الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

غدًا.. مصر تحتفل بـ"عيد الأم" رمز العطاء والحنان ونواة الأسرة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشهد مصر يوم 21 مارس ربيعين، ربيع تتفتح فيه الزهور، وربيع خاص بالأم المصرية، إنه يوم عيدها "عيد الأم" الذى تحتفل به مصر غدًا الثلاثاء، اتباعًا لتقليد أسسه الكاتب الصحفى الكبير مصطفى أمين، ليكون مناسبة لرد الجميل والتذكير بفضل الأم، وبالجهد والعطاء الذى قدمته، وفى هذا اليوم يقوم الأبناء بتقديم هدية أو بطاقة تهنئة أو زهرة للأمهات والجدات، ولا يقتصر بر الأم فى حياتها، وإنما يمتد إليها بعد وفاتها بزيارة قبرها فى هذه المناسبة.
وعيد الأم من أجمل الأيام احتفالًا بين الأعياد، ويختلف تاريخه من دولة لأخرى، فالأم أجمل ما رزقنا الله، وهى نواة مؤسسة اجتماعية تعمل على تحقيق الاستقرار والأمان لأفرادها وهى المسئولة عن بناء أسرة تحترم وترعى أفرادها الصغار والمسنين، تربى فيهم القيم والمبادئ والتراحم والود والتكافل، وتنأى بهم عن نوازع التعصب والتطرف، وتعمل على ترسيخ الالتزام بمكانة الأسرة وترابطها، وتسعى لتوفير حياة أفضل للجميع، وترسى بينهم مبادئ السلامة الأسرية وتماسكها وتمكينها، وتحمى قيمها وكيانها من عوامل العنف والتفكك بما يحقق الأمان الأسرى والاجتماعى.
وتقوم مصر فى مثل هذا اليوم من كل عام بتكريم بعض رموز الأمومة والعطاء، مكرّمة بهذا التقليد فى شخصهم كل أم مصرية، وبعيدًا عن الاستثناءات والشواذ من القاعدة، فالأمومة هى نبع الحنان والعاطفة والعطاء، كلمة (أمى) أجمل الكلمات، فهى كلمة صادقة قوية تنطق بها الكائنات الحية، طلبًا للحنان والدفء والحب العظيم الذي فطر الله قلوب الأمهات عليه تجاه أبنائهن.
وتملك مصر باعًا طويلًا، وعمقًا تاريخيًا فى تبجيل الأم، فكما سبق قدماء المصريين بحضارتهم دول العالم أجمع، سبقوهم أيضا فى تعظيم دور الأم، وظهر ذلك فى النصوص العديدة التى زخرت بها المعابد وعكست احترامهم لها، وحكت عن دورها ومكانتها الكبيرة، فكان يرمز لها على جدران المعابد بـ"أنثى العقاب"، ذلك الطائر الضخم الذى يضم بجناحيه الكبيرين الضعفاء تعبيرًا عن كونها رمزًا للحماية والحنان.
واعتبرت الحضارة الفرعونية القديمة الأم رمزًا أيضًا للعدالة والانضباط الكونى من خلال أسطورة إيزيس وأوزوريس، فإيزيس هى أكثر النساء شهرة فى التاريخ الفرعونى، وفى بعض الأحيان ترمز إلى مصر، وقدم أحمس نفس الاحترام والتبجيل لأمه الملكة إياح حتب التى تولت قيادة البلاد خلال معركته مع الهكسوس، حيث تمكنت من توحيد الجيوش فكانت أول أمرأة تنال وسامًا عسكريًا.
والأم فى مصر ذات شأن خاص ومختلف، فهى ناعمة بمواقف صارمة وقرارات حاسمة وقدرة كبيرة على الإنجاز فى بيتها وعملها، وهى هادئة صابرة ثابتة، صلبة الإرادة، تتحدى نفسها قبل الآخرين، تخترق أصعب المشكلات لتوفر الحلول لأبنائها، وإذا صادفتها الأعاصير تحولت إلى إعصار أقوى من العاصفة، ويصبح ضعفها قوة واستلامها مقاومة فى الكثير من المواقف المتعلقة بمستقبل أبنائها وحمايتهم، فتتجلد أمام الأزمات لا تحنى رأسها.
وللأم المصرية علاقة أكثر خصوصية مع بلدها، علاقة قوامها التكافؤ والعطاء المتبادل، فالأم جزء من الصورة الأكبر والأشمل الذى تحلم به مصر للمستقبل، فهى المرأة التى عاهدتها القيادة السياسية على مساندتها ودعم خطواتها، وهى الملكة المتوجة فى "عام المرأة المصرية"، وهى المساندة فى عبور القرارات الاقتصادية الصعبة، وهى أم الشهيد التى جادت بابنها من أجل وطنها، وامتلكت قلبًا صابرًا محتسبًا، فكانت خير الأمهات، لكون الجنة دار ابنها عند قدميها.
والأم فى مصر هى المرأة التى تتعامل معها دولتها باعتبارها شريكة بناء ومصير، فتمنحها نفس الأجر وتساوى بينها وبين الرجل فى فرص العمل، وتمنحها إجازة مدفوعة الأجر عقب الوضع، وتوفر لها دور الحضانة، وتسعى لإقرار ما ينهض بأوضاعها ويعزز من قدراتها على تحمل مسئولياتها تجاه أسرتها ومجتمعها.
اللسان والقلم يعجزان عن التعبير عن فضل الأم ومكانتها فى القلب، لكن الحقائق تؤكد أن الطريق للمستقبل يبدأ بتوفير أكبر قدر من الحماية والرعاية لها لتمكينها من أداء دورها فى تنشئة أجيال جديدة قادرة على الإسهام فى تقدم المجتمع وصنع المستقبل.