الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

3 نظريات تفسر وعد بلفور المشئوم

 الاسكتلندي جيمس
الاسكتلندي جيمس آرثر بلفور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم وقبل 87 عاما توفي الاسكتلندي جيمس آرثر بلفور، صاحب وعد بلفور المشؤوم عن عمر يناهز 82 عاما، رحل عن الحياة تاركا خلفه أقدم صراع في التاريخ وقضية مازالت تبحث عن حل حتى يومنا هذا، ووعدا خالدا في التاريخ يصفه المناصرون للقضية الفلسطينية بأنه "وعد من لا يملك لمن لا يستحق".
وحين صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد على 5% من مجموع السكان، ووعد بلفور هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل ولتر دي روتشيلد، يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وقد أرسلت تلك الرسالة قبل شهر من احتلال الجيش البريطاني لفلسطين.
وقصة وعد بلفور تستند إلى الإعجاب الذي أبداه بلفور بشخصية الزعيم الصهيوني حاييم وايزمان، عندما التقى به عام 1906، فتعامل مع الصهيونية باعتبارها قوة تستطيع التأثير في السياسة الخارجية الدولية، خاصة قدرتها على إقناع الرئيس الأمريكي ودرو ولسون للمشاركة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب بريطانيا.
وحين تولى بلفور منصب وزارة الخارجية البريطانية في حكومة لويد جورج في الفترة من 1916 إلى 1919، أصدر وعده المعروف بـ"وعد بلفور" في عام 1917 انطلاقا من تلك الرؤية، وفي عام 1924 قام بلفور بأول زيارة له إلى فلسطين ليشارك في افتتاح الجامعة العبرية، وقتها عمت المظاهرات معظم الأراضي الفلسطينية احتجاجا على قراره.
هدف "وعد بلفور" كان سياسيا استعماريا وليس خيريا، إذ أنه نص على إنشـاء وطن قومى يضم "الشعب اليهودي"، أي أنه اعترف باليهود لا كلاجئين أو مضطهدين مساكين إنما كشعب، وصيغة الوعد كانت واضحة تماما حيث تضمنت وجود هيئة حكومية (وهى حكومة بريطانيا)، وتعهد بأن هذه الحكومة التي أصدرت الوعد لن تكتفي بالأمنيات، وإنما سوف تبذل ما في وسعها لتيسير تحقيقه.
الجوهر الواضح للوعد أن الحكومة البريطانية تنظر بعين العطف لليهود، فيما جاءت الديباجات التالية للنص والتي من المفترض أن تغطى ملامحه غامضة لم تشر إلى آليات وأدوات كيفية ضمان حقوق ومصالح غير اليهود المقيمين في فلسطين، وجاء فيها فقط أن الوعد لن يضر بمصالح الجماعات غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا بمصالح الجماعات اليهودية التي لا تود المساهمة في المشروع الصهيوني، وتود الاستمرار في التمتع بما حققته من اندماج وحراك اجتماعي، لكنه لم ينص على كيفية تحقيق ذلك.
وهناك نظريات ثلاث يوردها بعض المؤرخين (الصهاينة أو المتعاطفون مع الصهيونية) لتفسير إصدار بريطانيا لوعد بلفور، أولها توضح أن بلفور أصدر وعده تعبيرا عن إحساسه العميق بالشفقة تجاه اليهود بسبب ما عانوه من اضطهاد، وبأن الوقت حان لأن تقوم الحضارة المسيحية بعمل شيء لليهود، ولذلك، فإنه كان يرى أن إنشاء دولة صهيونية هو أحد أعمال التعويض التاريخية.
وتقول النظرية الثانية أن إنجلترا أصدرت الوعد تعبيرا عن اعترافها بالجميل لوايزمان، لاختراعه مادة الأسيتون المحرقة أثناء الحرب العالمية الأولى، وهو تفسير تافه لأقصى حد لا يستحق الذكر إلا لأنه ورد في بعض الدراسات الصهيونية والدراسات العربية المتأثرة بها.. ويبدو أن وايزمان نفسه قد تقبل هذا التفسير بعض الوقت، لذا فإنه حينما توترت العلاقات بين إنجلترا والمستوطنين اليهود في الأربعينيات، وضع وايزمان مواهبه العلمية تحت تصـرف الإمبراطـورية البريطانية متصورا أن بإمكانه ممارسة بعض التأثير عليها.
والنظرية الثالثة تذهب إلى أن الضغط الصهيوني (واليهودي) العام هو الذي أدى إلى صدور وعد بلفور، ولكن من المعروف أن أعضاء الجماعات اليهودية في ذلك الوقت لم يكونوا كتلة بشرية ضخمة في بلاد غرب أوروبا، أو من الشعوب المهمة التي كان على القـوى العظمى أن تساعـدها أو تعاديها، بل كان من الممكن تجاهلهم.