الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

سر فيروس "شبرا" القاتل.. رعب تسرب في قليوب وتصاعد في مستشفى حميات إمبابة.. أعراضه قيء مصاحب بارتباك في المعدة وتشخيص بتسمم.. وتقارير: مزعج.. الصحة: جارٍ البحث عن أصله وفصله

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ماذا يحدث في شبرا، وماذا جرى في مستشفى حميات إمبابة، وعند وزارة الصحة الخبر غير اليقين، الصحة لا تعرف ماذا حدث وماذا جرى، الوزارة تكتفي بالتصريحات المرتبكة، واصفة الإصابات التى ظهرت في شبرا الخيمة ووصلت إلى حميات إمبابة بـ"المرض الغامض"، لكن الأخطر، الضحايا الثلاثة الذين راحوا في غمضة عين دون أن تسرع الصحة بالتحرك وكشف غموض المرض اللغز.




الصورة العامة تقول إن القلق متصاعد في الشارع المصري بعد تداول أنباء عن وجود وباء غامض في منطقة شبرا الخيمة، تسب في وفاة 3 أطفال من أسرة واحدة، من جانبها رفعت وزارة الصحة حالة الطوارئ محاولةً منها لفك طلاسم ذلك الفيروس.
القصة بدأت فى مستشفى حميات إمبابة، وتلقي الوزارة بلاغًا بإصابة 11 شخصًا من عائلتين تربطهما صلة قرابة ومقيمين فى منزلين مستقلين بمنطقة شبرًا الخيمة بمحافظة القليوبية بأعراض تشبه النزلات المعوية واشتباه بالتسمم، وبعد وفاة 3 أطفال الأول عمره عامين ونصف والثاني 3 سنوات والثالث 7 شهور، من المصابين، زاد الرعب وخرجت شائعات وأنباء عن ارتفاع عدد الإصابات لـ20 حالة.
مستشفى إمبابة من جانبها قالت، إنها لا تعرف شيئًا عن الفيروس الغامض، مؤكدًة أن فريق من الأطباء والمعنيين أجروا كافة التحاليل اللأزمة للمنطقة التي ظهر بها المرض وظهرت النتائج سلبية لكل الفيروسات والميكروبات.
وأوضحت: "أجرينا كافة التحاليل دم وبول وبراز وإشعاع نووي ولم نتوصل إلى سبب واضح للمرض أو السبب في الأعراض"، كشفت أن حالات الوفاة الثلاثة من ذات الأسرة وهم جميعهم أطفال بالإضافة لـ 11 مصابًا حتى الآن وليس أكثر بحسب ما يشاع. 
وأكد الدكتور سمير عنتر، نائب رئيس مستشفى حميات إمبابة، أنه لا يوجد فيروس جديد ولكن المشكلة تتمثل في أن الفترة الحالية هي فترة تغيير الفصول ودرجات الحرارة وتشهد تقلبات في الطقس وهو الأمر الذي يساهم في ظهور ميكروبات موسمية عادية تحدث بصورة دورية مع تغيرات درجات الحرارة.
وأوضح عنتر، أن أعراض المرض تتمثل في ارتفاع شديد في درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة مشابهة لما حدث خلال الصيف قبل الماضي ونتج عنها حالات وفيات بسبب ارتفاع درجات حرارة الطقس وينتج عن ذلك صداع شديد بجانب فقدان بالشهية ومضاعفات في المخ هبوط في الدورة الدموية.



ولفت إلى أن ما أدى إلى وقوع حالات وفاة بصورة أساسية هو عدم التمكن من السيطرة على ارتفاتع درجات الحرارة، مؤكدا أنه داخل أي دولة من الوارد حدوث حالات وفيات لعدم تمكن الأطباء من السيطرة على الحالة المصابة، مشيرًا إلى أنه في أمريكا وحدها يقتل مرض الأنفلونزا كل عام 50 ألف ضحية، لافتًا إلى أنه لم يدخل إلى مصر أي أمراض أو فيروسات غيربة منذ دخول أنفلونزا الخنازير عام 2009 مستنكرًا التصريحات التي خرجت حول ما يسمى بالفيروس الغامض. 
وكشف الدكتور عبدالعال البهنسي، مدير وحدة الوبائيات والترصد بالبحر الأحمر سابقًا، أن سبب الوفيات التي وقعت في شبرا الخيمة لا يمكن أن تكون بسبب فيروس غامض، وتابع يمكن أن يكون بسبب المياه أو الإشعاع على حد وصفه، لافتا إلى أنه إذا كان هناك فيروس جديد فمن المؤكد أنه سيصيب عددًا كبيرًا من المنازل وليس منزلين فحسب.
ولفت البهنسي، إلى أنه لا يمكن أن يكون اشعاعا وتابع: "لو كان إشعاعًا كان سيصيب آلاف من المواطنين في المنطقة وبدرجات متفاوتة وليس منزلين فحسب"، مشيرًا إلى أنه إذا كان تلوث المياه فمن المؤكد أنه سيصيب المنطقة السكنية كاملة. 
وأوضح البهنسي، أن الشيء المشترك الوحيد بين المصابين صلة قرابة وهو "مربط الفرس" وأغلب الظن أن العائلتين قاموا بفعل شيء مشترك بينهم أو عرضوا أنفسهم لشيء مجهول بالنسبة للأطباء ولكنه معلوم جدًا بالنسبة لهم مثل تناول طعام معين وهو الأمر الذي أدى لوفاة الأطفال الأقل من سنتين نتيجة إصابتهم بالتسمم في حين تناول الكبار محاليل وعلاج فساهم ذلك في شفائهم، مؤكدًا على ضرورة معرفة أقوال العائلتين فيما تعرضوا له وأسباب وقوع التسمم خلال الفترة الماضية لإغلاق باب الشائعات والهلع داخل الشارع المصري.
وكشف تقارير الصحية أنه لا يوجد فيروس غامض بالعكس هذا المرض مصنف منذ سنوات لكنه غير معروف لدى العامة ويسمى حمى البحر المتوسط.
ولفتت إلى أن هذه الحالات الثلاث التي استقبلها مستشفى الحميات، حالات مصابة بحمى عادية، كانت أعراضها "آلام حادة بالرأس، آلام في الجسم، وشعور بقلق مع ضيق في التنفس وعدم القدرة على أكل أو بلع أي شىء، ارتفاع الحرارة وسخونية، إعياء شديد، قيء، إسهال"، موضحًا أنه تم التعامل معهم من قِبل الأهل قبل دخولهم المستشفى، والأطباء بعد دخولهم المستشفى، بسوء وإهمال تسبب في تفاقم الحرارة لتؤدي لتوقف المخ ثم هبوط في الدورة الدموية أدت للوفاة.
وأكدت التقارير أن هذه الحمى غير قاتلة، وليست معدية، وهي تنتقل إلى الإنسان عبر الماشية (الماعز والخرفان) الوافدة لمصر من الخارج نتيجة تناول لحوم وألبان حيوانات مريضة، أو كثرة الاختلاط بالقطط والكلاب، ويتزايد انتشارها بين الفئات التي تتعامل بشكل مباشر مع الحيوانات أثناء الذبح.