كشف مصدر مسئول بوزارة الزراعة عن سفر لجنة بيطرية من القوات المسلحة
إلى البرازيل، الأسبوع الجاري، استعدادًا لاستيراد ١٨٠ ألف رأس عجول حية ضمن مليون
راس ماشية للذبح الفوري والتسمين.
وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه يجري
تجهيز مزارع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في منطقة النوبارية لاستقبال العجول
الحية وتجهيز المعدات والعمال والأعلاف التي ترعى العجول المستوردة تحت إشراف
الوزارة، وأجهزتها مع ترك الإدارة للقوات المسلحة.
وأشار إلى أن آليات تنفيذ مشروع إنتاج المليون رأس من الماشية، سيتم
تنفيذها طبقا لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بهدف زيادة الإنتاج المصري من
اللحوم والألبان ومنتجاتها، والحد من الاستيراد وزيادة الأسعار، مؤكدًا أن المشروع
سوف يبدأ في عدد من مناطق المحافظات، على أن يتم تعميمه في مختلف المحافظات خلال
الأعوام المقبلة.
ومن جانبها قالت الدكتورة حميدة عبد الجواد المدير التنفيذي لصندوق
التأمين على الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة، إن استيراد العجول الحية أفضل من
اللحوم المجمدة، لافتًا إلى أن المجمدة لا يظهر عليها الأمراض إلا بعد عمليات
التحليل في المعامل المختصة.
وتابع: "المشكلة في اللحوم المجمدة، عملية تبديل ووضع كراتين
مكان أخرى، ما يتسبب في فسادها، والحل في دخول العجول حية مع الكشف عليها جيدًا"،
لافتًا إلى أن اللحوم المجمدة أسعارها مغرية للمستوردين، وأرباحها مرتفعة مقارنة
باللحوم البلدية التي وصل سعرها ١٣٠ جنيها ولا أحد يشتريها.
وكان الرئيس البرازيلي ميشال تامر كثف من اجتماعاته مع الوزراء في
حكومته ومع سفراء غربيين لملاحقة تطورات فضيحة قيام منتجي لحوم برازيليين بتصدير
لحوم فاسدة منذ سنوات إلى دول عدة حول العالم.
وقال تامر في افتتاح اجتماع طارئ مع سفراء الدول الرئيسية المستوردة
للحوم البرازيلية: "عند الخروج من هنا، أريد أن أدعو الجميع إلى حفل شواء من
أجل تناول اللحم البرازيلي".
وأضاف: "من المهم الإشارة إلى أنه من أصل 11 ألف عامل (في
القطاع)، فقط 33 يشملهم التحقيق، وأن من أصل 4837 مستودع تبريد، 21 مستودعًا فقط
يُشتبه في أنه ارتكب مخالفات".
وفي محاولة للحد من آثار هذه الفضيحة الغذائية التي تمسّ أوّل مصدّر
عالمي للحوم الأبقار والدواجن في الصميم، دعا تامر إلى "تسريع عمليات مراقبة
المؤسسات التي يستهدفها التحقيق".
يشار إلى أنه تم الكشف عن تحقيق للشرطة يعود إلى عامين حول مزاعم
بتلقي مفتشين صحيين رشاوى من أجل منح شهادات للحوم فاسدة على أنها صالحة
للاستهلاك، وهو ما أصاب سمعة البرازيل.
وكان على جدول أعمال تامر أيضا السبت اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي
دونالد ترامب، دون أن يتم الإعلان عما دار خلال هذه المحادثة.
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة وافقت العام الماضي على استيراد لحوم
أبقار نيئة من البرازيل.
وأعلنت وزارة الزراعة البرازيلية أنّ السلطات دهمت الجمعة أكثر من
عشرة مراكز لتوضيب اللحوم، وأصدرت 27 مذكرة توقيف وأغلقت مصنعا لمعالجة لحوم
الدواجن تديره شركة "بي آر أف" المتعددة الجنسيات، إضافة إلى مركزين
لمعالجة اللحوم تديرهما شركة باكين.
وأعادت التلفزيونات البرازيلية بكثافة عرض إعلان يظهر فيه الممثل
الأميركي روبرت دي نيرو وهو يشهد على جودة لحوم "سييرا" التابعة
لـ"جاي بي أس" "بنكهتها الإيطالية الأصيلة".
لكن البروفسورة سيلفيا فارياس التي تتبضع من متاجر ريو أبدت قلقها من
تقارير تتحدث عن مزج بعض منتجات لحوم الدواجن بورق مقوى.
وقالت لوكالة فرانس برس "نذهب إلى المتجر، نشتري اللحوم
لتستهلكها عائلاتنا، وماذا يمكن أن نتوقع! أنها يجب أن تكون في حالة جيدة".
وأضافت "لا يمكنني تخيّل أن اللحوم يمكن أن تكون ممزوجة بورق
مقوى".
وتصدر البرازيل اللحوم إلى 150 بلدا في العالم، لذا فإن الفضيحة مقلقة
بشكل كبير للسلطات.
وأقرّ يومار نوفاكي السكرتير التنفيذي لوزارة الزراعة بهذه المخاوف، لكنه أكد أن هذه التجاوزات التي كشف عنها حتى الآن تشكل "حالات معزولة" وتتعلق "بتصرف أقلية".
