن».
وعيناها تمتلئ بالدموع، أشارت إلى «أن هدايا محمد بعد استشهاده كثيرة جدًا ومستمرة، والتى أهمها حب الناس ليه وتقديرهم لبطولته التى دائما أسمعها بينهم وسيرته الجميلة، وهفضل حتى أموت هسمع عنه كلام طيب، لأنه قدوة للأطفال والكبار».

وتابعت «أمل المغربي»: «إن على كل أم شهيد أن تصبر وتحتسبه عند الله، لأننا هنلتقى بأولادنا الشهداء فى الآخرة وهيخدوا بأيدينا إلى الجنة، وأسأل الله أن ينزل الصبر على كل قلوب الأمهات».
وخلال حديثها، كشفت والدة الشهيد محمد أحمد عبده عن إخفاء نجلها عن أسرته بوجوده فى سيناء منعًا لقلقهم، قالت: «إن الحادث وقع فى يوليو ٢٠١٥ أثناء وجوده فى كمين رئيسى يحمى عددا من الكمائن».
وأضافت: «قبل يوم من الحادث كلمنا وكان نازل إجازة قبل الواقعة بأربعة أيام وكان دائما يأجل إجازته لأى سبب، فجاء ميعاد نزول أبلغنا أنه نازل إجازة يقضى معانا باقى شهر رمضان».
وتابعت «انتظرنا وصول محمد ولم يتصل لنتابع معه طوال الطريق، فقلقنا عليه فقمنا بفتح التليفزيون فكان فى بيان عسكرى بشأن أحداث فى سيناء، ولم يخطر فى بالنا أن محمد فيهم على أساس أن كتيبته فى الإسماعيلية والأحداث فى سيناء».
واستكملت: «فكانت المفاجأة عندما قام عدد من أصدقائه بنشر صور لمحمد عبر صفحاتهم على الفيس بوك أنه استشهد، فاندهشنا فعرفنا على آخر اليوم من زميله أنه فى سيناء منذ أكثر من شهرين وأخفى علينا لأنه مشفق علينا وخايف أننا نقلق عليه».
والدة الشهيد «إسلام البغدادي» فى احتفال عيد الأم بالدقهلية قالت قلوب الأمهات خلقت كى تعطى أبناءها فما بالنا بقلب أم الشهيد عندما تكرس كل حياتها من أجله ليكون رجلا تسعد به ويهنأ به قلبها وفجأة يرحل الابن الغالى ويصبح قلب الأم مكلوما.. وفى عيد الأم تروى الدموع كل الحكايات حيث مر عامان على رحيل إسلام أحمد عبدالغنى البغدادى أحد أبناء مدينة طلخا التابعة لمحافظة الدقهلية الذى استشهد فى يوليو عام ٢٠١٥ فى استهداف الإرهابيين كمين الرفاعى بشمال سيناء، وترك زوجته ليلتحق بالقوات المسلحة بعد أيام قليلة من زواجه لم يتمكن من قضاء شهر عسل يفرح به مع زوجته ليلبى نداء الوطن ويلتحق بالقوات المسلحة إلى أن ارتقى شهيدا للدفاع عن الوطن، لتظل ذكراه خالدة بين الجميع وتتذكر والدته ذكرياته معاه فى عيد الأم.
التقت «البوابة» والدة الشهيد إسلام أحمد البغدادى، والتى تحدثت قائلة «الواحد لو قعد يتكلم على مدى حياته مش هيكفيه أى شيء حاجة، صعب أن الواحد يتكلم عن حتة منه فى كل لحظة مش بنساه وعمرى ما نسيته ولا لحظة، ولا عمره راح عن بالى ودايما بشوفه قاعد فى البيت معايا وبينادى عليا وبحس دايما صوته بينادى عليا وأول إمبارح شوفته قاعد وبيبص ليا».
