دعا رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جوردون براون إلى حل "أكثر
فيدرالية" لملف استقلال أسكتلندا، مقترحا منح الحكومة الاسكتلندية سلطات كبرى
على حساب حكومة المملكة المتحدة كـ"طريق ثالث" بديل عن الاستقلال أو
البقاء على الوضع الحالي.
واشتد الخلاف في الآونة الأخيرة بين حكومتي المملكة المتحدة وأسكتلندا،
حيث تسعى الأخيرة إلى إجراء استفتاء جديد على الاستقلال عن المملكة، لاسيما بعد
التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، بينما ترفض الحكومة
البريطانية إجراء ذلك الاستفتاء على الأقل في الوقت الحالي، إذ تشدد رئيسة الوزراء
البريطانية تيريزا ماي على أن الآن ليس الوقت المناسب لذلك، وأنه من الضروري
الحفاظ على الاتحاد البريطاني في الوقت الذي تشرع فيه في بدء المفاوضات مع الاتحاد
الأوروبي بشأن أوضاع ما بعد "بريكست".
فيما يرى جوردون براون- حسبما نقلت عنه صحيفة "الجارديان"
البريطانية، أمس السبت- أن المملكة المتحدة ينبغي أن تكون دولة فيدرالية يتولى
فيها البرلمان الاسكتلندي زمام المصائد السمكية والزراعة والرفاهية الاجتماعية،
بالإضافة إلى المزيد من السلطات فيما يتعلق بالضرائب، وذلك بعد أن تعود بعض
السلطات المخول بها الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة.
وقال براون - خلال فعالية في مسقط رأسه بمقاطعة كيركالدي، شرق أسكتلندا-
إن الفيدرالية ستكون حلا يمثل "الوطنية الاسكتلندية" للنزاع بشأن
الاستقلال بين حزب المحافظين في لندن والحزب القومي الاسكتلندي في إدنبره.
وأضاف: "بإمكانكم أن تسموه خيارا أكثر فيدرالية؛ بإمكانكم أن
تسموه حكما ذاتيا فدراليا، أنا أسميه الخيار الثالث: طريقا وطنيا اسكتلنديا نحو
الأمام.. خيار ثالث جديد بإمكانه توحيد بلدنا وإنهاء النزاع المرير والانقسامي
لنعم في مقابل لا، والذي سيواصل تمزيقنا، حان الوقت لتجاوز الانقسام المرير وتطرف
المذهب المحافظ غير المرن".
وتأتي تصريحات براون تزامنا مع خطاب الوزيرة الأولى لأسكتلندا نيكولا
ستيرجن أمام الحزب القومي الاسكتلندي في مدينة أبردين، والذي تحدت فيه ماي مجددا
إلى بدء محادثات "بريكست" مع الاتحاد الأوروبي تزامنا مع استفتاء ثان
على انفصال أسكتلندا.
ووفقا لـ"الجارديان" فإن مقترح رئيس الوزراء الأسبق لم يلق
ترحيبا من جانب الحزب القومي الاسكتلندي، إذ انتقده نائب زعيم الحزب أنجوس
روبرتسون، والذي أكد أنه لا يأخذ تلك التصريحات على محمل الجدية، لا سيما وأن براون
قد ألقى تصريحات مشابهة قبيل استفتاء عام 2014 دون الوصول إلى نتيجة.
بينما قال رئيس الوزراء السابق لأسكتلندا أليكس سالموند- الذي قاد الحزب القومي لاستفتاء 2014، وكان أول من فكر في وضع الحل شبه الفيدرالي موضع اعتبار بالنسبة لاستفتاء 2014- إنه "من الواضح أن تيريزا ماي ليست مهتمة بمقترح براون".
