قانون الخُلع هو المنقذ والحل الأسرع فى التخلص من الحياة الزوجية ومشكلاتها، ودائمًا تتخذ الزوجة قرار الخُلع دون تريُّث، حتى من أجل أبنائها، بل تتخذه وسيلة سريعة لإنقاذ نفسها من الضغط النفسي، إلا أن قضية اليوم تكشف كَمَّ الكراهية التى حملتها زوجة لزوجها طوال 23 عامًا، تحملت معه الكثير لتربى أبناءها، وصبرت على بطشه من أجلهم حتى انتهزت الفرصة بعد زواج الأبناء للتخلص من علاقتها الزوجية كلها.
وهو ما حملته القضية رقم 663 أسرة بنى سويف، التى قامت فيها سمية، أ" برفع دعوى الخلع ضد زوجها بعد حياة زوجية دامت 23 عامًا ونصف، أنجبا فيها بنتا وولدين، وأكدت الزوجة على أن زوجها كان رجلا بخيلا وسفيهًا، يتلذذ بالسب والشتم، فى الكبير قبل الصغير، ويتعمد إهانتها أمام أسرتها، وقد فكرت الزوجة فى طلب الطلاق من زوجها إلا أن حرصها على تربية أبنائها كان أهم عندها من حياتها الخاصة، وبعد حصول الولد الأكبر على رسالة البكالوريوس والابن الأصغر على ليسانس الحقوق، وكذا حصلت البنت على بكالوريوس تجارة، وتزوجوا جميعا، لم تتردد الأم فى أن تتخلص من حياتها الزوجية، ومن الكبت والضغط الذي عاشته سنوات عديدة، الغريب أن الزوجة عندما سألها قاضى محكمة الأسرة عن سبب لجوئها للخلع قالت له: "لابد أن أخلعه قبل موتى حتى لا يقابلنى فى الجنة". لهذا الحد كان كره الزوجة لزوجها، وتحملها لكل مآسي الحياة معه سنوات طويلة إلا أن رسالتها كأم نحو أبنائها كان أقوى من كل الصعاب، فالأم حقًا مَدْرَسة.