وأضافت قائلة «كان ابن كويس وبار بينا كلنا وكان حنين قوى وكان دايما فى عيد الأم يقولى عايزة إيه، وكنت أقوله مش عاوزة حاجة، إحساسى ميتوصفشى ساعتها لما بشوف ابتسامته الحلوة ليا يوم عيد الأم، لأنه مكنشى ابنى بس ده كان صاحب ليا وكان سرى افتقدته كتير قوى ومفيش بديل له».
وتابعت قائلة «ربنا اختاره واحتسبته عند الله يزين بيه جنته رغم أن فراقه صعب جدا، فراق هيموتنى ولكنى مش أنانية، لأن ربنا اللى خلقه هو اللى اختاره ليه عريس فى الجنة، وأنا خضت التجربة وحستها وحاسة بكل أم ابنها بيروح، كان الله فى عونهم ربنا يصبرهم بحس كأنه ابنى لحظة استشهاده».
وأضافت قائلة «ذنبه إيه ابنى اللى اتجوز فى ١٩ مارس ٢٠١٥ وسافر بعدها بيومين واستشهد بعدها فى شهر يوليو ٢٠١٥، ولا ذنب بقية الشهداء إيه؟ ليلة استشهاده كنا حاسين بحاجة منمناش وكنا كلنا فى الشارع حسين بيه وفضلنا كلنا فى الشارع لحد ما جلنا خبر استشهاده».
السيدة وفاء السيد، والدة الشهيد الرائد مصطفى ياسر، والتى روت ما حدث لنجلها، مشيرة إلى أنه أصيب فى فترة اعتصام رابعة، بتاريخ ١٦/٨/٢٠١٣، والذى استشهد بعد ثلاث سنوات من تلقى العلاج بدولة ألمانيا، لتصعد روحه إلى السماء فى ١٩/٨/٢٠١٦، مضيفة أنه ظل عدة سنوات يتألم بعد إصابته بثلاث رصاصات أنهت حياته، مردفة: «كانت أصعب حالة فى الداخلية من ثورة يناير».
وفى نبرة صوت خافتة مليئة بالحزن، تابعت قائلة «من صغره كان بيتمنى يموت شهيد»، وآخر كلمات قالها قبل دخوله الغيبوبة، هى «نفسى أموت شهيد»، مشيرة إلى أنه حصل على ٩٨٪ بالثانوية العامة والتحق بكلية الهندسة قبل دخوله كلية الشرطة، لأنه كان يتمنى الالتحاق بالشرطة، موضحة أنه خريج دفعة ٢٠١٠ وانضم للعمليات الخاصة.
واستطردت، أن الشهيد مصطفى قد فدى القطاع بالكامل بتقدمه المدرعة، ليضحى بحياته لأجل الوطن وزملائه بعد تعرضه لهجوم إرهابى أنهى بحياته.
ووجهت بعض الكلمات لإثارة روح الوطنية فى نفوس الشباب، «سيبوا القهاوى والفيسبوك.. شوفوا الشباب بتقدم أرواحها إزاى بدل ما أنتم فالحين تتريقوا على الشرطة شوية والجيش شوفوا اللى بيحصل فى سيناء والعريش»، مضيفة أن هناك بعض الشباب يرغبون فى تدمير البلاد بطرق غير مباشرة عن طريق السوشيال ميديا وإثارة الفتن لنشر الفوضى، قائلة لهم: «بتتريقوا على حساب مين، لولا الجيش والشرطة كنا هنبقى زى سوريا والعراق، وكفاية تريقة وارحمونا لأننا اللى فقدناه مش شوية».
واختتمت حديثها بتوجيه كلمة لشهيد الوطن، قائلة: «أنت كرمتنا وكرمت أهلك وبلدك، إحنا عايشين لغاية دلوقتى بسببكم».
