الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في الذكرى الـ28 لتحريرها "كل سنة وطابا مصرية".. "عروس جنوب سيناء" من الاحتلال حتى الاستقلال.. عام 1906 كانت مطمع الأتراك.. وإسرائيل ترفض التنازل عنها بعد حرب 73.. والتحكيم الدولي يعيدها للوطن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
19 مارس 1989.. تاريخ لا ينسى، فهو ذلك اليوم الذي رفع فيه الرئيس الأسبق "حسني مبارك" العلم المصري خفاقًا على أرض طابا، مُعلنًا للجميع، إرادة الشعب في استرداد آخر نقطة من الأراضي المصرية المحتلة، وذلك عقب معركة تاريخية وقانونية خاضتها مصر منذ تحرير سيناء "بدون طابا" في 25 أبريل عام 1982. 


واليوم تحل الذكرى الـ28 لاسترداد مدينة "طابا".. ونرصد إليكم في هذا التقرير، مراجعة للأحداث التاريخية، التي أثبتت قوة وعزيمة المصريين في التمسك بحبات رمل الوطن وعدم التفريط فيه.
موقع طابا المُتميز 
تقع عروس جنوب سيناء، على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى، وتبلغ مساحتها 508.8 فدان تقريبًا، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ نحو 240 كم شمالًا.
وتمثل المدينة قيمة تاريخية واستراتيجية كبيرة لموقعها المتميز الذي يشرف على حدود مصر، السعودية، الأردن، إلى جانب فلسطين المحتلة، حيث تبعد عن ميناء إيلات الإسرائيلي نحو 7 كم شرقًا.
تاريخها
توازى تاريخ مدينة "طابا" مع أزمة "قضية الفرمان"، وهو القرار الذي أصدره السلطان العثماني "عبدالحميد الثاني"، الذي نص على تحريم أى وجود لمصر على خليج العقبة، والتي انتهت بموافقة السلطان عبدالحميد على خط الحدود المصرية الذي يبدأ من رفح شمالًا على البحر المتوسط إلى رأس خليج العقبة جنوبًا. 
النزاع العثماني على طابا 
وفي عام 1906 تقدمت بعض القوات التركية، إلى أرض طابا، مدعية أنها ملكًا لها، حتى تدخلت بريطانيا وأجبرت العثمانيين على الانسحاب، ومن ثم تقرر بناء خط الحدود المصري بعلامات مرقمة، لتستقر طابا كجزء من الأراضي المصرية.
اتفاقية الهدنة 
عقب اعتراف إنجلترا، بأن مصر دولة مستقلة ذات سيادة، أعطيت الحدود طابعًا دوليًا، وفي عام 1659 بعد خروج العدوان الثلاثي الذي شنته إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، على مصر تم توقيع اتفاقيات الهدنة بين مصر وإسرائيل، التي حددت خارج أراضي طابا والجزء المطل على البحر.
احتلال طابا 
وبعد انتصار مصر على إسرائيل في حرب 1937، وقع الرئيس السادات معاهدة "كامب ديفيد عام "1979 والتي نصت على خروج إسرائيل من كل سيناء.
وبالفعل في 25 أبريل 1982 خرجت إسرئيل من سيناء ما عدا "طابا" وحاولت إسرائيل إثارة مشكلات بوضع‏ 14‏ علامة حدودية أهمها العلامة ‏(91)‏ في طابا، الأمر الذي أدى لإبرام اتفاق في ‏25‏ أبريل‏ 1982‏ خاص بإجراء مؤقت لحل مسائل الحدود، والذي نص على عدم إقامة إسرائيل لأي إنشاءات وحظر ممارسة مظاهر السيادة، وأن الفصل النهائي في مسائل وضع علامات الحدود المختلف عليها يجب أن يتم وفقًا لأحكام المادة السابعة من معاهدة السلام، والتي تنص على حل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات.
وبعد شهور من المباحثات والاتفاقيات افتتحت إسرائيل فندق "سونستا" وقرية سياحية وأدخلت قوات حرس الحدود‏.‏ 
مراحل الدفاع عن طابا
شكلت مصر "اللجنة القومية العليا لطابا"، برئاسة عصمت عبدالمجيد وعضوية ‏24‏ خبيرًا، منهم ‏9‏ من خبراء القانون، و‏2‏ من علماء الجغرافيا والتاريخ‏،‏ و‏5‏ من كبار الدبلوماسيين بوزارة الخارجية، و‏8‏ من العسكريين وخبراء المساحة العسكرية‏، وعهدت وزارة الخارجية المصرية بمهمة إعداد المذكرات إلى لجنة مشارطة التحكيم. 
وذلك لإعداد مشارطة التحكيم، وعقب قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بالموافقة على التحكيم، تم توقيع اتفاقية المشارطة بمشاركة شمعون بيريز في 11 سبتمبر 1986، والتي قبلتها إسرائيل بضغط من الولايات المتحدة. 
وهدفت مصر من تلك المشارطة إلى إلزام الجانب الإسرائيلي بتحكيم وفقًا لجدول زمني محدد بدقة، وحصر مهمة هيئة التحكيم في تثبيت مواقع العلامات الـ14 المتنازع عليها.
إعلان مصرية طابا 
وفي 29 سبتمبر 1988 تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم في جنيف بسويسرا في النزاع حول طابا، وجاء الحكم في صالح مصر، مؤكدًا أن طابا مصرية.
وفي 19 مارس 19899 تم رفع العلم المصري على طابا، مُعلنًا سيادة مصر على أرضها كاملة.