وقالت والدة الشهيد عمرو مصطفى، وكيل النائب العام بمحافظة جنوب سيناء، إن نجلها استشهد خلال المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، قائلة: «عمرو كان وكيل النائب العام فى جنوب سيناء، وسبحان الله القدر كتبله إن اسمه بعد ما كان مش محطوط ضمن الكتيبة المسئولة عن الخدمة فى فندق هناك، إلا أنه يشاء أن يضاف، بعد اعتذار زميله فى الخدمة عن التواجد»، لافتة إلى أن القدر كان يريد ابنها الذى استشهد داخل أحد الفنادق أثناء أداء عمله.
وأشارت إلى أن نجلها كان دائما يقول لها إنه يجب عليه أن يضحى من أجل وطنه، متابعة كلماتها بكل أسى على فراقه، «كان دايما يقولى إحنا مش هنسيب سيناء ونهرب، لو إحنا مش هنضحى مين هيضحي». 
وتابعت والدة الشهيد عمرو مصطفي: «مات بطلا لأنه ضحى بحياته عشان مصر»، موجهة بعض النصائح لدى الشباب لإثارة روح الوطنية فى نفوسهم، قائلة: «ادخلوا الجيش والشرطة ودافعوا عن مصر لو مكنش الشباب هيدافع عنها مين هيدافع، وأنا فخورة إن ليا ابن شهيد، وتحيا مصر آخرا وأبدا».

ومن جانبها، أكدت والدة الشهيد بسام محسن، أن نجلها التحق بالجامعة وانضم للجيش فى شهر إبريل لعام ٢٠١٥، واستشهد فى آخر أيام رمضان، ١٥ يوليو ٢٠١٥، بعد مرور ثلاثة أشهر عن تقديم خدمته بشمال سيناء، مشيدة بصفاته الحسنة التى لم تقارن بأحد.
وتابعت قائلة: «ابنى كان فى منتهى الأدب والأخلاق والرجولة والجدعنة، وكل ده تلاقيه فى البطل الشهيد»، موجهة للشباب بعض الكلمات حفاظًا على الوطن، قائلة: «حافظوا على بلادكم ومتسمعوش لحد عاوز يضر البلد، وخلى عندكم انتماء لبلدكم». وأكدت والدة الشهيد بسام محسن، أن إيد الإرهاب ملوثة بدماء أبناء الوطن وهى التى أدخلتهم الجنة وسندخل معهم، فى حين إيد هؤلاء الإرهابيين ستدخلهم جهنم، قائلة: «بأيديكم الملوثة دخلت ولادنا الجنة وهندخل معاهم، وبأيديكم انتم هتدخلوا بيها جهنم على الجرائم اللى بترتكبوها فى حق أبناء الوطن».
وأضافت والدة الشهيد محمد حمزة، أن نجلها استشهد يوم ٨ مايو عام ٢٠١٦، عندما كان فى مأمورية من قسم حلوان، قائلة: «كان رايح مأمورية وخارج من قسم حلوان، وكان معاه ٧ من أمناء الشرطة، ويشاء القدر أن يحدث هجوم إرهابى ينهى حياته، طلع عليهم مجرمين ميعرفوش ربنا، إن شاء الله يتحرق قلبهم زى ما حرقوا قلبى عليه، خدوهم على خيانة وضربوهم»، وتابعت وعيناها تفيضان بالدموع «ابنى اتصاب فى إيديه لكنه فضل يقاوم ويضرب النار على الإرهابيين، لكنه حبيبى العدد كان كتير عليه ومقدرش إنه يتصدى ليهم هو والمجموعة اللى معاه، وفضل يقاوم زى الأسد لحد آخر نفس فيه».
ووجهت كلمة للإرهابيين قائلة: «منكوا لله لا تعرفوا ربنا ولا تعرفوا دين ولا تعرفوا إسلام، وهو برىء منكم ليوم الدين، وإن شاء الله زى ما حرقتوا قلبنا على ولادنا، انتوا كمان هتتحرقوا فى جهنم، وحسبى الله ونعم الوكيل فيهم».